للجيش الإسرائيلي تجربة غنية في الاغتيالات التي أنهت فترات تهدئة

أجمعت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم الخميس على أن عمليتي اغتيال خمسة نشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية أمس من شأنها أن تفجر التهدئة في قطاع غزة وأن ذلك يتلاءم مع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي منذ بدء الحديث عن تهدئة ووقف إطلاق النار في القطاع

"المشهد الإسرائيلي"- خاص:

أجمعت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم الخميس- 13/3/2008- على أن عمليتي اغتيال خمسة نشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية، واحد في قرية صيدا وأربعة في بيت لحم، واللتين نفذتهما قوات إسرائيلية خاصة، أمس، من شأنها أن تفجر التهدئة في قطاع غزة كما أنها استدعت إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل.

وقبل أن تسقط بضعة صواريخ في جنوب إسرائيل خلال الليلة الماضية وصباح اليوم، تحدثت التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي عن أن التفاهمات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية بخصوص التهدئة، ستنهار. ويتلاءم انهيار التهدئة، في حال انهيارها فعلا، والعودة إلى إطلاق الصواريخ المكثف وتوغلات القوات الإسرائيلية "المحدودة"، مع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، منذ بدء الحديث عن تهدئة ووقف إطلاق النار في القطاع. فقد واظب باراك على الإعلان عن عدم وجود اتفاق ولا حتى تفاهمات، منذ الأسبوع الماضي، على الرغم من تأكيد ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي وجود تفاهمات كهذه، وعلى الرغم أيضا من تلميحات رئيس الحكومة ايهود أولمرت بخصوصها لدى تكرار القول إنه "إذا أوقفوا إطلاق الصواريخ فسنوقف العمليات العسكرية".

لكن باراك لوح، خلال زيارة لمقر فرقة غزة العسكرية أمس، بمواصلة العمليات في الضفة الغربية وقال إنه "في المكان الذي لا تعمل فيه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لضمان الأمن يعمل الجيش الإسرائيلي منذ سنوات وسوف يستمر بالعمل". وحول احتمالات التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة قال باراك "إننا هنا ليس في وضع اتفاق وإنما في قلب عملية عسكرية متواصلة غايتها وقف إطلاق صواريخ القسام وإعادة الأمن لسكان المنطقة" في جنوب إسرائيل.

وكرر "نحن في قلب عمليات عسكرية مستمرة ومتواصلة وسنستمر في العمل حتى يتوقف إطلاق صواريخ القسام وسوف نوقفها".

ونقلت الصحف الإسرائيلية، اليوم، عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) قوله إن النشطاء الفلسطينيين الأربعة الذين قتلتهم قوات "مستعربين" خاصة تابعة لحرس الحدود كانوا مطلوبين لسلطات الأمن الإسرائيلية منذ سنوات، وأن القيادي في الجهاد الإسلامي، محمد شحادة، الذي اغتيل في بيت لحم أمس كان مطلوبا منذ ثماني سنوات. لكن إسرائيل درجت منذ اندلاع الانتفاضة الثانية على هدم كل تهدئة، باتفاق مباشر أو غير مباشر، توصل إليها الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني في الضفة والقطاع، من خلال اغتيال نشطاء وقياديين فلسطينيين ميدانيين. وكون هؤلاء الشهداء من النشطاء الميدانيين يعني أن القوات الإسرائيلية كان بإمكانها اغتيالهم، أو قسم منهم على الأقل، خلال عمليات القتال في غير أيام التهدئة، إلا أنها احتفظت بهم في ما يسمى بـ"بنك الأهداف" لاستهدافهم في وقت لاحق وفقا لهدف إسرائيلي ما، يكون في الغالب وقف حالة تهدئة.

وأكد مراسلا صحيفة هآرتس العسكري عاموس هارئيل وللشؤون الفلسطينية أفي سخاروف، في مقال تحليلي، عدم ضرورة تنفيذ إسرائيل اغتيال النشطاء الفلسطينيين. وأضافا أن "جهاز الأمن الإسرائيلي لم يربط أمس بين الأربعة وتحذيرات عينية وجديدة" لمزاعم بخصوص إعدادهم لهجمات ضد أهداف إسرائيلية. ولفتا إلى أنه "يبدو أننا شاهدنا هذا الفيلم عدة مرات" في إشارة إلى تنفيذ اغتيالات لهدم تهدئة.

من جانبه اعتبر المعلق العسكري لصحيفة معاريف، عمير ربابورت، أن "الحديث في الايام الأخيرة عن تهدئة أمنية يبدو أنه كان سابقا لأوانه على خلفية عملية الاغتيال التي جرى تنفيذها في قلب بيت لحم أمس". وأضاف أنه "جرى الحديث كثيرا هذا الاسبوع عن إمكانية أن يؤدي الاتفاق غير الرسمي الذي تحقق بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر والولايات المتحدة، إلى تهدئة متواصلة".

من جهة أخرى، لفت ربابورت إلى أن إسرائيل استغلت مطالبة رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أمس، بأن تسري التهدئة على الضفة الغربية أيضا لتسارع إلى هدم التهدئة في القطاع أيضا. وكتب "لقد جاءت عمليتا الاغتيال أمس في بيت لحم وقرية صيدا لتوضح أنه بالنسبة لإسرائيل لا يوجد أي تفاهم رسمي أو غير رسمي يسري مفعوله على الضفة". وشدد على أن "للجيش الإسرائيلي تجربة غنية في الاغتيالات التي أنهت فترات تهدئة حقيقية كانت أم وهمية". كما أكد ربابورت أيضا على أن "عمليتي الاغتيال من الأمس لم تكونا مرتبطتين بقواعد إرهابية مسؤولة عن العملية في المعهد الديني مركاز هراف يوم الخميس من الاسبوع الماضي".