باراك: حزب الله سيرد على اغتيال مغنية

توقع وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، يوم الأحد (17/2/2008)، أن يرد حزب الله على اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة السورية دمشق، وأنه ربما سيتلقى مساعدة من إيران وسورية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي إن "حزب الله قرر، حسبما يمكن أخذ انطباع من خطاب (أمين عام الحزب حسن) نصر الله، توجيه إصبع الاتهام لإسرائيل وبالاستناد إلى ذلك بالإمكان الافتراض أن حزب الله سيحاول الرد في البلاد أو الخارج وجائز أن يفعل ذلك حتى بمساعدة إيران وسورية".

واعتبر باراك "لا أقدر أن لدى سورية أو حزب الله أو إيران صورة حول الذي نفذ ذلك (الاغتيال)، لكن حزب الله يتهم إسرائيل".

واستطرد باراك أن اغتيال مغنية يشكل "ضربة مؤلمة لحزب الله وللإرهاب العالمي، فالرجل كان مسؤولا طوال عشرات السنين عن قتل مئات المواطنين والجنود من دول كثيرة في العالم".

وقال باراك إن "جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي مستعدان ومتأهبان في الجبهات المختلفة، وإسرائيل لا تريد التصعيد لكننا نستعد على ضوء الأحداث".

ولاحظ محرّر "المشهد الإسرائيلي" أن مناخ النشوة العام، الذي ساد الأجواء الإسرائيلية في أعقاب عملية الاغتيال هذه، بدأ بالانحسار لمصلحة التحسب مما هو قادم.

وفي هذا الإطار نصح المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتان هابر، رئيس الحكومة، إيهود أولمرت ورئيس الموساد، مائير داغان، وجميع الضالعين في تنفيذ عملية الاغتيال- إذا كان كهؤلاء- بعدم التأثر من المديح الذي كاله لهما السياسيون والإعلاميون، الذين قال عنهم إنهم "سيستبدلون التصفيق العاصف بطوفان من البصاق والصراخ المندد إذا لا سمح الله نجحت المنظمات الإرهابية وعلى رأسها حزب الله في الرد من خلال توجيه ضربة شديدة لنا".

وأعاد هابر، وهو مدير مكتب رئيس الحكومة الأسبق إسحق رابين، التذكير بالعمليات التفجيرية في الأرجنتين ردا على مقتل عباس موسوي في سنة 1992، وقال إنه "بعد مقتل نحو 100 إسرائيلي ويهودي وأجنبي غيرنا رأينا وسألنا على ماذا كل هذا، وهل كان ضروريا اغتيال موسوي، وبالأساس هل كان اغتياله مجديا?".

وقال هابر إن عمليات اغتيال قادة منظمات تستمر أحيانا فترة طويلة تتراوح بين أشهر وسنوات، وتُرصد لها أموال طائلة ورئيس حكومة إسرائيل، كونه المسؤول المباشر عن الموساد، يرافق التحضيرات لتنفيذ الاغتيال أولا بأول حتى اللحظة التي يُطالب فيها باتخاذ قرار، والقرار له وحده فقط، بالضغط على الزناد أو الزر الذي يشغل العبوة الناسفة.

وأشار هابر إلى محاولات إسرائيل اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في حرب لبنان الأولى في سنة 1982 وأنه "عندما سنحت فرصة نادرة لقتله، وكان أمام منظار القناصة وصل أمر من رئيس الحكومة مناحيم بيغن أن توقف".

وأضاف "بالإمكان أن نخمن ما مر في دماغ بيغن، وكيف أنه رأى في قرارة نفسه العناوين الكبيرة (تمجده في الصحف الإسرائيلية)، وربما فكّر في مئات الضحايا المجانية في أعقاب رصاصة وحيدة في ميناء بيروت، وكيف ستعقب الدول العربية ودول العالم، وماذا عن السلام الإستراتيجي الذي حققه مع مصر".

وخلص هابر إلى أن "ذلك القرار الذي اتخذه بيغن كان قرار زعيم لا قرارا اتخذه سياسي".

هذا، ولم تعترف إسرائيل إلى الآن بأي مسؤولية عن عملية اغتيال مُغنية.

وقال المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، في حديث خاص لـ"المشهد الإسرائيلي"، إنه "لا يعرف حقًا ما إذا كانت إسرائيل هي التي قامت بذلك أم لا"، لافتًا إلى أن للأميركيين حسابا مع مُغنية "أكبر من حسابنا معه".

[سننشر النص الكامل للحديث في وقت لاحق]