ليفني تسعى لضمان الهدوء داخل كديما والاتفاق مع باراك

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

واصلت رئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، الاتصالات التي تجريها لتشكيل حكومة جديدة خلال عطلة عيد رأس السنة العبرية في اليومين الماضيين. وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس – 2.10.2008، بأن ليفني تسعى في هذه المرحلة، بالأساس، إلى ضمان الهدوء داخل حزب كديما وتوحيد صفوفه، من خلال تحسين علاقتها مع وزير المواصلات، شاؤل موفاز، الذي خسر الانتخابات على رئاسة كديما لصالحها واتهم معسكر ليفني بأنه زوّر نتائج الانتخابات الداخلية في كديما. ومن الجهة الأخرى تعمل ليفني على الاتفاق مع رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، ايهود باراك، لانضمام هذا الحزب إلى حكومتها.

وفي هذا السياق كشفت يديعوت أحرونوت عن أن ليفني عقدت اجتماعا سريا مع موفاز، في بيتها في شمال تل أبيب يوم الاثنين الماضي. ويتوقع أن يعود موفاز، اليوم، لممارسة مهامه ونشاطه السياسي بعد أن أعلن في أعقاب خسارته الانتخابات على رئاسة كديما بأنه خرج إلى إجازة. كذلك استضافت ليفني مساء أمس باراك وزوجته، نيلي فاريئيل، في بيتها أيضا.

وبحسب الصحيفة فإن ليفني وموفاز تحدثا خلال اجتماعهما عن التعاون بينهما داخل كديما، ونفيا بشدة أن يكونا قد تناولا خلاله الحديث عن مناصب أو توزيع حقائب وزارية. وكانت قد ترددت أنباء خلال الأسبوع الأخير أن ليفني اقترحت على موفاز تولي وزارة الخارجية ومنصب القائم بأعمال رئيسة الحكومة، في حال شكلت حكومة جديدة. وقال مقربون من ليفني إنها "لا تعتزم الانشغال بقضية الحقائب الوزارية إلى حين تشكيل تحالف حكومي".

من جهة أخرى تسعى ليفني إلى التوصل لتفاهمات حول التحالف الحكومي الجديد مع باراك في أسرع وقت ممكن لضمان انضمام حزب العمل للحكومة الجديدة. ولفت مقربون من ليفني وباراك إلى أن العلاقة بينهما هي أهم المصاعب التي ينبغي التغلب عليها قبل تشكيل تحالف جديد. وتقدر ليفني أنه فقط بعد أن تتوصل إلى تفاهمات مع باراك سيكون بإمكانها التوصل إلى اتفاق ائتلافي مع حزب شاس، وبما في ذلك التوصل إلى تفاهم حول قضية زيادة مخصصات الأولاد، وهي مطلب شاس الأساسي. وقال محلل الشؤون الحزبية في الإذاعة الإسرائيلية، حنان كريستال، اليوم، إن باراك يضع شرطا أساسيا أمام ليفني لينضم إلى حكومة برئاستها، ويقضي هذا الشرط بأن يكون باراك شريكا في جميع الخطوات التي ستتخذها ليفني على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن مقربين من ليفني قولهم إن "التركيز الأساسي هو على باراك، والقدرة على تشكيل حكومة هي قبل كل شيء قرار يتعين على باراك اتخاذه، ولهذا السبب دعته ليفني للقاء شخصي هو وزوجته". ولفتت الصحيفة إلى أن طريقة عمل ليفني في هذه المفاوضات جديدة، فهي تنازلت عن طواقم مفاوضات وتبعد أحيانا مستشاريها المقربين عن لقاءاتها مع قادة الأحزاب.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة هآرتس عن رئيس حزب ميرتس، عضو الكنيست حاييم أورون وعضو الكنيست عن هذا الحزب زهافا غلئون، قولهما إن الانطباع الذي بقي لديهما في أعقاب اجتماعهما مع ليفني، يوم الاثنين الماضي، هو أنها رفضت طلب ميرتس باستبدال وزير العدل، دانيئيل فريدمان، بسبب سياسته الرامية لتقليص صلاحيات المحكمة العليا.

وعلى صعيد آخر، أثارت تصريحات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، خلال مقابلة أجرتها معه يديعوت أحرونوت ونشرتها يوم الاثنين الأخير، ردود فعل عاصفة في إسرائيل وخصوصا من جانب أحزاب اليمين. وقال أولمرت في المقابلة إنه إذا أرادت إسرائيل السلام فإن عليها الانسحاب من الضفة الغربية وأجزاء واسعة من القدس الشرقية ومن هضبة الجولان السورية. وقال عضو الكنيست افشالوم فيلان، من حزب ميرتس، للإذاعة الإسرائيلية، اليوم، إن أولمرت كان قد قال مثل هذه التصريحات خلال اجتماع مغلق عقدته كتلة ميرتس معه قبل نحو عام. لكن فيلان أشار في الوقت ذاته إلى أنه، أو أي من أعضاء الكنيست من حزبه، لم يستمعوا إلى أقوال مشابهة من جانب ليفني ولا حتى في اجتماعات مغلقة معها.