أولمرت: العملية في غزة ستستمر

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، لدى افتتاحه اجتماع الحكومة الأسبوعي اليوم الأحد، 2/3/2008، إن العملية العسكرية ضد قطاع غزة ستستمر، واعتبر أن لا حق لأحد بتوجيه نصائح أخلاقية لإسرائيل جراء استخدامها قوة مفرطة تؤدي إلى سقوط عشرات القتلى الفلسطينيين، فيما هدد مسؤولون أمنيون باستهداف المدنيين الفلسطينيين في القطاع.

وقال أولمرت إن "لا أحد سيمنعنا من مواصلة العملية العسكرية التي يتوجب أن تحمي سكاننا ولا يملك أي كان حقا أخلاقيا بتقديم وعظ أخلاقي لدولة إسرائيل". وأضاف "أسمع في الأيام الأخيرة انتقادات وادعاءات بأن مدنيين أصيبوا وأن دولة إسرائيل تستخدم قوة مفرطة للغاية، ولا أذكر أن جزءا من الجهات التي تقول ذلك تحدثت أيضا خلال السنوات الماضية عن أن الوضع في جنوب البلاد هو وضع لا يحتمل ويتوجب استخدام كافة الوسائل من أجل وقفه".

ومضى أولمرت أنه "يتوجب التذكر أن دولة إسرائيل تدافع عن مواطنيها في جنوب البلاد، ومع كل الاحترام فإن لا شيء سيمنعنا من مواصلة العملية العسكرية لحماية سكاننا ولا أحد يملك حقا أخلاقيا بتقديم وعظ أخلاقي لدولة إسرائيل لأنها تقوم بالعمل الأساسي للدفاع عن النفس جراء استمرار إطلاق الصواريخ على آلاف سكان جنوب البلاد وهو الأمر الذي يشوش مجرى حياتنا ويسلب سعادة الحياة من مواطنين كثيرين".

وأضاف "يجب أن يكون واضحا أنه لا توجد لدى دولة إسرائيل أي نية لوقف الحرب ضد المنظمات الإرهابية حتى ولو للحظة واحدة، وإذا كان لدى أحد ما وهم بأنه من خلال توسيع مدى القذائف الصاروخية سينجح في جعلنا نخفف عملياتنا العسكرية فإنه مخطئ للغاية".

وهدد أولمرت قائلا "سنعمل وفقا للمسار الذي تقرره الحكومة والوسائل التي سنصادق على استخدامها وبالتوقيت الذي سنقره وبالقوة التي نقررها، دون هوادة، من أجل ضرب المنظمات الإرهابية، حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من المنظمات، ومن يقودها ويوجهها ويزودها بالسلاح".

في غضون ذلك وفيما تواصل القوات الإسرائيلية العملية العسكرية في القطاع استمر اليوم إطلاق صواريخ قسام من شمال القطاع باتجاه جنوب إسرائيل وسقط نحو 30 صاروخ قسام في مدينة سديروت ومحيطها، ما أسفر عن إصابة 4 مواطنين إسرائيليين بجروح طفيفة كما أصيب عدد من المواطنين بحالات هلع وألحقت هذه الصواريخ أضرارا في الممتلكات.

ديختر يدعو إلى عدم التردد في قتل المدنيين الفلسطينيين

وخلال اجتماع الحكومة طالب وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، الذي يسكن في عسقلان، أولمرت بإصدار أمر للجيش بعمل كل شيء لوقف إطلاق القذائف الصاروخية وقال، بعد أن أصبحت الصواريخ تسقط في عسقلان، إنه "انتقلنا من 25 ألف نسمة تحت تهديد القذائف الصاروخية إلى 250 ألفا".

وأضاف ديختر منتقدا أداء الحكومة والجيش الإسرائيلية في عدم النجاح بوقف الصواريخ أنه "باستثناء إضافة صافرات إنذار من الصواريخ ل130 ألف مواطن، ما الذي تغير".

واستطرد ديختر، وهو رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق، أن "العمليات الشجاعة والذكية للجيش، التي ينفذها لواء غفعاتي وسلاح المدرعات سوية مع الشاباك في شرق جباليا، لا تؤدي إلى وقف صواريخ القسام والكاتيوشا، لا باتجاه سديروت ولا باتجاه عسقلان ولا باتجاه البلدات المحيطة بالقطاع ولا باتجاه (بلدة) نتيفوت" في جنوب إسرائيل.

وأضاف ديختر متحدثا عن الوضع في عسقلان "لقد رأيت بأم عيني مدينة أخذت تعاني وبدأت تذبل، وصواريخ الكاتيوشا انتشرت في أنحاء المدينة".

وادعى ديختر "إننا نطلق النار على من هو مخرب وهم يطلقون النار على من هو يهودي وهكذا لا يتم بناء الردع، والمواطنون الغزيون الذين ليسوا في المدى القريب من المخربين غير موجودين في خطر وبالمقابل فإن اليهود الموجودين في مدى القذائف الصاروخية يواجهون خطرا".

ومضى قائلا "إننا ننشئ أجواء مدن أشباح بأيدينا وسياستنا، والمخربون، خلافا لجنود الجيش الإسرائيلي ومواطني دولة إسرائيل، هم منتوج مندثر يجب اعتقالهم وقتلهم".

وطالب ديختر بعدم التردد في قتل المدنيين الفلسطينيين وقال إنه "في حالة الحرب مع كيان إرهابي لا يتوجب الارتداع عن قتل مخربين يسعون لتنفيذ عملية إرهابية من داخل غلاف من المواطنين الذين يوفرون درعا بشريا للمخربين، ولذا هم مخربون بكل معنى الكلمة".

وطالب ديختر بأن يتم خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة الذي سيعقد يوم الأربعاء المقبل استعراض خطط عسكرية لوقف إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل "وفي حال لم تتم المصادقة على خطط كهذه ستكون الحكومة مسؤولة عن الوضع الكئيب الناشئ".

باراك يدقق في قانونية إطلاق النار على مصدر الصواريخ

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن وزير الدفاع إيهود باراك أمر بإجراء تدقيق قانوني حول ما إذا كان بالإمكان الرد على مصادر إطلاق النيران والقذائف الصاروخية حتى لو كانت داخل تجمعات سكنية.

كذلك تطرق الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس للوضع في قطاع غزة وقال إنه إذا توقفت الفصائل الفلسطينية في القطاع عن إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه جنوب إسرائيل فإن هذا سيجلب الهدوء. وقال بيريس إن الجنود الذين يشاركون في العملية العسكرية في القطاع "مرسلون باسم الشعب وعلى الشعب كله أن يفخر بجنوده... وإسرائيل لا يمكنها التسليم بوضع تشكل فيه (مدينتا) سديروت وعسقلان جبهة يومية للقتال فيما حماس تطلق الصواريخ دون عائق".

وأضاف بيريس أن "إسرائيل لا تكره الفلسطينيين ولا نية لديها بالمس بالمواطنين الأبرياء لكن على سكان غزة وحماس على رأسهم أن يدركوا أن الحماية الأفضل لأولادهم هي وقف كامل لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. واجبنا يقتضي الدفاع عن مواطني الدولة وواجبنا يقتضي أن نفعل كل شيء من أجل وقف إطلاق الصواريخ".

وقام رئيس المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، بجولة في مدينة عسقلان اليوم، وتعهد بدعم حكومة أولمرت في حربها ضد قطاع غزة. وقال نتنياهو "سنتصرف بمسؤولية وسوف نمنح الدعم للحكومة من أجل اجتثاث حكم حماس".

وأضاف نتنياهو أنه "لا توجد أي دولة تسمح لنفسها بإطلاق صواريخ باتجاه مدينة فيها، ويتوجب علينا الانتقال من حرب استنزاف إلى حسم عسكري".