باراك: مسؤولية إخفاقات حرب لبنان الثانية تقع على كاهل القيادة السياسية

قال رئيس حزب العمل ووزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، معقبا على تقرير لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست حول حرب لبنان الثانية الصادر يوم 31/12/2007، إن المسؤولية عن إخفاقات حرب لبنان الثانية "تقع على كاهل القيادة السياسية".

ووجه تقرير لجنة الخارجية والأمن، الذي جاء في 151 صفحة وتم تسليمه لرئيسة الكنيست داليا ايتسيك، انتقادات شديدة للغاية للجيش الإسرائيلي.

وقال إن الجيش الإسرائيلي فشل "فشلا ذريعا" وإنه "تساوق مع حزب الله وأصيب بعمى وأدى إلى تعظيم منطق العدو".

من جانبه أكد باراك على أنه "في إسرائيل تقع مسؤولية إدارة الحرب ونتائجها على عاتق القيادة السياسية".

وأثار تقرير لجنة الخارجية والأمن ردات فعل غاضبة لدى أوساط واسعة في إسرائيل بسبب عدم تطرق التقرير لمسؤولية رئيس الحكومة إيهود أولمرت عن إخفاقات الحرب. ودخل جنود احتياط قاعة اجتماعات اللجنة البرلمانية وقاطعوا أقوال رئيسها تساحي هنغبي مطالبين بتحميل أولمرت المسؤولية وباستقالته.

يذكر أن باراك كان قد أعلن، لدى فوزه برئاسة حزب العمل وتعيينه وزيرا للدفاع خلفا لعمير بيرتس، أنه بعد صدور التقرير النهائي للجنة فينوغراد سيعمل على سحب حزبه من الحكومة والدعوة إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة.

ولفت موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني إلى أنه في أعقاب تحميل باراك مسؤولية إخفاقات الحرب ونتائجها للحكومة الإسرائيلية فربمّا يقرر الانسحاب من هذه الحكومة قريبا.

ورحب باراك خلال اجتماع كتلة حزب العمل في الكنيست بتقرير لجنة الخارجية والأمن. وقال إن "مسؤولية الجيش الإسرائيلي واضحة وقد تم استخلاص العبر من دون انتظار تقرير (من لجنة فينوغراد) ويعمل الجيش على تطبيق العبر لضمان نتائج أخرى في حرب مقبلة".

من جانبه قال هنغبي لجنود الاحتياط الذين قاطعوه أثناء استعراضه التقرير إن "الانتقادات الموجهة للقيادة العسكرية لم تنظف القيادة السياسية لأنه لم يكن هناك أي قرار اتخذه الجيش بصورة مستقلة".

يذكر أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب، دان حالوتس، استقال مطلع العام 2007 من منصبه على أثر تحقيقات عسكرية عديدة تم إجراؤها داخل الجيش. كما استقال وزير الدفاع أثناء الحرب عمير بيرتس بعد صدور تقرير لجنة فينوغراد الجزئي.

وربط هنغبي، وهو أحد اقطاب حزب كديما الحاكم، بين التقرير وانتقاده عدم تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في لبنان وبين استمرار إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل. وقال "إذا اعتقد معظم أعضاء اللجنة البرلمانية بخصوص لبنان أن العملية البرية هي العملية الوحيدة التي كان يمكن أن تضع حدا لإطلاق صواريخ الكاتيوشا فإن هذا الاستنتاج ملائم أيضا لمسألة إطلاق صواريخ القسام من غزة وبتقديري أن غالبية أعضاء اللجنة تؤيد تنفيذ عملية برية" في القطاع.

وهاجم رئيس حزب الليكود والمعارضة، بنيامين نتنياهو، أولمرت بشدة وقال إن "أولمرت لا يفهم ما يقوله له جنود الاحتياط وإن الكثيرين تحملوا المسؤولية وفقط أولمرت يرفض تحمل المسؤولية".

ورحب نتنياهو بأقوال باراك وقال إن "على باراك الوفاء بتعهده والخروج من الحكومة قبل نشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد".

ورأى عضو الكنيست عن حزب العمل أوفير باز- بينيس أنه "كان يتوجب على لجنة الخارجية والأمن الامتناع عن نشر التقرير على ضوء وجود تحقيق آخر تجريه لجنة فينوغراد، وأيضا على ضوء حقيقة أنه كان للجنة نفسها دور في الحرب، كما أخطأت اللجنة عندما قررت تقييد نفسها بحصر تحقيقها في القيادة العسكرية ومنحت حصانة للقيادة السياسية وحولت الجيش بذلك إلى كبش فداء للقرارات الفاشلة للحكومة".