استطلاعات متباينة تؤكد تفوق حزب الليكود

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

نشرت الصحف الإسرائيلية الثلاث الكبرى، يديعوت أحرونوت ومعاريف وهآرتس، اليوم الجمعة – 1.8.2008، استطلاعات رأى حول قوة الأحزاب الإسرائيلية، وشعبية قادة الأحزاب الكبرى، على أثر إعلان رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، أمس الأول، عن نيته الاستقالة من منصبه فور انتخاب رئيس جديد لحزب كديما، ليشكل بدوره حكومة بديلة من دون إجراء انتخابات عامة. وبرز في هذه الاستطلاعات تباين، خصوصا فيما يتعلق بقوة حزب كديما، سواء تم انتخاب وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، أو وزير المواصلات، شاؤل موفاز، رئيسا لكديما. إضافة إلى ذلك برز تفوق حزب الليكود كأكبر حزب يمكن أن يخرج من معركة انتخابية قريبة.

وبحسب استطلاع يديعوت أحرونوت، وفي حال أصبحت ليفني رئيسة لكديما، فإن الليكود سيفوز ب30 مقعدا في الكنيست فيما سيفوز كديما ب29 مقعدا والعمل سيهبط إلى 14 مقعدا. أما في حال انتخب موفاز رئيسا لكديما فإن هذا الحزب سيفوز ب17 مقعدا والليكود ب33 مقعدا والعمل ب18 مقعدا. أما بقية الأحزب فستفوز بنفس عدد المقاعد في كلتا الحالتين ولن تتأثر بمن سيرأس كديما، باستثناء حزب ميرتس الذي سيخسر مقعدا واحدا في حال ترأست ليفني كديما: شاس – 10 مقاعد؛ "إسرائيل بيتنا" – 8؛ المفدال – 6؛ يهدوت هتوراة – 6؛ ميرتس – 6 أو 5؛ الأحزاب العربية مجتمعة – 10.

وجاء استطلاع معاريف مختلفا بالنسبة لقوة كديما. ففي حال انتخاب ليفني رئيسة لكديما، سيفوز الليكود ب33 مقعدا وكديما ب20 والعمل ب17. أما في حال ترأس موفاز الحزب، فإن الليكود سيبقى على 33 مقعدا وستنخفض قوة كديما إلى 16 مقعدا فيما سترتفع قوة العمل إلى 20 مقعدا. وتوقع الاستطلاع أن يكون حزب "إسرائيل بيتنا" القوة الرابعة في الكنيست حيث سيفوز ب12 مقعدا في حال ترأست ليفني كديما و13 مقعدا في حال ترأس موفاز كديما. كذلك سيفقد ميرتس مقعدا في حال كانت ليفني رئيسة لكديما، أي ما بين 4 و5 مقاعد. كذلك سيحصل لحزب "عدالة اجتماعية" الذي أسسه الملياردير أركادي غايداماك، وسيفوز هذا الحزب ب5 مقاعد في حال كانت ليفني و4 مقاعد في حالة موفاز. أما بقية الأحزاب: شاس – 9؛ المفدال – 6؛ يهدوت هتوراة 4؛ الأحزاب العربية مجتمعة – 10.

ويختلف هذا الوضع بحسب استطلاع هآرتس. كديما برئاسة ليفني – 26 مقعدا؛ الليكود 25؛ العمل – 14. وفي حال كان كديما برئاسة موفاز فإن الليكود سيفوز ب29 مقعدا؛ كديما – 19؛ العمل – 17. وبالنسبة لبقية الأحزاب: "إسرائيل بيتنا" – 11؛ شاس – 11؛ يهدوت هتوراة – 7؛ ميرتس – 5؛ المفدال – 6؛ الأحزاب العربية – 11.

وأظهرت الاستطلاعات الثلاثة أنه في كلتا الحالتين، سواء ترأس كديما موفاز أو ليفني، فإن الإسرائيليين يرون برئيس الليكود، بنيامين نتنياهو، أنسب قيادي لتولي منصب رئاسة الحكومة فيما حلت ليفني في المرتبة الثانية، ورئيس العمل، ايهود باراك، في المرتبة الثالثة. وتبين أن موفاز هو الأقل شعبية لتولي هذا المنصب. وأظهرت الاستطلاعات، هذه المرة أيضا، أن ليفني هي الأوفر حظا للفوز برئاسة كديما، وستتغلب على منافسها الرئيس، موفاز، بفارق كبير. بحسب استطلاع يديعوت أحرونوت: ليفني ستفوز بتأييد 41% من أعضاء كديما، فيما سيحصل موفاز على نسبة 32%؛ وزير الأمن الداخلي، أفي ديختر – 13%؛ وزير الداخلية، مائير شيطريت – 10%. وفي حال جرت جولة انتخابات ثانية: ليفني – 51%؛ موفاز – 43%. ومقارنة مع استطلاع الأسبوع الماضي فقد انخفضت شعبية موفاز داخل كديما بصورة طفيفة. أما بحسب استطلاع هآرتس: ليفني – 34%؛ موفاز – 16%؛ ديختر – 8% وشيطريت – 4%.

وقال 55% من أعضاء كديما أن الميزة الأهم للمرشح الذي سيفوز برئاسة كديمة هي الاستقامة. وقال 28% إنها الخبرة الأمنية، و8% القدرة على تشكيل حكومة بديلة. ورأى 47% من أعضاء كديمة أن ليفني ستنجح بتشكيل حكومة فيما رأى 44% أن موفاز سينجح بذلك. كذلك رأى 55% إن ترأس ليفني لكديما سيجلب مقاعد أكثر للحزب في حال جرت انتخابات عامة مبكرة، فيما قال 37% إن موفاز سيجلب عدد أكبر من المقاعد.

وفيما قال 91.2% من المستطلعين في معاريف أن أولمرت كان مصيبا عندما أعلن نيته الاستقالة فور انتخاب رئيس جديد لكديما، قال 56.5% إن استقالته لن تؤثر على صورة أولمرت أمام الجمهور. وأيد 66% من المستطلعين في يديعوت أحرونوت إجراء انتخابات عامة مبكرة.

ويبدو أن نتائج استطلاعات اليوم، قد تدفع ليفني، في حال فوزها برئاسة كديما، إلى إعادة النظر في الموقف الذي تم نسبه إليها، بأنها تفضل التوجه لانتخابات عامة وعدم الرضوخ لابتزاز أحزاب يرجح انضمامها للتحالف برئاستها، وخصوصا من جانب حزب شاس. فالخارطة السياسية الناجمة عن هذه الاستطلاعات، تظهر بوضوح قدرة أحزاب اليمين، الليكود وشاس و"إسرائيل بيتنا" والمفدال، على تشكيل حكومة بعد انتخابات عامة، برئاسة نتنياهو.

من الجهة الأخرى، تجدر الإشارة في هذا السياق إلى ما نقلته معاريف، اليوم، عن قياديين في شاس بأن حزبهم لا ينفي إمكانية الانضمام لحكومة برئاسة ليفني، رغم أنهم يفضلون فوز موفاز برئاسة كديما. كذلك أشارت معاريف إلى أنه على الرغم من أن قادة شاس يصرحون بأن حزبهم مستعد لخوض انتخابات عامة، إلا أنهم، في واقع الأمر، ليسوا متحمسين للانجرار إلى معركة انتخابية في الفترة الحالية. وهذا الموقف، التخوف من انتخابات ستؤدي إلى صعود اليمين، السياسي وخصوصا اليمين الاقتصادي، يوحد كديما والعمل وشاس، وهي القوى الأساسية في حكومة بديلة برئاسة كديما.