معارضة داخل الحكومة الإسرائيلية لتهدئة في قطاع غزة

هنغبي: على حزب كديما الإعلان عن عزمه تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة كديما والليكود والعمل سواء شكل الحزب الحكومة المقبلة أم لا * رامون: انتخابات مبكرة في إسرائيل، على ما يبدو في تشرين الثاني المقبل

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، اليوم الأحد- 1/6/2008، اجتماعا دعا إليه عددا من الوزراء، للتباحث في الخطة المصرية للتهدئة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. وكان أولمرت قد أمر الأسبوع الماضي بعدم سفر رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، عاموس غلعاد، إلى مصر لمواصلة المفاوضات بهذا الخصوص.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أمس السبت- 31.5.2008، إن عددا من الوزراء الإسرائيليين الكبار، وبينهم النائب الأول لرئيس الحكومة، حاييم رامون، أعلنوا أنهم سيعارضون أي اتفاق تهدئة مع حماس ويطالبون بشن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة. ونقلت الإذاعة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن حماس لم تلتزم أمام مصر بوقف العمل على زيادة قوتها ووقف تهريب الأسلحة من مصر إلى القطاع، كما رفضت التعهد بفرض وقف إطلاق نار على الفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع.

في غضون ذلك، لا تزال قضية التحقيق ضد أولمرت بشبهة حصوله على رشى مالية تعصف بقوة بالحلبة السياسية في إسرائيل، وبدا أن هناك إجماعا واسعا حتى داخل حزب كديما بوجوب تنحي أولمرت عن منصبه. ودعا رئيس لجنة التوجيه في حزب كديما ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هنغبي، إلى إجراء انتخابات داخلية في كديما لانتخاب رئيس للحزب خلفا لأولمرت وتقديم موعد الانتخابات العامة وتشكيل حكومة طوارئ وطنية لمواجهة إيران وحماس ومتابعة العملية السياسية.

وقال هنغبي في مقابلة أجرتها معه القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس، إنه يعتزم المبادرة إلى خطوة مؤلفة من ثلاثة بنود، تقضي بتحديد موعد انتخابات داخلية في كديما وتقديم موعد الانتخابات العامة للكنيست وتشكيل حكومة طوارئ وطنية لأربع سنوات مقبلة. وأضاف أنه سيعقد اجتماعا للجنة التوجيه في حزب كديما بعد عودة أولمرت من واشنطن، التي سيتوجه إليها غدًا الاثنين، بهدف تحديد موعد متفق عليه لإجراء انتخابات داخلية وانتخاب رئيس جديد للحزب، "إذ لا يمكن الوقوف من دون القيام بعمل ما والمطلوب حسم الأمور في كديما".

وأشار هنغبي إلى أن "أولمرت يصارع الآن على حياته قضائيا، ويصعب عليه القيام بجهود أخرى". ورأى أن "البديل هو الدخول في حالة جمود وهذا أمر لا يريده أولمرت كما أن هناك أمورا أهم من المصالح الشخصية". وحذر هنغبي من الاستمرار في المراوحة في المكان بسبب التحقيقات ضد أولمرت "فحتى لو لم ينسحب (رئيس حزب العمل ووزير الدفاع إيهود) باراك من الحكومة فإن حزب شاس سينسحب، وإن لم ينسحب شاس فإن باراك سينسحب".

وأضاف هنغبي أن "على حزب كديما الإعلان عن عزمه تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة كديما والليكود والعمل سواء شكل الحزب الحكومة المقبلة أم لا". وقال "جميعنا نتمنى النجاح لأولمرت لكن لا يمكن وقف عجلة الحلبة السياسية".

يذكر أن باراك دعا أولمرت إلى التنحي عن منصبه، يوم الأربعاء الماضي، غداة إفادة موشيه تالانسكي أمام المحكمة المركزية في القدس والتي تحدث خلالها عن تفاصيل كثيرة حول مبالغ نقدية سلمها لأولمرت بصورة مخالفة للقانون. كذلك دعت القائمة بأعمال رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، الخميس الماضي، إلى انتخاب رئيس لحزب كديما كما طالب رئيس المعارضة ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، أولمرت إلى الاستقالة على أثر إفادة تالانسكي.

رامون: انتخابات في تشرين الثاني

من جانبه قدر النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية، حاييم رامون، أن انتخابات مبكرة ستجري في إسرائيل. وقال "ستجري انتخابات في الولايات المتحدة في تشرين الثاني، وعلى ما يبدو فإن الانتخابات في إسرائيل ستجري في تشرين الثاني أيضا". ويعتبر رامون، القيادي في حزب كديما، أحد أكثر الأشخاص قربا من أولمرت ويشير تصريحه حول انتخابات مبكرة في إسرائيل إلى اعترافه بأن نهاية أولمرت السياسية باتت قريبة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رامون قوله خلال مداخلة ألقاها في مؤتمر حول الشرق الأوسط في واشنطن، إن "محادثات السلام بين إسرائيل وسورية لن تثمر عن أية نتيجة" وأن "اتفاق الدوحة الذي انتخب في إطاره ميشال سليمان رئيسا للبنان هو عمليا انتصار لحزب الله".

وفي السياق الفلسطيني عبر رامون عن معارضته للتوصل إلى اتفاق تهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة وقال إنه "ينبغي وضع حد لانتصار الإسلام الراديكالي في غزة وآمل أن يتم ذلك في المستقبل القريب". وحول المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية اقترح رامون عقد مؤتمر دولي للبحث في التقدم الحاصل منذ مؤتمر أنابوليس.

وأضاف رامون أن الفجوة بين مواقف الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ليست كبيرة وبالإمكان التوصل إلى اتفاق مبادئ حول قضايا الحل الدائم وأهمها القدس واللاجئين والحدود. وأشار إلى أن "انعدام الوضوح السياسي في الولايات المتحدة وإسرائيل يعزز الحاجة للتقدم في المفاوضات وبلورة إطار اتفاق يمكن أن تستخدمه الإدارة الأميركية الجديدة والحكومة المقبلة في إسرائيل".