بحث جديد: معنويات الجمهور الإسرائيلي في الحضيض

أظهر بحث جديد، استند إلى استطلاع للرأي، أن معنويات الجمهور الإسرائيلي موجودة، هذه الأيام، في الحضيض. غير أن ذلك لا يعدّ نتيجة مباشرة لاستهلاك الأخبار والبرامج الأخرى التي تقدمها وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وقد أعدّ البحث في "معهد حاييم هرتسوغ للإعلام والمجتمع والسياسة" في جامعة تل أبيب. وتم في إطار سلسلة من الأبحاث بعنوان "مؤشر ثقة الجمهور بوسائل الإعلام"، التي تفحص مواقف الجمهور الإسرائيلي بشأن عمل الإعلام. وقد تفحص معدو البحث، وهم البروفيسور يورام بيري ود. ياريف تسفاتي وريفا توكتشنسكي، مسألة تأثير استهلاك الأخبار على المعنويات العامة.

وبرزت من بين الاستنتاجات الرئيسة التي توصل إليها هذا البحث ما يلي:
•المعنويات العامة للجمهور الإسرائيلي منخفضة جدًا، بالمقارنة مع الأوضاع الخاصة للأفراد (3ر24% من المستطلعين قالوا إن المزاج الوطني العام في إسرائيل سيء للغاية فيما قال 8ر45% إنه سيء فحسب. بالمقابل قال 5ر30% من المستطلعين إن مزاجهم الشخصي سيء للغاية أو سيء فحسب، في حين قال الباقون إن مزاجهم جيد للغاية أو جيد فحسب). وتعتقد غالبية الجمهور الإسرائيلي بأن أوضاع إسرائيل كانت أفضل قبل 20 عامًا مما هي عليه الآن. وغالبية الجمهور لا تكنّ الثقة بالقيادة الوطنية. وفقط واحد من كل عشرة إسرائيليين أعرب عن رضاه من أداء الحكومة في مجال حلّ المشاكل التي تواجه الدولة، على الصعد كافة.
•ثقة الجمهور بالإعلام انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ أن بدأ مشروع "مؤشر ثقة الجمهور بالإعلام" في العام 2003.
•رغم أن غالبية الجمهور تؤمن بأن دولة إسرائيل ستستمر في الوجود، إلا أن عدد الواثقين بذلك قد انخفض. وفي هذا الشأن قال 4% من المستطلعين إنّ إسرائيل ستزول من الوجود في العقد القريب. وقال 2ر12% إنهم يؤمنون بأن إسرائيل ستظل موجودة لفترة تتراوح ما بين 11- 50 عامًا، فيما قال 6ر9% إنها ستظل موجودة لفترة تتراوح بين 51- 100 عام. وبلغت نسبة الذين يعتقدون بأن إسرائيل باقية إلى الأبد 2ر74%. وأعربت غالبية المستطلعين عن قلقها البالغ من أوضاع إسرائيل الراهنة، وخصوصًا على خلفية فضائح الفساد والتحرشات الجنسية.
•رغم أن اثنين من كل عشرة إسرائيليين قالوا إنهم مستعدون للهجرة من إسرائيل، فإن خمسة من كل عشرة إسرائيليين معنيون بأن تكون في حوزتهم جنسيات أجنبية.

أما فيما يتعلق بتأثير الإعلام على المزاج الوطني العام في إسرائيل، فقد توصل البحث إلى الاستنتاجات التالية:
•المزاج العام لدى الذين يستهلكون أخبارًا أكثر من أية خدمات إعلامية أخرى غير منخفض بصفة خاصة عن المزاج العام لدى الذين يستهلكون أخبارًا بوتيرة أقل، وبالتالي فإن استهلاك الأخبار لا يفضي إلى خفض المعنويات. وعلى ما يبدو فإنّ الأنباء في الصحف والإذاعة والتلفزيون لا تفاقم، في قراءة معدي البحث، مخاوف الإسرائيليين من مغبة الأخطار الأمنية المتربصة بهم، مثل احتمالات اندلاع حرب مع سورية أو هجوم إضافي بالصواريخ من قبل حزب الله والتهديد الإيراني وموجة متجددة من "الإرهاب" الفلسطيني.
•خلافًا للأخبار، ثمة تأثير للبرامج الترفيهية والبرامج الساخرة. فالبرامج الأولى، التي تستضيف شخصيات ونجومًا سياسيين أو إعلاميين أو ما شابه، تفاقم الخشية من مغبة المخاطر الأمنية، بينما تخفف البرامج الساخرة من هذه المخاوف. سوية مع ذلك يؤكد البحث أنّ البرامج الساخرة تزيد من حدة المواقف النقدية للحكومة وتضعف الثقة بها وبالأحزاب وحتى بالجيش الإسرائيلي.

وقد جرى الاستطلاع بواسطة الهاتف في شهر شباط 2007، أي قبل نشر التقرير الجزئي للجنة فينوغراد التي تحقق في مجريات الحرب على لبنان في صيف 2006. وشمل عينة من 512 مستطلعًا يمثلون السكان اليهود البالغين في إسرائيل (18 عامًا فما فوق)، مع نسبة خطأ تبلغ 21ر2%.