تراجع نسبة المواليد العرب مقابل زيادتها لديها اليهود

* نسبة المواليد العرب في العام 2006 بلغت 26% مقابل 29% في العام 2003، ولدى اليهود ارتفعت من 68% في العام 2003 إلى 71% في العام 2006 *

تبين من تقرير دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، الذي صدر في الأسبوع الماضي، أن نسبة المواليد العرب في إسرائيل، في العام 2006، سجلت تراجعا، أمام نسبة المواليد اليهود في نفس العام، وهذا بالمقارنة مع معطيات العام 2003.

فقد ظهر في التقرير أن نسبة المواليد العرب في العام 2006 بلغت 26% وبلغت نسبة المواليد اليهود 71%، مقابل 29% للعرب و68% لليهود في العام 2003، وفي العامين بقيت نسبة الذين لم يسجلوا ديانتهم 3%.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المعطيات المتعلقة بالعرب تشمل أيضا مواليد القدس المحتلة وهضبة الجولان السورية المحتلة، وهناك صعوبة في فرز نسبة المواليد في هاتين المنطقتين المحتلتين، لكن بحسب التقديرات المستندة لعدد السكان، فإن نسبة المواليد العرب تنخفض بنسبة 3%، بمعنى أن نسبة المواليد لفلسطينيي 48 هي 23% في العام 2006 ونسبة 26% في العام 2003، وفق التقديرات.

ورغم هذا الانخفاض الحاد خلال ثلاث سنوات، إلا أن نسبة المواليد تبقى أعلى بكثير من نسبة المواطنين العرب في إسرائيل من مجمل السكان وهي في حدود 17%، بعد خصم مواطني القدس وهضبة الجولان المحتلتين.

وكما درجت دائرة الإحصاء المركزية فإنها لا تقدم بياناتها في هذا المجال على أساس قومي، وإنما على أساس أديان، وتوزع العرب بين مسلمين ومسيحيين ودروز. كما أنها لا توضح فوارق نسب الإنجاب وفق المناطق الجغرافية بين بادية وريف ومدن، وإنما تبقي على التوزيعة الدينية.

وقد أثبتت تقارير سابقة أن الفوارق داخل الأقلية العربية في إسرائيل هي بحسب المناطق الجغرافية بين الأرياف والمدن بالأساس، كما هو متبع عالميا، لا بين الأديان، وأيضا بحسب المستوى الاقتصادي الاجتماعي للعائلة الذي يعكس نفسه على جميع نواحي الحياة للعائلة، ومنها عدد الولادات والتحصيل العلمي والمستوى الثقافي.

ولكن من باب استعراض المعطيات، يظهر أن التراجع الأكبر في نسبة المواليد العرب حصل لدى النساء المسلمات، حيث تراجعت نسبة عدد المواليد للمرأة المسلمة الواحدة من 7ر4 إلى 4 بالضبط، في حين أن معدل الولادات ارتفع لدى الأمهات اليهوديات من 7ر2 إلى 8ر2 في العام 2006، وبالأساس بين النساء المتدينات الأصوليات (الحريديم).

ولأول مرة في تاريخ إسرائيل تحتل مستوطنتان يهوديتان المرتبتين الأولى والثانية في كثرة المواليد، فقد حلت مستوطنة موديعين عيليت في المرتبة الأولى، حيث بلغ معدل الولادات للمرأة الواحدة 8 ولادات، تليها مستوطنة بيتار عيليت مع معدل 7ر7 ولادات.

أما في المرتبة الثالثة فتحل بلدة تل السبع العربية في صحراء النقب، حيث بلغ معدل الولادات للمرأة الواحدة 8ر6 ولادات، وفي المرتبة الرابعة مدينة راهط حيث بلغ المعدل 4ر6 ولادات، ثم قرية عرعرة النقب مع معدل 9ر5 ولادات.

أما باقي معدل الولادات بين النساء العربيات، فقد شهد حالة هبوط بين النساء المسيحيات من 6ر2 في العام 2000 إلى 4ر2 في العام 2003 إلى 2ر2 في العام 2006، ولدى النساء الدرزيات هبط معدل الولادات من 4 ولادات في العام 1990 إلى 1ر3 في العام 2000 وإلى 7ر2 في العام 2003 وإلى 6ر2 في العام 2006.

إلا أن الفوارق ليست فقط بين العرب، وإنما داخل المجتمع اليهودي نفسه، وهذا بالأساس يظهر بين المتدينين الأصوليين (الحريديم) الذين يتميزون بكثرة الأولاد للعائلة الواحدة، وبين اليهود العلمانيين.

ولكن الذين انضموا إلى "الحريديم" في كثرة الأولاد هم المستوطنون في الضفة الغربية، وبالأساس المتدينون الصهيونيون من بينهم (الحريديم يرفضون الأيديولوجية الصهيونية لأسباب دينية عقائدية). ونشير إلى أن هناك فوارق في عدد الولادات أيضا بين شرائح المجتمع على أساس اقتصادي اجتماعي، فكلما كان المستوى المعيشي متدنيا كلما زاد عدد الأطفال في العائلة الواحدة.

ومن شأن هذه المعطيات أن تعيد بعض الحسابات الديمغرافية التي تجريها المؤسسة الرسمية، التي تتوقع زيادة عدد المواطنين العرب، ورفع نسبتهم إلى 50% في العام 2050. وقد دفعت المعطيات السابقة الوكالة الصهيونية للشروع بمشاريع خاصة لسد الفجوة بين المواليد العرب واليهود، وأعلنت قبل ثلاث سنوات عن مشروع لتشجيع الهجرة للمحافظة على التوازن الجغرافي، وبحسب هذا المشروع فإن الوكالة ستهتم سنويا بأن يكون عدد المهاجرين اليهود إلى إسرائيل يكفي لسد الفجوة بين الولادات العربية واليهودية، كي تبقى نسبة اليهود في إسرائيل ما بين 80% إلى 81%.

لكن هذا المشروع لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع على ضوء المعطيات المعروضة وعلى الرغم من تراجع نسبة العرب، وأيضا على ضوء هبوط أعداد الهجرة إلى معدل سنوي يقل عن 20 ألفا، مقابل ما بين سبعة آلاف إلى ثمانية آلاف يهاجرون من إسرائيل، لتصبح الهجرة الصافية في حدود 13 ألفا، في حين أن عدد المواليد العرب في العام 2006 وحده بلغ قرابة 39 ألف مولود.