المتحدثة باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية في مقابلة خاصة: الموضوع الفلسطيني هو الموضوع المركزي الآن على جدول الأعمال

*هذا ما قالته المتحدثة باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية لـ"المشهد الإسرائيلي" بعد نفيها أن يكون أولمرت قد ألمح إلى وجود تحرّك سياسي مع سورية* "التوقعات من أنابوليس بالنسبة لنا هي أنه لا يشكل بداية ولا نهاية لعملية سياسية وإنما هو محطة في طريق تُظهر مجال وإطار العملية التفاوضية بيننا وبين الفلسطينيين"*

نفت المتحدثة باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية، ميري آيزين، في تصريحات خاصة أدلت بها أمس الاثنين (12/11/2007) لـ"المشهد الإسرائيلي"، أن يكون إيهود أولمرت قد ألمح إلى وجود تحرّك سياسي مع سورية. وأضافت أنّ قوله إنه "ليس ملزما بإعطاء تقارير عما يفعله" كان ردا على عضو الكنيست ران كوهين (ميرتس) الذي قاطعه، وأن هذه الجملة لم يقلها أولمرت في السياق السوري وإنما في السياق الفلسطيني. رغم ذلك أضافت آيزين أن "رئيس الحكومة قال مرارا إنه أكثر من مستعد للدخول في مفاوضات مع السوريين من دون شروط مسبقة وأن تكون هذه مفاوضات مباشرة للسلام".

(*) "المشهد الإسرائيلي": وزير الدفاع، إيهود باراك، يفضل الحديث عن وجوب التفكير بشكل جدي أكثر في بدء مفاوضات مع سورية، فيما أولمرت لا يوافق على هذا التوجه. هل هناك خلافات كبيرة بينهما؟

- آيزين: "لست مخولة بالقول ما إذا كان هناك توافق آراء أو عدم توافق آراء بين وزراء في الحكومة، فقد قال رئيس الحكومة في أكثر من مناسبة إنه يرى أن الموضوع الفلسطيني هو الموضوع المركزي وهو الموضوع الأهم المطروح على جدول الأعمال في دولة إسرائيل، وأنه يتوجب التعاطي مع هذا الموضوع ومحاولة حله. فهذا موضوع معقد ومؤلم. من جهة أخرى سيكون رئيس الحكومة مسرورا بالتعامل مع الموضوع السوري، لكنه ليس على جدول العمل في الوقت الحالي. ولذلك فإن ما يقوله وزير الدفاع هو أمر افتراضي بحت".

(*) أكرّر السؤال: هل توجد خلافات جادة بين أولمرت وباراك؟

- آيزين: "لا. لا تصدق كل ما هو مكتوب في صحيفة".

(*) ما هي توقعات إسرائيل من مؤتمر أنابوليس؟

- آيزين: "التوقعات من الاجتماع نفسه بالنسبة لنا هي أنه لا يشكل بداية ولا نهاية لعملية سياسية وإنما هو محطة في الطريق، التي تُظهر مجال وإطار العملية التفاوضية بيننا وبين الفلسطينيين. ونحن نأمل في أعقاب هذه المحطة الدخول في مفاوضات حول قضايا الحل الدائم، بعد أن يتم تأطيرها وتحديدها. ويقول رئيس الحكومة بصورة واضحة إنه يأمل بمفاوضات في أعقاب محطة أنابوليس وبعد أن يرى الدعم والمساعدة الدولية لكلا الجانبين ليتقدما إلى الأمام، بما يسمح أن ندخل في مفاوضات حقيقية وجادة. وهو يقول أيضا إنه يتوجب أن يكون مسار المفوضات قصيرا والتوصل بأكبر سرعة ممكنة إلى اتفاق، يكون تطبيقه خاضعا للمرحلة الأولى من خريطة الطريق التي يتعيّن على كلا الجانبين تطبيق التزاماتهما حيالها".

(*) كيف تتقدم المفاوضات لصياغة "البيان المشترك" الذي سيتم طرحه في أنابوليس؟

- آيزين: "يعمل طاقما المفاوضات على الوثيقة المشتركة، وهما مستمران بهذا العمل. بالأمس تم تأخير أبو العلاء (أحمد قريع) بصورة غير لائقة عند حاجز عسكري. وقد أعرب رئيس الحكومة أولمرت اليوم (أمس) عن استيائه من ذلك وشدد على أن أمورا كهذه لا ينبغي أن تحدث. ونحن نتوقع أن يفهم الجانب الفلسطيني الوضع وألا يجعل من هذا الأمر قضية. وأنا أعلم أن طاقمي المفاوضات سيجتمعان اليوم. توقيف أبو علاء ليس أمرا يمكن أن يساهم في تقدم المفاوضات. ولأسفنا فإنه ليس كل شيء تحت سيطرتنا، حتى في دولتنا".

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، قد المح خلال مشاركته في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس الاثنين (12/11/2007)، إلى وجود تحرك سياسي مع سورية. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أولمرت قوله "إني أريد سلاما مع سورية وأنا مستعد لمفاوضات من دون شروط مسبقة وآمل أن يتوقف السوريون في نهاية المحادثات معهم عن ممارسة النشاط الإرهابي وأن يخرجوا من محور الشر، ولا أعتقد بأن هناك إسرائيليا واحدا مسؤولا لا يريد ذلك. هناك الكثيرون الذين يتكلمون ولا يفعلون وهناك من يفعلون ولا يتوجب علي أن أعطي تقريرا عن كل ما أفعله".

وتابع أولمرت أن الوضع مع سورية "يتجه نحو الهدوء" بعد فترة من التوتر والحديث عن احتمالات نشوب حرب في الصيف الماضي وإجراء إسرائيل تدريبات عسكرية واسعة في هضبة الجولان. وأضاف أن "ضبط النفس ولجم الذات الذي أبدته إسرائيل في الأشهر الفائتة ساعد السوريين على الاقتناع بأنه ليست لدينا رغبة في حرب معهم وآمل أن تستمر الأجواء بالهدوء".

وقال أولمرت "آمل كثيرا بأن تحضر سورية إلى أنابوليس" في إشارة إلى "الاجتماع الدولي" في الولايات المتحدة المزمع عقده في نهاية الشهر الحالي، وأشار إلى "أن الموضوع الوحيد الذي سيتم بحثه هناك هو المسألة الفلسطينية".

وأضاف أن "حضور كل دولة عربية لمنح دعم للعملية السياسية بيننا وبين الفلسطينيين هو أمر مهم، وسيسرني أن أرى هناك دولا مثل السعودية واندونيسيا والإمارات العربية المتحدة".

وفيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني قال أولمرت إنه يعتزم إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين قبيل انعقاد مؤتمر أنابوليس، لكنه أضاف أن "الحديث لا يدور على أسرى مع دماء على أيديهم" معتبرا ذلك "بادرة نية حسنة من أجل تحسين الثقة بين الجانبين".

وقال أولمرت إنه لا شك لديه بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض "ملتزمان بالاتفاقيات ويريدان صنع سلام مع إسرائيل كدولة يهودية، كما أنه لا شك لدي بأنهما الزعيمان الوحيدان بين الفلسطينيين اللذان يمكن إجراء مفاوضات معهما".

يذكر أن صحيفة "هآرتس" نقلت، أمس، عن أولمرت قوله في مشاروات عقدها أول من أمس وشارك فيها وزير الدفاع، إيهود باراك ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني ورئيس هيئة أركان الجيش، غابي أشكنازي ورؤساء أجهزة المخابرات إن اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنها "دولة يهودية" من أجل عدم تطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين سيكون شرطا مسبقا لمواصلة المفاوضات بعد مؤتمر أنابوليس.

وعبر أولمرت عن قناعته خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن بأن الظروف الراهنة أفضل بشكل غير قابل للمقارنة مما يمكن أن تكون بعد سنتين أو ثلاث وأنه يتوجب العمل الآن لأن الحكومة الفلسطينية الحالية لا يمكنها أن تبقى لوقت طويل من دون جهد لتحديد أفق سياسي.

وفيما يتعلق بجدول زمني للمفاوضات على قضايا الحل الدائم بين الجانبين قدر أولمرت أنها ستنتهي في غضون سنة.

وتطرق أولمرت إلى ادعاءات مسؤولين إسرائيليين بأن الفلسطينيين ليسوا قادرين في هذه الأثناء على تنفيذ اتفاقيات، وقال إنه ليس بحاجة لمن يذكره بذلك وإن "هذه التقديرات صحيحة في الوقت الراهن لكن الأمور يمكن أن تتغير".

وأضاف أولمرت أنه "على عكس محادثات سابقة فإنه تم هذه المرة تحديد قاعدة متفق عليها وستوفر علينا نتائج غير جيدة محتملة في حال كان هناك اتفاق ولم يكن الفلسطينيون قادرون على تنفيذه، فهناك اتفاق واضح بأن الاتفاق كله سيكون خاضعا لتطبيق خريطة الطريق بكل طرقها" في إشارة إلى مراحلها.

وتابع أولمرت أن "الأمر الجديد هو أننا سنحاول التوصل إلى تفاهمات لمجمل مركبات الحل التي تستند إلى مبدأ الدولتين الواحدة إلى جانب الأخرى لكننا لن نضطر لتطبيق شيء قبل تنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق".

من جانبه اعتبر رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة الأسبق، عضو الكنيست بنيامين نتنياهو، لدى خروجه من اجتماع اللجنة البرلمانية أن "أولمرت يكرر خطأ باراك في كامب ديفيد بالتنازل عن كل شيء مقابل لا شيء".

وأضاف نتنياهو أن "رئيس الحكومة قال صراحة إنه يتنازل عن شرط إسرائيل المركزي في خريطة الطريق والذي بموجبه لن تكون هناك مفاوضات على الحل الدائم قبل أن يفكك الفلسطينيون قواعد الإرهاب، وهو (أي أولمرت) تنازل عن هذا، وهكذا لا يجرون مفاوضات ولا يصنعون سلاما".