لا ينبغي النظر إلى مؤتمر أنابوليس باعتباره نهاية المطاف...

هذا ما تقوله المتحدثة باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية لـ"المشهد الإسرائيلي" وتضيف: * أولمرت يعتقد بأنه ينبغي التحرّك بمثابرة والتقدّم إلى الأمام لكنه لا يرى أنه يتوجب الإسراع في ذلك * رئيس الحكومة يرى أهمية كبيرة بأن يتم التوصل إلى دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل بواسطة الحوار مع المعتدلين *

كتب ب. ضاهر:

أجرى "المشهد الإسرائيلي"، الاثنين 15/10/2007، لقاء مع المتحدثة باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية، ميري آيزين، تمحور حول الاجتماع الدولي المزمع عقده في 26 تشرين الثاني المقبل في أنابوليس في الولايات المتحدة، هذا نصّه:

(*) "المشهد الإسرائيلي": معروف أن هناك خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول مؤتمر أنابوليس. كيف تؤثر هذه الخلافات على استمرار العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين؟

- آيزين: "إن إسرائيل هي دولة ديمقراطية ولدينا تحالف حكومي يشمل أعضاء يمثلون جماهير واسعة في إسرائيل. وفي نهاية المطاف فإن لهذا التحالف الحكومي خطوطا عريضة أساسية، وبعض هذه الخطوط العريضة تقضي بمحاولة التوصل إلى حل مع الفلسطينيين على أساس مبدأ دولتين للشعبين. وعمليا، واضح أن ثمة خلافات في الرأي، وهذا هو الأمر الجميل في النظام الديمقراطي. ورئيس الحكومة (إيهود أولمرت) مقتنع بأن لديه أغلبية في الحكومة والكنيست تؤيد تنفيذ خطوات تصب في مصلحة دولة إسرائيل. وسوف يطرح هذه الخطوات للتصويت عليها في الحكومة والكنيست عندما تصل هذه الخطوات إلى حدّ النضوج".

(*) المتحفظون من مؤتمر أنابوليس داخل الحكومة يخشون من توصل إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى اتفاقات خلال المؤتمر الدولي. هل هذا التخوّف حقيقيّ وهل ثمة احتمال لأن يتم التوصل إلى اتفاق أو إلى "اتفاق مبادئ" خلال مؤتمر أنابوليس؟

- آيزين: "الاجتماع الدولي بحد ذاته يشكل مظلة لكافة الجهات التي تؤيد الخطوات الثنائية بين إسرائيل والفلسطينيين. وليس الحديث هنا عن اجتماع يفترض فيه وضع صيغة نهائية لمبادئ السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. والرئيس عباس ورئيس الحكومة أولمرت يعقدان لقاءات منذ وقت طويل ويتحدثان فيما بينهما وقد أعلنا عن أنهما توصلا إلى تفاهمات، ويعتزمان التعبير عن هذه التفاهمات من خلال وثيقة يتفق عليها الطرفان، الفلسطيني والإسرائيلي. ولا يتوجب النظر إلى مؤتمر أنابوليس على أنه نهاية المطاف وإنما هو مرحلة أخرى في إطار محاولات إسرائيل مع الفلسطينيين للتوصل إلى حل".

(*) التقارير الصحافية الإسرائيلية أفادت بأن نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس حزب شاس، إيلي يشاي، أبلغ وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، أثناء اجتماعهما يوم الأحد الماضي بأن قضية القدس ليست مطروحة على طاولة المفاوضات. ما هو موقف حكومة إسرائيل من هذه القضية؟

- آيزين: "نحن الآن في مرحلة مبكرة للغاية ولسنا في مرحلة يمكننا فيها التحدث عن تفاصيل. وقد قال رئيس الحكومة أولمرت في أكثر من مناسبة إن على مواطني إسرائيل ومنتخبيهم الاعتياد على التفكير بوجوب التوصل إلى تسوية وحتى تسوية مؤلمة. وهو لم يدخل في تفاصيل أوسع لا بشأن قضية القدس ولا بشأن غيرها من القضايا. لكن ما هو واضح أنه يتوجب التوصل إلى تسوية يتنازل فيها كلا الجانبين".

(*) لماذا تعارض إسرائيل تناول قضايا الحل الدائم، وأهمها اللاجئون والقدس والحدود، في إطار البيان المشترك الذي يتفاوض طاقما المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني حاليا على صيغته؟

- آيزين: "إسرائيل لم تقل إنها تعارض. وقد قال رئيس الحكومة إنه سيكون هناك تطرق إلى قضايا الحل الدائم في البيان المشترك. وحول هذا يتفاوض الطاقمان. لكن تناول هذه القضايا لا يعني حلها مسبقا من خلال البيان المشترك. إذ يتوجب حل قضايا عالقة بيننا وبين الفلسطينيين منذ 100 عام".

(*) في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات تحذر من انفضاض مؤتمر أنابوليس من دون نتائج شدّد أولمرت على أن أهمية المؤتمر هي في مجرّد انعقاده. هل إسرائيل مهتمة أكثر بمشاركة دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، في مؤتمر أنابوليس، إذ أن أولمرت يلتقي بالرئيس الفلسطيني والرئيس المصري وملك الأردن. ما أهمية المؤتمر بنظركم؟

- آيزين: "لقد تم طرح فكرة عقد الاجتماع الدولي في أنابوليس من جانب الرئيس الأميركي ووزيرة الخارجية الأميركية قبل حوالي نصف عام. وفي الواقع ثمة وضع اليوم يتمثل بأن المعتدلين في السلطة الفلسطينية وفي العالم العربي الواسع يتعرضون لهجوم. ويرى رئيس الحكومة أهمية كبيرة بأن يتم التوصل إلى دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل بواسطة الحوار مع هؤلاء المعتدلين، وأنه يتوجب محاربة الإرهاب وإظهار دعمنا والعالم الغربي للمعتدلين. وهذا ليس دعمًا من مصر والأردن والولايات المتحدة وإسرائيل وإنما هذا المؤتمر يشكل دعما واسعا من جانب جهات معتدلة أخرى في العالم. وإسرائيل تنظر بأهمية إلى مشاركة دول عربية وإسلامية معتدلة بأوسع شكل ممكن. ونرى أن على المعتدلين أن ينهضوا دون خوف والقول إنهم يؤيدون قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. لكن هذا لا يقول شيئا حتى الآن حول جوهر الاتفاقات وتفاصيلها وإنما ندعو المعتدلين إلى تأييد مبدأ الدولتين للشعبين. وصدور بيان عن المؤتمر بهذا المضمون هو أمر هام جدا".

(*) لكن أولمرت قال في الكنيست قبل أسبوعين إنه يعتقد أن الحل سيستغرق 20 إلى 30 عاما؟

- آيزين: "لا أعرف كيف تم نشر أقوال كهذه وأين نشرت. لكن رئيس الحكومة يعتقد بأنه يتوجب التحرك بمثابرة والتقدم. ولا يرى أنه يتوجب الإسراع ولكنه يقول إن الحل سيتحقق في المستقبل المنظور وإن الحل هو حاجة فلسطينية وإسرائيلية".

(*) ألا تعتقدين أن قرار اللجنة الوزارية الإسرائيلية باستئناف الحفريات عند باب المغاربة يضع عراقيل أمام نجاح مؤتمر أنابوليس؟

- آيزين: "لا يتوجب إخراج الأمور من سياقها. فقد حدث انهيار في منطقة باب المغاربة وأدى ذلك إلى منع الزوار غير المسلمين من الدخول إلى جبل الهيكل (الحرم). ولذلك يتوجب إصلاح هذا المدخل. وقد أعلنت دولة إسرائيل وتكرر إعلانها بأن كل هذه الأعمال تجري بشفافية كاملة ويتوجب القيام بذلك لمصلحة جبل الهيكل ولصالح جميع المؤمنين في كل العالم ولا أحد يريد المسّ بالمسلمين".

(*) ما هي مهمة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الرئيسة خلال زيارتها الحالية للمنطقة؟

- آيزين: "عندما تحضر رايس إلى المنطقة فإنها تجلب معها رياحا جديدة وتساعد الجانبين على التقدّم نحو حل الدولتين للشعبين. من جهة أخرى فإننا لسنا بحاجة إلى وسيط إذ مثلما يرى الجميع يلتقي أولمرت والرئيس عباس بشكل دائم ومباشرة. لكن كلا الجانبين بحاجة إلى الدعم الأميركي الواسع".

(*) ربما حضرت رايس أيضا من أجل التوسط في الحلبة الإسرائيلية الداخلية والتقت يشاي وستلتقي أفيغدور ليبرمان اللذين يتحفظان من المؤتمر الدولي وقيل إنها ستحاول إقناعهما بتليين معارضتهما.

- آيزين: "لا أعتقد أن وزيرة الخارجية حضرت إلى هنا للتوسط بين الوزراء والحكومة. ربما يمكن القول إنها جاءت للاستماع بشكل مباشر لأفكار متنوعة في إسرائيل وسماع هذه الأفكار مباشرة من أصحابها".