التهديدات الإستراتيجية ضد إسرائيل- خطر على وجود الشعب اليهودي

اعتبر تقرير إسرائيلي جديد أن "الشعب اليهودي يواجه خطرا وجوديا" مع تزايد ما أسماه "التهديدات الإستراتيجية على دولة إسرائيل وتجمعات يهودية في العالم".

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنه تم إعداد هذا التقرير مؤخرا لتقديمه في "مؤتمر مستقبل الشعب اليهودي" الذي سيعقد هذا الأسبوع في القدس الغربية بمشاركة كبار المسؤولين الإسرائيليين وبينهم رئيس الحكومة، ايهود أولمرت ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني ووزير الدفاع، ايهود باراك والرئيس المنتخب، شمعون بيريس ومندوبون عن منظمات يهودية في العالم.

وينظم المؤتمر السنوي "معهد تخطيط سياسات الشعب اليهودي" الذي يرأسه المبعوث الأميركي الخاص السابق للشرق الأوسط دنيس روس. ويهدف المؤتمر إلى لفت الانتباه إلى "المخاطر والتهديدات على الشعب اليهودي وبينها التهديد الإيراني والانصهار (في شعوب في أنحاء العالم) وسلامة مجتمعات يهودية في العالم والتهديد الديمغرافي (أي التوازن بين السكان اليهود والعرب في المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن) وأزمة القيادة في إسرائيل ومواضيع أخرى".

وسيشارك في المؤتمر 120 مندوبا من جميع أنحاء العالم تمّ توزيعهم على أربع مجموعات عمل تبحث في مواضيع: الجيوبوليتيكا، القيادة، مستقبل المجموعات اليهودية في دول العالم المختلفة، الهوية والديمغرافيا.

وقال روس إن هذه هي المرة الأولى التي تجتمع فيها مجموعة قيادية ومؤثرة من اليهود لإجراء بحث عميق من أجل اقتراح توصيات إستراتيجية حول كيفية الاستعداد لمواجهة التحديات والتهديدات الماثلة أمام الشعب اليهودي في هذه الفترة.

وأعد باحثون برئاسة البروفيسور يحزقيل درور، عضو "لجنة فينوغراد" للتحقيق في حرب لبنان الثانية، ومدير عام وزارة الخارجية الأسبق، آفي غيل، تقريرا استعرض ما اعتبر أنه "التهديدات الجيو سياسية المركزية التي تشكل خطرا على وجود الشعب اليهودي".

واعتبر التقرير أن الشعب اليهودي يواجه خطرا وجوديا على خلفية نشر سلاح دمار شامل في دول مثل إيران ومنظمات "إرهابية".

وأضاف أن هناك أعمالا "إرهابية" موجهة ضد يهود ومؤسسات يهودية في العالم مع تزايد قدرة إسلاميين متطرفين وأفراد على التسبب بدمار، إلى جانب تعميق انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال إضعاف الجهات الإسلامية المعتدلة.

وتابع التقرير أنه تزايدت الهجمات ضد تعاظم تأثير اليهود في الولايات المتحدة وضد شرعية وجود إسرائيل كدولة يهودية، الأمر الذي يؤدي إلى تضاؤل التأثير السياسي للمنظمات اليهودية.

واعتبر التقرير أن أحد المخاطر يكمن في تراجع مكانة الولايات المتحدة كدولة عظمى وحيدة تقود تغييرات شاملة في دول في الشرق الأوسط إلى حد أصبح فيها هذا التراجع يشكل خطرا على إسرائيل.

وأشار التقرير إلى حدوث "تغيير سلبي" في التوازن الديمغرافي في إسرائيل، الأمر الذي يشجع اليهود على الهجرة من البلاد وخصوصا لدى اليهود الذين يملكون قدرات تسمح لدول غربية باستيعابهم.

واعتبر التقرير أن تصاعد قوة الصين والهند وحاجتهما المتزايدة إلى مصادر الطاقة في الشرق الأوسط قد يجرهما إلى انتهاج سياسة مؤيدة للعرب.

وأوصى التقرير بمحاولة تشكيل جبهة دولية فعالة مؤلفة من دول عربية "معتدلة" لمواجهة إيران، وبذل جهود لمنع الولايات المتحدة من الخروج من الشرق الأوسط، وزيادة تعاون الشعب اليهودي ودولة إسرائيل مع دول عظمى صاعدة مثل الصين والهند، والتقدم نحو اتفاق سلام إسرائيلي- عربي مستقر، وتعزيز القوة العسكرية لإسرائيل والانضمام لأحلاف مثل الناتو، وزيادة الاتصال والتعاون بين إسرائيل والمجموعات اليهودية في العالم، ومحاولة إنتاج مصادر بديلة للطاقة.

ويخلص التقرير إلى أنه "يتوجب بلورة خطة إستراتيجية لكي لا يتم بعد عشر سنوات تشكيل لجنة فينوغراد يهودية"، في إشارة إلى "لجنة فينوغراد" التي تحقق في إخفاقات القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية خلال حرب لبنان الثانية في صيف العام الماضي.