محللون إسرائيليون: خطاب بوش مجرّد كلام

في الوقت الذي أعربت فيه إسرائيل الرسمية عن "ارتياحها" لخطاب الرئيس الأميركي جورج بوش يوم 15/7/2007 ودعوته إلى عقد مؤتمر دولي لـ "دول الجوار" في الشرق الأوسط لتحريك عملية السلام، التقى كبار المحللين في اعتبار الخطاب مجرّد كلام "لم يحدد جدولاً زمنياً" ألقاه رئيس أميركي بلغت شعبيته في أوساط شعبه أدنى مستوى، "فيما المعنيان الآخران بمثل هذا المؤتمر، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)) ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت، يواجهان وضعاً مماثلاً كل في أوساط الرأي العام في بلده". ووصف المعلقون الزعماء الثلاثة بوش وعباس واولمرت بـ "بطات عرجاوات"، يعني كلاً منهم تثبيت حكمه أولاً وقبل كل شيء.

وكانت أوساط رئيس الحكومة الإسرائيلية سارعت إلى التعليق على الخطاب بالقول إن اولمرت هو من اقترح على الرئيس الأميركي في لقائهما قبل شهر فكرة عقد مؤتمر دولي. وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان هذا الادعاء أثار حفيظة مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية. ونقلت عن أوساط في وزارة الخارجية الأميركية خشيتها من أن يؤدي الادعاء بأن فكرة المؤتمر إسرائيلية، إلى قتلها قبل أن يعقد المؤتمر متوقعة أن تعرض السلطة الفلسطينية ودول عربية عن المشاركة فيه إذا ما أيقنت أن إسرائيل وراء انعقاد المؤتمر، "خصوصاً إزاء الادعاءات العربية بأن واشنطن فقدت موقعها كوسيط نزيه في الصراع حيال دعمها المطلق والعلني لإسرائيل".

وذكرت الإذاعة العسكرية ان أوساط رئيس الحكومة الإسرائيلية أعربت عن ارتياحها لـ"الفصل الذي تعمده الرئيس بوش بين حركتي فتح وحماس" معتبرة ذلك "انسجاماً مع الموقف الإسرائيلي". وعزت هذه الأوساط "الخطاب المعتدل والحذر" إلى "الكيمياء" في العلاقة بين بوش واولمرت. وزادت أن أوساط اولمرت ترى في عقد المؤتمر فرصة لمشاركة دول عربية معتدلة "مثل السعودية والمغرب والبحرين".

من جهته، قال وزير الخارجية السابق النائب المعارض سلفان شالوم للإذاعة العامة إن الغرض من خطاب الرئيس الأميركي تقديم الدعم لرئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت الذي ينتظر أياماً عصيبة في الخريف المقبل اذ ينتظر أن تصدر لجنة التحقيق في إخفاقات الحرب على لبنان تقريرها النهائي المتوقع أن يتضمن انتقادات شديدة اللهجة لاولمرت على سوء إدارته الحرب وقد يدعو إلى تنحيه.

وتحت عنوان "خطاب الوداع" كتب كبير المعلقين في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع أن من تابع خطاب الرئيس بوش "رأى انكماشه الفظيع"، في إشارة إلى ما وصفه بالتراجع الكبير عن خطابه قبل خمس سنوات عن "رؤية الدولتين" والتوصل إلى تسوية دائمة في غضون ثلاثة أعوام، "وأول من أمس كرر النقاط الرئيسة من خطابه المذكور لكن مع فارق واحد: هذه المرة حاذر تحديد جدول زمني". وتابع الكاتب أن خطاب أول من أمس "بدا كعظة في كنيسة مفعمة بالنيات الطيبة لكن بلا مغزى". وختم ان الرئيس بوش "الذي لم يعد رئيساً في الواقع بعد أن استنزفه العراق ولم يعد سوى بطة عرجاء" أدار ظهره للشرق الأوسط، ولم يعد أمام إسرائيل والفلسطينيين من يعتمدون عليه، سوى أنفسهم. فالخلاص لن يأتي من بوش. والسؤال هو ليس ماذا يريدون إنما إذا كانوا قادرين".

[من أسعد تلحمي]