بحث إسرائيلي جديد: إيران ستتصرّف بعقلانية إذا كانت تمتلك سلاحًا نوويًا

توقع بحث إسرائيلي جديد أن تسعى إيران إلى إتباع سياسة تعتيم نووي، كتلك التي تتبعها إسرائيل حيال قدرتها النووية.

وبحسب ما أفادت به صحيفة "هآرتس" فإنّ بحثا جديدا سينشره اليوم الأربعاء (7/2/2007) "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، والذي كان يعرف في الماضي بـ"معهد يافه للدراسات الإستراتيجية"، يتوقع بأن تتصرّف طهران "بصورة عقلانية" إذا ما كان في حوزتها سلاح نووي.

وخلافا لكافة التصريحات التي أطلقها مسؤولون في الدول الغربية، وخصوصا في الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن الباحثين الإسرائيليين يقولون في بحثهم الجديد إن احتمال أن تنقل إيران سلاحا نوويا لأيدي "منظمات إرهابية" هو احتمال "ضئيل".

وبموجب البحث فإن إيران ستضطر إلى اختيار واحد من بين ثلاثة توجهات فيما يتعلق بسياستها النووية.

يقضي التوجه الأول بأن تمضي إيران في برنامجها النووي حتى نقطة معينة تقرر عندها بشكل مؤقت عدم صنع سلاح نووي عسكري لكنها ستطور قدرة على صنع سلاح كهذا خلال وقت قصير إذا اقتضت الحاجة.

ورأى الباحثون أنّ التوجه الثاني هو أن تصنع إيران سلاحا نوويا من خلال إتباع سياسة تعتيم وعدم الإعلان عن إنتاج هذا السلاح وعدم إجراء تجارب عليه بهدف منع ممارسة ضغوط إضافية عليها من جانب المجتمع الدولي.

وكتب الباحثون الإسرائيليون "يبدو أن هذا التوجه هو الأكثر احتمالا في المرحلة الأولى على الأقل".

ويقضي التوجه الثالث أن تعلن إيران عن إنتاج سلاح نووي وربما تقوم بتجربته. وأشار البحث الإسرائيلي إلى أن هذه الإمكانية تنطوي على إشكالية بالنسبة لإيران، لكن تحدي حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للعالم قد يقود إلى إتباع التوجه الأخير.

ورأى الباحثون الإسرائيليون أنه في حال تصرفت إيران "بشكل منطقي وليس بدوافع دينية وأيديولوجية فقط" فإنه يمكن تفهم رغبة إيران في حيازة سلاح نووي على أنها نابعة من اعتبارات "دفاعية ورادعة ضد العراق في الماضي والولايات المتحدة اليوم" إضافة إلى سعيها لتحقيق هيمنة إقليمية وتعزيز مكانة النظام الإيراني.

وأضاف الباحثون أنه "يمكن الافتراض أنه في المستقبل أيضا ستفضل إيران الحفاظ على هذا السلاح كورقة مساومة أخيرة وأن القضاء على إسرائيل لا يعتبر مصلحة هامة (ولا) يحتم استخدام هذا السلاح لتنفيذها".

العملية العسكرية مقرونة بمخاطر ونجاحها غير مضمون

وحول احتمال تنفيذ عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية قال البحث إن "هذه خطوة تنطوي على إشكالية ومقرونة بمخاطر جمة، كما أن نجاح عملية عسكرية كهذه ليس مضمونا. وفي هذه المرحلة لا تتوفر ظروف سياسية لتنفيذها طالما أن الجهود الدبلوماسية مستمرة مع إيران"، لكن الباحثين الإسرائيليين أوصوا بمواصلة الاستعدادات لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية بهدف تصعيد الضغوط على طهران.

واعتبر الباحثون أن حيازة إيران لسلاح نووي هو أمر خطير بالنسبة لإسرائيل "لأنه لأول مرة ستكون في يدي دولة عدو قدرة تقنية على توجيه ضربة حرجة لإسرائيل التي يدعو النظام الإيراني لإبادتها، ومجرد وجود هذا الترابط يشكل خطرا وجوديا على إسرائيل".

وأوصى البحث إسرائيل بأن تعزّز قدرتها على الردع "لكي يعلم النظام الإيراني بأن هجوما نوويا ضد إسرائيل قد يفشل وأن إسرائيل سترد بضربة ثانية".

وأضافوا أنه يجب التوضيح لقادة إيران أن هجوما ضد إسرائيل سيجرّ في أعقابه ردًّا قاسيًا من جانب الولايات المتحدة "بما في ذلك ضربة نووية".

وتابع الباحثون الإسرائيليون أن على إسرائيل "توضيح خطوطها الحمراء أو إيجاد قنوات اتصال مع إيران في الموضوع النووي" ليوضح كل جانب قدرته للجانب الآخر.

ونصح الباحثون إسرائيل بأن تدرس في المستقبل سياسة التعتيم على قدرتها النووية، وأشاروا إلى احتمال نشوء ظروف لتبرير التوقف عن إتباع هذه السياسة، بينها تمكن إيران من حيازة سلاح نووي.

يوم دراسي خاص

هذا، ويعقد "معهد دراسات الأمن القومي" اليوم الأربعاء، بمناسبة إنجاز هذا البحث الجديد، يومًا دراسيًا يتم فيه عرض نتائج البحث، ويختتم بمحاضرة لعضو الكنيست بنيامين نتنياهو، رئيس المعارضة ورئيس الحكومة الأسبق، بعنوان "البيئة الإستراتيجية لإسرائيل".

ويشتمل اليوم الدراسي على عدة جلسات بينها جلسة تتضمن ندوة بعنوان "إمكانيات النشاط الإسرائيلي حيال إيران" يتكلم فيها الجنرالان في الاحتياط غيورا أيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي وعاموس جلعاد، رئيس القسم الأمني- السياسي في وزارة الدفاع والخبير الإستراتيجي د. رؤوبين بدهتسور. كما يشتمل على محاضرة حول "برنامج إيران الصاروخي" يقدمها عوزي روبين، الرئيس السابق لمشروع صاروخ "حيتس" في وزارة الدفاع.