جهاز الأمن الإسرائيلي يعارض تقديم إسرائيل تسهيلات للفلسطينيين في الضفة الغربية

* خبير إسرائيلي في الشؤون الفلسطينية لـ"المشهد الإسرائيلي": لا يمكن إحراز تقدّم دون حصول تغيير شامل في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين * الحكومة الإسرائيلية الحالية أضعف من أن تكون قادرة على اتخاذ قرارات للخروج من حالة الجمود وإطلاق خيار سياسي *

كتب بلال ضاهر:

يعارض جهاز الأمن الإسرائيلي، عشية انعقاد قمة شرم الشيخ في 25/6/2007، تقديم إسرائيل تسهيلات للفلسطينيين في الضفة الغربية، خصوصا فيما يتعلق بحرية تنقلهم في الضفة الغربية المحتلة. وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية موثوقة أنّ الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (شاباك) عارضا إزالة الحواجز العسكرية التي ينصبها جيش الاحتلال في أنحاء الضفة بزعم أن من شأن إزالة هذه الحواجز أن تسهل على ناشطين فلسطينيين تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك داخل إسرائيل. واعتبر الجيش والشاباك الإسرائيليان أن الحواجز العسكرية هي وسيلة ناجعة لمنع تنفيذ هجمات.

من جهة أخرى صادقت الحكومة الإسرائيلية، في اجتماعها الأسبوعي يوم الأحد، 24/6/2007، على ما وصفته بأنها "رزمة بوادر نية حسنة ومساعدات" للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وحكومة الطوارئ الفلسطينية الجديدة برئاسة سلام فياض. وشملت هذه "الرزمة" تحويل قسم من أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل، على أن يتم تحويلها على دفعات وذلك "بعد التأكد من أن هذه الأموال لن تصل إلى جهات إرهابية"، بحسب قرار الحكومة الإسرائيلية. كذلك قررت السماح بإدخال "مساعدات إنسانية" إلى قطاع غزة، الذي يخضع لحصار إسرائيل شديد، تشمل استمرار تزويد القطاع بالماء والكهرباء والمؤن الغذائية والأدوية والخدمات الصحية. وجددت إسرائيل تصاريح العبور عبر الحواجز الإسرائيلية للمسؤولين الفلسطينيين وزيادة عدد التصاريح الممنوحة لتجار فلسطينيين تسمح لهم بدخول إسرائيل. كما أقرّت تجديد التعاون الأمني في الضفة الغربية.

ورأى الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية والمحلل في صحيفة "هآرتس"، داني روبنشطاين، أن ما يسمى بـ"رزمة بوادر النية الحسنة والمساعدات" للفلسطينيين التي تطرحها الحكومة الإسرائيلية ليست كافية بتاتا.

وقال روبنشطاين لـ"المشهد الإسرائيلي" إن "على إسرائيل إزالة جميع الحواجز العسكرية في الضفة". وأكد على أنه "من دون إجراء إسرائيل تغييرا شاملا في سياستها تجاه الفلسطينيين فإن لن يحدث أي تقدّم، بل على العكس، إذ أن استمرار هذه الممارسات وتضييق الخناق على الفلسطينيين في الضفة ومنعهم من التنقل بحرية سيولد غليانا شعبيا عارما". ورأى أن "الواقع في الشارع الفلسطيني هو في صالح حماس".

(*) "المشهد الإسرائيلي": هل تقصد في الضفة الغربية أيضا؟

- روبنشطاين: "نعم، بكل تأكيد. أنا أتجوّل كثيرا هناك. وقبل أيام قليلة كنت في بيت حنينا في القدس وتحدثت مع المواطنين الفلسطينيين. ولمست حالة غليان بين الفلسطينيين. كل العالم ضد حماس، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة في قطاع غزة واستيلاء حماس على القطاع بقوة السلاح. لكن الشارع الفلسطيني وأيضا الشارع العربي عموما هو مع حماس".

(*) هذا الوضع سببه الممارسات الإسرائيلية. ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت لا تعتزم فعل شيء لتسهيل حياة الفلسطينيين ومنع انفجار يعقب حالة الغليان هذه.

- روبنشطاين: "إذا استمر الوضع بهذا الشكل فإنه سينفجر لا محالة وستعود حماس لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل في الضفة وأيضا داخل إسرائيل. وبرأيي أن على إسرائيل الموافقة على مبادرة السلام العربية، وإزالة جميع الحواجز العسكرية في الضفة ولا يتوجب إبقاء أي حاجز عسكري كهذا، والموافقة على السماح بدخول الفلسطينيين بحرية إلى القدس الشرقية. من دون ذلك فإن ظهر الفلسطينيين سيبقى نحو الحائط ولن يكون أمامهم مفرّ سوى الانفجار. وعلى إسرائيل أن تدرك أنه من دون وضع خيارات أخرى أمام الفلسطينيين فإن حماس ستنتصر مرة أخرى".

(*) ماذا على إسرائيل أن تفعل؟

- روبنشطاين: "يجب منح الفلسطينيين أملا حقيقيا. على الجيش الإسرائيلي إزالة البؤر الاستيطانية العشوائية، والتوجه بشكل جدي نحو إقامة دولة فلسطينية قادرة على العيش".

(*) بالنسبة لقطاع غزة. كيف ستتعامل إسرائيل مع القطاع، هل ستواصل حصارها المشدد عليه مع تنقيط "مساعدات إنسانية"؟

- روبنشطاين: "بودي أن أشير إلى أن العالم كله، بما في ذلك معظم العالم العربي، يشارك في هذا الحصار. إنهم يعتقدون أنه من خلال الحصار سيجعلون الفلسطينيين يضغطون على حماس، لكني أعتقد أن هذا لن ينجح. ولا أحد يوافق على حدوث كارثة إنسانية في القطاع. كذلك فإنه لا يوجد خيار عسكري لدى إسرائيل في القطاع. والمعضلة الآن هي أنه في حال نجحت حماس بالصمود عدة أشهر، رغم الحصار، فإن في هذا رسالة كبيرة وقوية جدا للعالم العربي، الذي يخشى من سيطرة حركة إسلامية متطرفة، مثل حماس، على الحكم. ستكون هناك رسالة للعالم العربي بأنه يمكن الصمود أمام حصار شديد كالذي تفرضه إسرائيل على القطاع".

(*) هل حكومة أولمرت قادرة على إخراج المسار السياسي مع الفلسطينيين من حالة الجمود؟

- روبنشطاين: "الجواب هو لا. يبدو أن هذه الحكومة أضعف من أن تكون قادرة على اتخاذ قرارات للخروج من حالة الجمود وإطلاق خيار سياسي".

Terms used:

شاباك, هآرتس