باراك وأيالون إلى جولة تنافس ثانية على رئاسة حزب العمل الإسرائيلي

تغلب رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك على منافسه الرئيس في الانتخابات على رئاسة حزب العمل عضو الكنيست عامي أيالون فيما رجّح مقربون من رئيس الحزب الحالي ووزير الدفاع عمير بيرتس أن يدعم الأخير باراك في جولة ثانية مقابل وعده بحقيبة المالية.

وستجري الجولة الثانية لانتخاب رئيس للعمل في 12 حزيران القادم بسبب عدم حصول أي من المتنافسين، في الجولة الأولى التي جرت أمس الاثنين (28/5/2007)، على 40% من الأصوات فيما زادت نسبة التصويت عن 65% من أعضاء الحزب.

وبحسب النتائج النهائية التي تم إعلانها اليوم الثلاثاء (29/5/2007)، فقد حصل باراك على تأييد 35.6% فيما حصل أيالون على 30.6% وبيرتس على 22.4% وعضو الكنيست أوفير بينيس على 8% وعضو الكنيست داني ياتوم على 2.7%.

وأفادت تعليقات متطابقة بأن كلا من باراك وأيالون سيحتاج إلى دعم بيرتس في الجولة الثانية.

وقال سكرتير عام حزب العمل، عضو الكنيست إيتان كابل، في مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية العامة إن "باراك سيعرق كثيرا من أجل الحصول على دعم المصوتين من معسكر بيرتس" في إشارة إلى مطالب صعبة سيضعها بيرتس لقاء دعم باراك.

رغم ذلك أضاف كابل، وهو من مؤيدي باراك، أن معسكر باراك سيعمل كل ما في وسعه من أجل الحصول على دعم بيرتس ومعسكره.

وكان بيرتس قد شنّ هجوما شديدا مؤخرا ضد باراك، ورجّح محللون أن يدعم أيالون في الجولة الثانية.

إلا أن صحيفة "هآرتس" نقلت عن مقربين من بيرتس قولهم إنه في حال نجح باراك في الحصول على وعد من رئيس الحكومة إيهود أولمرت بتعيين بيرتس في وزارة المالية فإن معسكر بيرتس سيدعم باراك.

الجدير بالذكر أن أولمرت يشغل حاليا وزارة المالية بشكل مؤقت، من جهة، ويرغب بأن يتولى باراك وزارة الدفاع من الجهة الأخرى.

إضافة إلى ذلك فإن باراك أعلن مؤخرا أنه في حال فوزه برئاسة العمل فإنه لن يعمل على إخراج العمل من الحكومة وإنما سيوافق على تولي وزارة الدفاع ولو كان ذلك لفترة انتقالية، فيما أعلن أيالون بالمقابل أنه في حال فوزه هو برئاسة العمل فإنه سيعمل على إخراج حزب العمل من الحكومة ومطالبة أولمرت بالاستقالة على أثر تقرير فينوغراد بخصوص حرب لبنان الثانية وأن يشكل حزب كديما حكومة جديدة برئاسة أحد أقطابه لينضم العمل إليها مجددا.


ورأى ألوف بن، المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، أنّ الجولة الثانية من انتخابات رئاسة العمل تفتتح "الموسم الجديد في برنامج البقاء السياسي الذي يقوم ببطولته رئيس الحكومة، إيهود أولمرت. والفرضية لدى ديوان رئيس الحكومة هي أن العمل سيبقى في الائتلاف والحكومة، بغض النظر عمن يفوز برئاسة الحزب".

أضاف بن أنه بحسب هذا السيناريو فستكرّس الأسابيع القريبة المقبلة للمناورات السياسية، التي تسفر في نهايتها عن تعيين وزير جديد في وزارة الدفاع وعن مواصلة الحكومة لأداء مهامها بصورة اعتيادية.

وتابع أنّ أولمرت يفضل طبعًا أن يكون إلى جانبه صديقه القديم، إيهود باراك، الذي لم يخفِ رغبته في الانضمام إلى الحكومة. ولم ترق لرئيس الحكومة تصريحات عامي أيالون، الذي دعا كديما إلى انتخاب زعيم جديد بدلاً منه كشرط لبقاء العمل في الائتلاف. غير أن أيالون كشف أيضًا عن نقطة ضعفه، إذ أن تصريحاته أوضحت أنه يخاف الآن من خوض انتخابات في مقابل الليكود و"ملك الاستطلاعات" بنيامين نتنياهو.

وفي وضع كهذا يؤمن أولمرت بأنه لا مصلحة حقيقية للعمل في تفكيك حكومته. كذلك فإن جدول الأعمال الوطني يستوجب الوحدة لا انتخابات جديدة، فغزة مشتعلة وفي الشمال هناك تهديدات بالحرب إلى جانب إشارات للسلام.