وفاة عالم الاجتماع الليبرالي النقدي الإسرائيلي باروخ كيمرلينغ

قال موقع "هآرتس" الإلكتروني، يوم الاثنين 21/5/2007، إن أستاذ علم الاجتماع في الجامعة العبرية في القدس، البروفيسور باروخ كيمرلينغ، الذي عرف بأبحاثه الليبرالية والنقدية للمجتمع الإسرائيلي والحركة الصهيونية قد توفي مساء يوم 20/5 في القدس، بعد مرض عضال.

وكان كيمرلينغ، 67 عاما، من أوائل علماء الاجتماع الإسرائيليين الذين حللوا الحركة الصهيونية انطلاقا من نظرية ما بعد الكولونيالية وبحث في انسجام المجتمع الإسرائيلي، ورغم أنه لم يختص في علم التاريخ إلا أنه كان يعتبر من بين مجموعة "المؤرخين الجدد" وكان مثقفا من الذين تناولوا القضايا السياسية والاجتماعية المتعلقة بإسرائيل من خلال مقال أسبوعي كان ينشره في صحيفة "هآرتس" على مدار سنوات.

ونقلت "هآرتس" عن زوجة كيمرلينغ، ديانا، قولها إن زوجها "رقد مرات عديدة في المستشفى بسبب مرض عضال لكنه قرر يوم الخميس الماضي التوقف عن التنقل بين مستشفى وآخر وقد قرر الموت في البيت" وفي نهاية الأسبوع الماضي غط في غيبوبة وتوفي أمس.

الجدير بالذكر أن كيمرلينغ عاش حياته كلها كمعاق حيث كان يعاني من شلل في الدماغ أصيب به في طفولته وكان يصعب عليه الكلام واحتاج إلى كرسي عجلات للتحرك لكن هذا لم يمنعه من السفر إلى مؤتمرات علمية في أنحاء العالم وعمل قرابة 40 عاما في الجامعة العبرية.

وقالت "هآرتس" إنه على الرغم من مواقفه النقدية جدا ضد إسرائيل والحركة الصهيونية إلا أنه كان يعرف نفسه على أنه صهيوني لكنه من الجهة الأخرى قال إنه لم يشعر أبدا أنه إسرائيلي رغم أنه هاجر لإسرائيل من رومانيا في العام 1952.

ونشر كيمرلينغ 9 كتب بينها "نهاية حكم الأشكناز العلمانيين القدامى الاشتراكيين القوميين" وبحث من خلالها في ضعف السيطرة المطلقة التي كانت لهذه المجموعة في إسرائيل. ومن أبرز مؤلفات كيمرلينغ كتاب "الفلسطينيون، صيرورة شعب" الذي أكد فيه على أن الفلسطينيين هم شعب عاش في إقليم هو فلسطين وضمن حدود معينة حاول الدفاع عنها عبر انتفاضات عديدة منذ مطلع القرن التاسع عشر. وألفه بالمشاركة مع البروفيسور يوئيل مجدال. وقد صدرت ترجمة عربية للكتابين عن منشورات المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار.

وفي العام 2002 اقترح ناشر بريطاني على كيمرلينغ كتابة سيرة سياسية لحياة رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أريئيل شارون الذي كان في ذلك العام في أوج حكمه، فكتب كيمرلينغ كتابه "بوليتيسايد" وهو مصطلح يعني الإبادة السياسية وكان العنوان الثانوي لهذا الكتاب "حرب شارون ضد الفلسطينيين"، ومصطلح "بوليتيسايد" شبيه بمصطلح "جينوسايد" أي الإبادة العرقية.