المعارضة في كديما قد تساعد أولمرت على صدّ الضغوط الأميركية

هذا ما يقوله المحلل السياسي عكيفا إلدار لـ"المشهد الإسرائيلي" * ويضيف: هذا تكتيك معروف وتتبعه إسرائيل في كثير من الأحيان وقد فعلت أمرا كهذا في سبعينيات القرن الماضي * أداء الأميركيين عشية "اللقاء الدوليّ" في الخريف القريب يعيد إلى الأذهان أداءهم عشية قمة كامب ديفيد التي باءت بالفشل*

كتب ب. ضاهر:

قال المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس"، عكيفا إلدار، لـ"المشهد الإسرائيلي" إن "المعارضة الداخلية في كديما (اقرأ تقريرًا عنها في مكان آخر) نابعة من أن أعضاء الكنيست هؤلاء يشعرون بأن رئيس الحكومة إيهود أولمرت لا يضعهم في صورة الوضع، وهو أمر يكرهه السياسيون جدا. لكن معضلة واضعي السياسة تكون عادة السعي لتجنيد أوسع دعم لهم داخل جمهورهم من جهة، والحفاظ على سرية اتصالاتهم السرية ليتمكنوا من إجراء مفاوضات دون مؤثرات من الجهة الأخرى. لكن هناك أمرا آخر هاما وهو أنني لن أفاجأ إذا تبين أن أولمرت سيكون راضيا من هذه الأصوات المعارضة التي تخرج من داخل حزبه، لأن هذه المعارضة الداخلية ستساعده على صد الضغوط عليه من جانب الأميركيين. وهذا تكتيك معروف وتتبعه إسرائيل في كثير من الأحيان، وقد فعلت أمرا كهذا في سبعينيات القرن الماضي عندما حضر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر إلى إسرائيل ليضغط على إسرائيل من أجل الموافقة على توقيع اتفاقيات تتعلق بفصل قوات في سيناء والجولان بينما نظم الحزب الحاكم في إسرائيل مظاهرات ضد الحكومة ليبين له مدى المعارضة لهذه الاتفاقيات في إسرائيل. والآن عندما يقترب موعد زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لإسرائيل فإنه لن يضر أولمرت أن يقول لها: لا تضغطوا علي كثيرا لأن حكومتي تتأرجح، ولدي مشاكل حتى داخل حزبي".

(*) "المشهد الإسرائيلي": لكن ثمة بين هؤلاء الذين يعارضون خطوات أولمرت من يعتبرون الشخصيات اليمينية في كديما؟

- إلدار: "بعضهم يميني فعلا. فشنلر هو مستوطن وكذلك فإن ديختر جاء إلى الحكومة من الشاباك. وأتوقع أيضا أن يتحدث الوزير شاؤول موفاز في اتجاه معارضة هذه الخطوات والاتصالات التي يقوم بها أولمرت".

(*) هل هناك نوايا لدى أولمرت لأن يكون مستقلا ولا يتشاور مع زملائه في كديما؟

- إلدار: "معروف عن أولمرت أنه لا يتشاور مع زملائه في الحزب، فهو يعتقد أنه يفهم في هذه الأمور بشكل أفضل من غيره. لكن إضافة إلى ذلك فإنه كلما يتم التشاور مع عدد أكبر من الأشخاص فإنه ستكون هناك تسريبات أكبر".

(*) هل تعتقد أنّ أولمرت بلور خطة سياسية بشأن حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين؟

- إلدار: "لا. لم يبلور خطة كهذه حتى الآن. ولذلك فإن بإمكانه أن يرد على معارضيه بالقول إنه عندما ينتهي من بلورة خطة سياسية سيكون مستعدا لعرضها على زملائه في كديما".

(*) ربما يمكن اعتبار التعبير عن معارضة على أنه بداية تمرد على أولمرت إذ أن لجنة فينوغراد التي تحقق في حرب لبنان الثانية على وشك تقديم تقريرها النهائي في الأشهر المقبلة والجميع يرجح بأنه سيتضمن انتقادات ضد أولمرت؟

- إلدار: "بشكل عام هناك عدم ارتياح لدى أولمرت والمقربين منه حيال اقتراب موعد نشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد. وهناك مؤشرات أيضا إلى أنه في حال تضمن انتقادات شديدة ضد أولمرت فإنه ستكون هناك مطالبة لأولمرت بالاستقالة. إضافة إلى ذلك فإن التوقعات هي أن يعارض حزب "إسرائيل بيتنا" أي اتفاق يشمل مبادلة أراض في النقب فيما سيؤيد هذا الحزب مبادلة أراض وسكان في منطقة المثلث من خلال ضم القرى والمدن العربية هناك على سكانها إلى السلطة الفلسطينية مقابل ضم الكتل الاستيطانية إلى إسرائيل".

(*) ما هي احتمالات نجاح "اللقاء الدولي" برأيك؟

- إلدار: "في الواقع لديّ انتقادات بشأن أداء الولايات المتحدة. وأنا أتذكر في هذه الأثناء الاستعدادات التي كانت قبل انعقاد مؤتمر مدريد (في العام 1991) والاستعدادات التي جرت عشية قمة كامب ديفيد (في العام 2000) وأرى أن أداء الأميركيين أقرب منه إلى قمة كامب ديفيد (التي فشلت). وإدعائي هو أن هذا لعب بالنار لأن من الأفضل عدم عقد المؤتمر على أن يتم عقده ويفشل. وهذا أمر سيفرح فقط كل من يعارض هذه الخطوات. وعندها سيقولون في إسرائيل إنه لا يوجد شريك فلسطيني والفلسطينيون سيقولون إنه لا يوجد شريك إسرائيلي. وأنا أتساءل: لماذا لا يوجد أي نشاط أميركي رغم أنه تبقى وقت قصير لانعقاد هذا اللقاء الدولي؟. وأقارن ذلك بالفترة عشية مؤتمر مدريد عندما زار وزير الخارجية في حينه جيمس بيكر المنطقة سبع مرات، بينما رايس، الآن، ستزور المنطقة لفترة وجيزة لا تتعدى يوما واحدا. وأنا أقول هذا الكلام أيضا لأن القضايا المطروحة الآن عميقة جدا بينما مؤتمر مدريد كان مجرد حفل افتتاح وبدء مفاوضات فحسب لا أكثر".