شركات النسيج الإسرائيلية تواصل نقل مشاغلها إلى مصر

أعلنت اثنتان من كبرى شركات النسيج الإسرائيلية، هما "دلتا" و"كيتان"، عزمهما على تقليص مشاغلهما في إسرائيل والأردن ونقلها إلى مصر، على ضوء مطالبة المستهلكين الدوليين بتخفيض الأسعار بنسب كبيرة، ولأن تكلفة العمل في مصر إن كان ذلك بأجور العاملين أو الطاقة، أقل مما هي عليه في إسرائيل والأردن.

يذكر أن في إسرائيل حاليا 25 شركة نسيج، بعد أن تم إغلاق 10 شركات في العام الماضي 2006. ويعمل في هذه الشركات 18300 عامل في إسرائيل، بعد أن تم فصل 500 عامل وعاملة في العام الماضي 2006، وينقص قطاع النسيج حاليا 200 عامل مهني.

وبلغ حجم صادرات هذه الشركات في العام الماضي مليار دولار، فيما باعت إلى السوق المحلية ما قيمته 22ر1 مليار دولار.

وأعلنت شركة "دلتا" أنها ستفصل قريبا المئات من العاملين لديها في كل من إسرائيل والأردن، بعد عمليات فصل جرت في العامين الماضيين، وهذا في إطار ما وصفته الشركة بخطة "لنجاعة العمل والإنتاج".

وقال مدير عام الشركة، أفيرام لاهف، إن تراجع الأسعار المستمر، خاصة لدى أحد أهم زبائن الشركة، الشركة العالمية "ماركس أند سبنسر" بنسبة 10%، والتوجه نفسه لدى شبكة متاجر النخبة الأميركية "فيكتوريا سيكريت" و"كلفين كلاين"، يلزم الشركة بإجراء تغييرات في البناء التنظيمي والإداري، من خلال تركيز عمليات الإنتاج في عدة مشاغل وتوحيد الطواقم، وتقليص عدد القوى العاملة.

وتقول الشركة إن المعطيات تؤكد أن الإنتاج في مصر هو مفتاح النجاح في فرع النسيج، وهذا على حساب المشاغل في مدينة كرميئيل الإسرائيلية (شمالا) وفي الأردن، ففي إسرائيل يعمل لدى الشركة 1300 عامل، وفي الأردن 2000 عامل وعاملة.

وتشهد مشاغل "دلتا" في السنوات الأخيرة عملية تقليص مستمرة في عدد القوى العاملة لديها، ففي العام 2005 أعلنت عن فصل 1800 عامل وعاملة بشكل تدريجي حتى منتصف العام 2006، وهناك مشاغل تم إغلاقها كليا، مثل مشغل مدينة نهريا (شمالا).

وأظهرت التقارير المالية للعام الماضي، التي نشرت في الأسبوع الماضي، أن التغييرات التي أجرتها الشركة حققت نتائج، ولكن حتى الآن ليس بالقدر الذي تطمح له الشركة. ولهذا فقد قررت الشركة اتخاذ إجراءات أخرى لمواجهة المزيد من التحديات على ضوء اشتداد المنافسة مع البضائع الصينية وبضائع منطقة الشرق الأقصى.

من جهة أخرى فقد أعلن مدير عام شركة "كيتان" المنافسة لـ"دلتا"، عادي ليفني، أن الشركة تنوي توسيع نشاطها بشكل كبير في مصر في المرحلة القادمة، وأن كل زيادة في عمل الشركة لاحقا سيتم نقله إلى مصر. وقررت أيضًا عدم توسيع نطاق العمل في إسرائيل.

وقال ليفني، الذي يشغل أيضا منصب رئيس فرع النسيج في اتحاد الصناعيين، إن على منتجي النسيج في إسرائيل أن ينظروا للمنطقة كلها وليس فقط لإسرائيل، وهذا لأن الفجوة في تكلفة الإنتاج تتسع يوميا، مقابل التكلفة في مصر والصين وفيتنام والباكستان.

وذكر ليفني أنه في العام 2005 تم التوقيع على اتفاق التجارة الحرة مع مصر، وينص أحد البنود على أن تقدم الولايات المتحدة إعفاء جمركيا لكل منتوجات النسيج في مصر، الذي يأتي 11% من مركباته من إسرائيل.

وقال ليفني إنه بعد أن التوقيع على هذه الاتفاقية تحولت مصر إلى أكثر مكان مفضل لإنتاج النسيج الإسرائيلي، ورغم أنه تم التوقيع على اتفاقية مشابهة مع الأردن، والشرط هناك ان تكون نسبة المواد الخام الإسرائيلية 8%، إلا أن تكلفة الأجور والطاقة في مصر أقل بكثير من الأردن. وأضاف أنه حتى المشاغل التركية أصبحت تنتقل إلى مصر.

وأضاف ليفني قائلا إن شركة "كيتان" افتتحت قبل نحو عام مشغلا في بور سعيد، وفيه تعمل حاليا 60 عاملة. ومن المتوقع أن يتم توسيع هذا المشغل قريبا، بعد نقل خطوط إنتاج موزعة في العالم إلى هذا المشغل.

Terms used:

كرميئيل