آفي ديختر: إيران أكبر دولة إرهابية في العالم

"المشهد الإسرائيلي":

قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، آفي ديختر، الذي أشغل سابقًا منصب رئيس جهاز الأمن العام (شاباك)، إن إيران تعتبر الدولة الإرهابية الأكبر في العالم، وهي تخلق وضعًا جديدًا في منطقة الشرق الأوسط.

ومع أن ديختر أكّد أن إسرائيل لن تزيل أو توقف الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بل ستقوم بزيادة وتصعيد هذا الضغط "لأن إسرائيل لن تنزف من أجله"، إلا أنه أشار إلى أنّ "الفرصة في التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أقوى من فرصة الشروع في جولة أخرى من العنف مع السلطة الفلسطينية، ونحن نعتزم التصرف على هذا النحو".

جاءت أقوال ديختر هذه في إطار محاضرة ألقاها يوم 12 آذار 2007 أمام أفراد من السلك الدبلوماسي الأجنبي وصحافيين أجانب في "المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة".

وفيما يلي إيجاز لما اشتملت عليه هذه المحاضرة:

· اتسع الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة وبات يضم اليوم إيران كلاعب جديد ومؤثر للغاية. إيران هي دولة الإرهاب الأكبر في العالم وهي تخلق وضعاً جديداً في المنطقة. ليس في أوروبا والغرب فقط بل وفي العالم العربي أيضاً يدركون أن مساعي إيران لامتلاك قدرات نووية تشكل تهديداً. يتعين على القوى العظمى أن تباشر العمل ضد إيران.

· تحاول إيران إقامة محور شيعي بينها وبين لبنان مروراً بالعراق وسوريا. يشكل الشيعة 90% من مواطني إيران، و 60% من مواطني العراق و 40% في لبنان. في سوريا توجد أكثرية سنية.

· تعمل إيران ضد إسرائيل عن طريق ذراعين: الذراع الشمالية بمساعدة "حزب الله" والذراع الجنوبية بمساعدة حركة "حماس". حزب الله تحوّل إلى جيش من الإرهابيين تموله وتدربه إيران. ممثلو "الحرس الثوري الإيراني" يتواجدون في لبنان ويقومون بتدريب عناصر حزب الله ويرسلون إرهابيين لتلقي التدريب في إيران. الأسلحة تنقل من إيران إلى لبنان عبر سوريا وحتى من سوريا نفسها إلى لبنان، وهذه الأسلحة واجهناها في حرب الصيف الماضي. بالإضافة إلى ذلك فإن حزب الله ما زال يستخدم أساليب عمل ذات صبغة إرهابية: القيام بعمليات من داخل قرى وتجمعات مدنية، استخدام المدنيين كدروع بشرية، واختطاف جنود. في ضوء النسبة بين كمية الصواريخ وعدد المصابين في الحرب مع حزب الله اكتشفنا أن تهديد صواريخ حزب الله لا يشكل تهديداً إستراتيجياً، كما أننا عززنا قدرة الردع الإسرائيلية. والدليل على ذلك إقرار حسن نصر الله بأنه لو كان يعلم أن اختطاف الجنود سيجر رد فعل كالذي حصل من جانب إسرائيل لما كان قد أوعز بتنفيذ عملية الاختطاف. أعتقد أن مستوى الضرر الذي ألحقناه بحزب الله يشكل الشيء الأكثر إيجابية الذي حققناه في الحرب الأخيرة.

· الذراع الجنوبية تخرج من إيران وتمر عبر دمشق لتصل إلى قطاع غزة. التعاون بين حماس وإيران اتسع وبدأت إيران بتدريب إرهابيين استطاعوا، بعد الانفصال، الخروج من قطاع غزة إلى مصر ليصلوا إلى إيران بدون مشاكل. إضافة إلى ذلك هناك تيار تهريب أسلحة وذخائر من سيناء إلى قطاع غزة وقد بنت "حماس" نفسها كجيش في القطاع على غرار "حزب الله". في هذه الأثناء لدينا فترة هدوء في غزة، ولكن ذلك لن يستمر دائماً. على الرغم من الوضع الصعب في غزة، فإن إسرائيل لم تجد نفسها بعد مضطرة لإظهار قدرتها الرادعة، ولكن إذا ما حصل ذلك، فلدينا كل الخبرة والوسائل اللازمة لذلك وتعلم "حماس" أن هذا سيكون كارثة بالنسبة لها.

· في السنوات الأخيرة، أصبح الإرهاب يعمل بواسطة شبكات دولية وليس انطلاقا من دولة ضد أخرى، والطريق الأمثل لمحاربة الإرهاب هي بناء شبكة من الدول الملتزمة بمكافحة الإرهاب والانتصار عليه.

· السؤال الآن فيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية هو من الذي سيتغلب: أبو مازن أم الضغط الإيراني في الطريق إلى إقامة حكومة "حماس" (حكومة الوحدة). عمليات إسرائيل في الضفة الغربية ساعدت عملياًِ أبو مازن إذ أنها أزاحت كبار مسؤولي "حماس" من المنطقة. ولكن إذا تصاعدت مجدداً النشاطات الإرهابية انطلاقاً من الضفة الغربية فإن إسرائيل لن تسكت أو تتهاون ولن تنتظر حتى يقوم أبو مازن ببناء قوات أمن للسيطرة على الوضع. لن نزيل أو نوقف الضغط على أبو مازن، بل سنقوم بزيادة وتصعيد هذا الضغط لأن إسرائيل لن تنزف من أجله.

· الفرصة في التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أقوى من فرصة الشروع في جولة أخرى من العنف مع السلطة الفلسطينية، ونحن نعتزم التصرف على هذا النحو. هذه هي مصلحة الفلسطينيين إذ لا سبيل إلى مواصلة العيش بهذه الطريقة في غزة بدون اتفاق سلام مع إسرائيل.