جمعية الأقصى تقوم بمسح شامل لاحتياجات السكان العرب في القدس القديمة

بادرت جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية إلى زيارة موقع المحكمة الشرعية الإسلامية ومحيطها في القدس، والذي تعكف مجموعة كبيرة من قادة المستوطنين، وأعضاء كنيست يهود كثر، ورجال أعمال يهود، والملياردير ايري رينات اليهودي الأميركي الأصل، على بناء كنيس يهودي على أنقاض مبنى المحكمة الشرعية الإسلامية، بالقرب من باب القطانين، وهو احد أبواب المسجد الأقصى المبارك، بحجة ان المبنى كان كنيسا، كما كشفت صحيفة "هآرتس". وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أيضا ان الخطة تقضي بتفجير مبنى المحكمة الشرعية من اجل بناء الكنيس الجديد. ويعد هذا الكنيس الثاني الذي سيبنى في القدس القديمة وبالقرب من ابواب المسجد الأقصى في الأشهر القليلة الأخيرة في حالة تنفيذ الخطة.

وقد شارك في الزيارة يوم الأحد 25/2/2007 كل من الشيخ فريد الحاج يحيى، مدير عام جمعية الأقصى، والشيخ خالد مهنا، رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية، والناطق باسم جمعية الأقصى، والاستاذ خليل التكفجي، وقد طالت الزيارة مبنى المحكمة الشرعية والبيوت القديمة المحيطة. واطلع الوفد على صعوبة العيش الذي يواجهه سكان المنطقة، وقد تحدث السكان الى الوفد وبينوا المصاعب والضرائب الباهظة التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية عليهم، والضغوطات التي تمارس ضدهم من قبل المتطرفين اليهود من اجل إجبارهم عن التخلي عن بيوتهم، لاستغلالها في عملية تهويد القدس التي تسير على قدم وساق، مستغلة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه المقدسيين.

جاءت هذه الزيارة في إطار مشروع جديد ستقوم به الجمعية وهو "المسح الشامل" لاحتياجات السكان العرب في القدس القديمة، واستكمالا للمشاريع التي تقوم بها جمعية الأقصى، والحركة الإسلامية في الداخل من اجل التنمية البشرية وزيادة قوة صمود المواطن العربي في مدينة القدس بتنمية الجانب الاقتصادي، ولإشعاره ان آخرين يقفون بجانبه، من خلال مسيرة شد الرحال الى المسجد الاقصى، والدولار الواحد من اجل الاقصى، ومشروع التوأمة لمسجد المثلث مع المسجد الاقصى، وغيرها من مشاريع تقوم بها الجمعية، والتي تهدف ايضا الى تعزيز مكانة المسجد الاقصى المبارك في ضوء الهجمات الصهيونية المتعاقبة عليه.

وفي حديث مع الشيخ كامل ريان، رئيس جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية، قال حول الجولة : "هدفنا المقدسيين اولا... وهذا المشروع الإنساني والاجتماعي والحضاري التي بادرت اليه جمعية الأقصى هو المطلب الملح في هذه المرحلة لأهالي القدس عامة، وللمرابطين في الاحياء القريبة من المسجد الأقصى خاصة، فهذا المسح السكاني الذي نقوم عليه يستحق الجهد والتقدير فهو اشد ما يحتاجه أهلنا المقدسيون نظرا لظروفهم التي نشاهدها ونعلمها، فهم يريدون من يقف معهم ويساندهم في محنتهم ويخفف عنهم، ولا يريدون المزيد من البؤس والفقر والحصار والتهجير، كونهم ذاقوا الأمرين منذ احتلال القدس وحتى اليوم وغدا... ومن هنا نناشد اهلنا ممن يشاركون في مشروع شد الرحال الى المسجد الأقصى بالتعامل مع التجار العرب في القدس، والتواصل مع الاهل لزيادة الألفة بيننا، ولتشجيعهم على الصمود كحماة للمسجد الأقصى المبارك، فبدون اهل القدس سيكون المسجد الأقصى فريسة سهلة للمتطرفين اليهود ولتنفيذ مخططاتهم، فها هم اليهود يدعمون بملايين الدولارات من اجل تنفيذ مشاريع زائفة، وامتنا العربية تنظر، وتتقاعس عن نصرة المسجد الأقصى، فها هم اليهود يواصلون مخططاتهم لبناء كنيس جديد، ويواصلون الحفريات فوق الأرض وتحت الأرض بدون أي صوت عربي ذي ثقل".