مصادر في مكتب أولمرت: إسرائيل تبحث في عقد قمة خماسية

قالت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، ايهود أولمرت، إن إسرائيل تدرس إمكانية عقد اجتماع قمة خماسيا يضم الأردن ومصر والفلسطينيين والولايات المتحدة وإسرائيل لمواصلة "الحوار السياسي". وجاءت أقوال هذه المصادر بعد اجتماع القمة الثلاثية في القدس الغربية، أمس الاثنين (19/2/2007)، بمشاركة أولمرت والرئيس الفلسطيني، محمود عباس ووزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس.

وقالت المتحدثة باسم رئيس الحكومة الإسرائيلي، ميري أيزين، لـ"المشهد الإسرائيلي" إن الأجواء التي سادت اجتماع القمة كانت "بناءة" وإن المسؤولين الثلاثة اجتمعوا لمدة ساعتين ونصف الساعة تقريبا على انفراد وبعد ذلك انضمت إليهم الوفود المرافقة.

وأضافت أن كل طرف طرح موقفه حيال استمرار العملية السياسية وأن أولمرت أبلغ عباس ورايس بأن "إسرائيل لن تعترف بأية حكومة فلسطينية لا تطبق شروط الرباعية الدولية"، التي تطالب حكومة الوحدة الفلسطينية التي تشكلها حماس بالاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف.

وشددت أيزين على أن الاجتماع لم يتطرق إلى قضايا الحل الدائم للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني وهي القدس والحدود واللاجئين الفلسطينيين.

وبعد اجتماع القمة التقى أولمرت مع أعضاء الكنيست من حزب "كديما" وقال "علينا أن نحافظ على قناة اتصال مع الحكومة الفلسطينية، ولذلك فإن الاتصالات بيننا وبين أبو مازن ستتواصل". وأضاف أن هذه الاتصالات "ستتركز بالأساس في الحاجة لتحسين جودة حياة الفلسطينيين في مناطق مختلفة وبالطبع ستتركز أيضا على محاربة الإرهاب بشكل فعلي".

وكرّر أولمرت أمام أعضاء حزبه على أن "مطلبنا، مثل مطلب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وهو تشكيل حكومة فلسطينية توافق على مبادئ الرباعية الدولية وتعترف بالاتفاقيات الموقعة مع دولة إسرائيل وتنفذها أيضا".

واعتبر أولمرت أن إمكانية إجراء مفاوضات مع عباس نابعة من كونه "مختلفا لأنه منتخب".

وتابع "إننا نطالب بأن تعترف الحكومة (الفلسطينية) الجديدة بحق دولة إسرائيل في الوجود كدولة يهودية، وأن تتوقف بشكل كامل عن الأعمال الإرهابية وتطبق بقية التعهدات بما في ذلك إطلاق سراح الجندي (الإسرائيلي) المخطوف غلعاد شليط بشكل فوري".

وكانت رايس قد قالت في ختام القمة الثلاثية إن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أعربا خلال الاجتماع عن التزامهما بحل الدولتين وبخطة خارطة الطريق.

وأضافت رايس، التي ظهرت وحدها أمام الصحافيين، أن اجتماع القمة كان "إيجابيا" وأن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني طالبا باحترام تفاهمات بينهما بشأن استمرار وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الجانبان في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وتباحث عباس وأولمرت ورايس في تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية و"اتفاق مكة" بين حركتي فتح وحماس.

وكررت رايس الشرط الذي سيسمح بتعامل الولايات المتحدة وإسرائيل مع الحكومة الفلسطينية الجاري تشكيلها، وهو تلبيتها لشروط الرباعية الدولية الثلاثة القاضية باعتراف هذه الحكومة، التي تشكلها حماس، بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف.

وأضافت رايس أن أولمرت وعباس بحثا في إمكانية نشوء "أفق سياسي" وطلبا مساعدة الولايات المتحدة للتغلب على الصعوبات في الطريق لتحقيق ذلك.

وأفادت رايس بأن أولمرت وعباس اتفقا على الالتقاء مجددا في المستقبل وقالت "آمل أن يلتقي الرئيس (عباس) ورئيس الحكومة (أولمرت) مجدّدًا عما قريب" وأنها تتوقع أن تعود إلى المنطقة في الوقت القريب.

واعتبرت رايس، في مقابلة أدلت بها لصحيفة "هآرتس" التي نشرتها أمس، أن انعقاد القمة هو بحد ذاته نجاح "فالطرفان لم يتحدثا عن أفق سياسي منذ وقت طويل جدا والآن لدينا تعقيدات المرحلة الانتقالية حتى يتم تشكيل الحكومة الفلسطينية".

وقالت "لقد سألوني لماذا لا أنتظر إلى ما بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية وعندها سنعرف ما يوجد أمامنا، لكن إذا أردت انتظار فترة ليست معقدة في الشرق الأوسط فإني لست واثقة إذا كنت سأصعد إلى طائرة في المستقبل".

وحول تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية و"اتفاق مكة" قالت رايس: "لقد قلنا دائما للقيادة الفلسطينية إن الأمر المهم هو احترام قرارات الرباعية الدولية" القاضية بالاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف.

وأضافت أن الولايات المتحدة ستقرر في علاقتها مع الحكومة الفلسطينية الجديدة "عندما نرى ما هي خطوطها العريضة وما الذي تقوله، لكن حتى الآن لم أر أية إشارة إلى أنها تلبي مبادئ الرباعية الدولية".

وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت خائبة الأمل من عباس والعاهل السعودي الملك عبد الله بسبب "اتفاق مكة" قالت رايس "إنني أفهم بشكل مطلق الرغبة والأهمية لتحقيق سلام (داخلي) بين الفلسطينيين لكي لا يقتل فلسطينيون أبرياء، لكن دعنا ننتظر ونرى ما سيحدث".

وأعربت رايس عن اتفاقها مع أولمرت على عدم بحث الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني قضايا الحل الدائم مثل القدس والحدود واللاجئين، وقالت "لن أطلب من أحد أن يعدو فيما علينا أن نسير الهوينى، لأنه إذا طلبنا من الجميع أن يجروا فإن أحدا قد يسقط. وفي خارطة الطريق يوجد كل المواضيع التي يتوجب حلها قبل قيام دولة فلسطينية، لكن خارطة الطريق لا تمنع محادثات حول الغاية حتى بوجود شروط كثيرة لكلا الطرفين قبل الوصول إلى الغاية، والشعب الفلسطيني سيربح إذا رأى أن ثمة غاية وأن الطرفين مستعدان للحديث عنها".

وأعربت رايس عن دعمها لعباس وقالت إنه "ثمة أهمية لمواصلة الاتصالات مع أبو مازن فهو وافق على مبادئ الرباعية الدولية وكرر ذلك فقط قبل عدة أيام ومن المهم التأكيد على أن العلاقات معه لن تتضرر" في إشارة إلى تصريحات مسؤولين في مكتب أولمرت حول عزم رئيس الحكومة الإسرائيلي إعادة النظر في العلاقات مع عباس وربما قطعها إذا لم تلب حماس شروط الرباعية الدولية.

وقالت رايس إن الإدارة الأميركية ستعيد النظر في العلاقة مع حماس إذا استجابت إلى شروط الرباعية الدولية وطبقتها من خلال حكومة الوحدة الفلسطينية.