العدد 25 من "قضايا إسرائيلية": محور عن الأصولية اليهودية

رام الله- صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" العدد 25 من فصلية "قضايا إسرائيلية"، والذي يضم بين دفتيه ملفا خاصا عن المتدينين في إسرائيل، يتناول جوانب عن المؤسسات والنصوص الدينية، وموضوعة التوظيف الصهيوني لليهودية، متطرقا إلى مسار التغيرات التي اعترت ثنائية الديني والقومي في إسرائيل، و"التغذية" المتبادلة فيما بينهما.

تحت عنوان الأصولية الدينية اليهودية وإسقاطاتها المحلية والإقليمية يتناول الباحث د. نهاد علي موضوع تأثير اليهودية المسيحانية على المجتمع الإسرائيلي والمنطقة، هذه الأصولية التي تحرك القوى الاستيطانية اليمينية والتي أنبتت حركة غوش ايمونيم، وفكر الحاخام أبراهام كوك الأب الروحي لحركة الاستيطان اليهودية، كذلك يتوقف عند التمايزات بين الحركات الأصولية الدينية وتوجهات إلى النظام والدولة.

الباحث كمال علي حسان يكتب عن المدرسة التلمودية: اليشيفاه ومكانتها في الدولة والمجتمع الإسرائيلي، حيث تعتبر اليشيفاه أو المدرسة التلمودية من أهم المراكز الدينية التربوية اليهودية في إسرائيل، وهي تخرج آلاف الطلاب اليهود الذين يتفرغون لدراسة التوراة والنصوص الدينية ولهذه المؤسسات أنظمتها الخاصة بها وتشرف عليها المؤسسة الدينية باستقلال ذاتي. يستعرض الكاتب اليشيفاه ودورها ليس فقط بالتأثير على الحياة الدينية اليهودية في إسرائيل بل على المجتمع بأسره.

وفي العدد حوار مع الوزير السابق النائب الحاخام ميخائيل ملكيئور، رئيس لجنة التعليم والثقافة والرياضة في الكنيست. الحوار لم يتناول القضايا السياسية المطروحة بقوة على جدول البحث مثل أزمة الحكومة بعد الحرب والحرب نفسها والفساد، بل تمحور حول طابع الدولة وموقع التيارات الدينية وأحزابها في دولة تحاول أن تسلك سلوكا علمانيا في ما يخص الفرد ودينيا في ما يخص الجماعة، وهو التناقض بين ديمقراطيتها ويهوديتها واعتبار اليهودية دينا وقومية في الوقت نفسه.

د . جوني منصور كتب مقالة عن الأعياد اليهودية مستعرضا أبرز الأعياد والمناسبات اليهودية بدءا برأس السنة العبرية وانتهاء بعيد البواكير (شبوعوت أو العنصرة اليهودي) معتمدا بشكل أساسي على التوراة والمصادر المفسرة لها ومجموعة من الدراسات الصادرة في إسرائيل حول هذه الأعياد، ثم يختار ثلاثة أعياد مركزية تشكل ثقافة المجتمع الإسرائيلي وتطلعاته، وهي الفصح العبري والبواكير والحانوكا ليبين فيها أسس التحولات والتغيرات التي أُحدثت في بعض جوانبها، وتمثلها في الحياة السياسية والاجتماعية في إسرائيل.

ويبحث الكاتب أحمد أشقر في منابت الصهيونية الدينية والتوراتية ويصل الى استنتاج أن اليهودية والصهيونية تتفقان على أنهما ثنائية واحدة في المنطلقات والأهداف، على الأقل، في خمسة محاور، هي: السيطرة على الأرض، الطرد والتهجير وتدمير القرى والمدن، نقاء العِرق، استباحة ممتلكات وحياة الـغوييم، والعنف ضد الآخرين.

ويعود أشقر إلى المصادر اليهودية الدينية ليقرأها بلغتها وبتفسيرها الباطني فيدركها كما يدركونها هم وليس بتأويلها الذي يتناقض أحيانا مع روحها.

د . أمل جمّال ينجز القسم الثاني من دراسة عن أنماط تشكل اللامساواة القومية في إسرائيل، نشر جزءها الأول في "قضايا إسرائيلية 24".

وفي العدد دراسة للدكتور مسعود إغبارية عن الاقتصاد الإسرائيلي بعد الحرب، مصادر القوة والضعف، حيث تركت الحرب الأخيرة في لبنان مضاعفات كثيرة على الاقتصاد الإسرائيلي، وان كانت هذه الدراسة لا تعنى بالتفصيل بالتأثير المباشر للحرب على الاقتصاد الإسرائيلي إلا أنها تتناول مصادر هذا الاقتصاد، الداخل والخارج من أموال، وتفرع الأذرع الاقتصادية الإسرائيلية وارتباطها برأس المال العالمي.

وينشر الكاتب عمر بدرية في هذا العدد جزءا من بحث أعده حول المفاهيم والمبادئ الأمنية التي تميز بها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، العلاقات المتبادلة خلال المرحلة الانتقالية من الحرب إلى السلام، مستقبل هذه العلاقات وأبعادها على مستوى التسوية السياسية.

د. عادل سمارة ينجز قراءة فلسطينية عميقة لكتاب إسرائيلي فكري وفلسفي هو "جدلية الوطن والمنفى - التربية الإسرائيلية والتربية على المنفوية في عهد ما بعد الحداثة" للمفكر ايلان غور زئيف والصادر عن مركز "مدار"، وفيه يطرح غور زئيف نظرية التربية على المنفوية التي تحرر الانسان في مرحلة ما بعد الحداثة من شعارات الوطن والأرض، والدكتور عادل سمارة يناقش هذا الكتاب المهم بقراءة نقدية تحليلية يكشف فيها بواطن القوة والضعف في الكتاب والنظرية على حد سواء.

وفي العدد قراءة أعدها برهوم جرايسي لمجلة اتجاهات جديدة (كيفونيم حداشيم). تصدر مجلة "اتجاهات جديدة" عن الوكالة الصهيونية وهي مجلة دورية نصف سنوية، وقد ضم العدد 15 سلسلة من المقالات التي تعنى بالشأن الصهيوني واليهود في إسرائيل والعالم.

الكاتب برهوم جرايسي يستعرض في قراءته ستة مقالات بارزة، منها ما جعل الحرب الأخيرة على لبنان مدخلا للحديث عن حروب إسرائيل وبتوجهات مختلفة، ومقال مطول عن أول رئيس حكومة إسرائيلية، دافيد بن غوريون، وموقفه من حرب حزيران 1967.

وفي المكتبة 16 عنوانا صدرت باللغة العبرية في نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري، ومعظم هذه الكتب يتناول مجالات مختلفة من المجتمع الإسرائيلي والصهيونية واليهودية.