اختيار غابي أشكنازي رئيسا جديدا لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي

قرّر وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، أن يتولى مدير عام وزارته، اللواء في الاحتياط غابي أشكنازي، رئاسة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، فيما دعا رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، نائب رئيس هيئة الأركان، اللواء موشيه كابلينسكي، إلى البقاء في منصبه وعدم مغادرة الجيش.

وعقد أولمرت وبيرتس اجتماعا يوم الاثنين (22/1) بحثا فيه تعيين أشكنازي رئيسا لهيئة للأركان (الـ19) خلفا لدان حالوتس، الذي استقال يوم الأربعاء الماضي على أثر الفشل في قيادة الجيش أثناء حرب لبنان الثانية.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قواعد تعيين رئيس هيئة أركان الجيش تقضي بأن يختاره وزير الدفاع ويعرض الترشيح على رئيس الحكومة الذي يقرّ الترشيح ومن ثم تبحثه "اللجنة العليا للتعيينات في المناصب الرفيعة"، والتي يترأسها قاضي المحكمة العليا المتقاعد يعقوب تيركل، وهذه بدورها تقر بشكل نهائي تعيين المرشح في رئاسة الأركان.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن أولمرت يعتزم طرح تعيين أشكنازي رئيسا لهيئة الأركان خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي يوم الأحد المقبل.

ونقلت عن مصادر مقربة من أولمرت قولها إن معظم المسؤولين الإسرائيليين الذي استشارهم أولمرت في الأيام الماضية، وبينهم رؤساء حكومات ورؤساء أركان ووزراء دفاع سابقون، أوصوا أمامه بتعيين أشكنازي رئيسا لهيئة الأركان.

كذلك طالبت الشخصيات التي استشارها أولمرت بأن يقنع كابلينسكي بالبقاء في منصبه نائبا لرئيس الأركان من أجل منع زعزعة قيادة الجيش الإسرائيلي.

وأجرى أولمرت محادثة هاتفية مع كابلينسكي أثنى خلالها على قراره بسحب ترشيحه لمنصب رئيس الأركان. وأوضح كابلينسكي في رسالة بعث بها لبيرتس أن سحب ترشيحه جاء لمنع نشوء وضع معقد في حال اختياره رئيسا للأركان فيما لم تنهِ لجنة فحص أداء الحكومة والجيش في حرب لبنان برئاسة القاضي إلياهو فينوغراد عملها ولم تقدم تقريرها بعد.

وتشير تقديرات إلى أن لجنة فينوغراد ستحمل كابلينسكي مسؤولية عن بعض الإخفاقات العسكرية خلال الحرب، على خلفية منصبه الرفيع في قيادة الجيش وعلى ضوء تعيينه قائدا مرافقا لقائد الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أودي آدم، خلال الحرب. ويذكر أن آدم قدم استقالته بمجرد انتهاء حرب لبنان الثانية في أواسط آب الماضي.

من جهة ثانية أفادت صحيفة "هآرتس" بأن كابلينسكي طالب في رسالته بإرجاء تعيين رئيس للأركان إلى حين انتهاء لجنة فينوغراد من عملها وتقديم تقريرها ليتسنى له ترشيح نفسه لرئاسة الأركان.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أشارت قبل شهور إلى أن أشكنازي وكابلينسكي هما أقوى المرشحين لمنصب رئيس الأركان في حال استقالة حالوتس وأن ضباطا كبارا في الجيش الإسرائيلي يرجحون اختيار أشكنازي للمنصب خصوصا في ضوء عدم ضلوعه في حرب لبنان الثانية.

رئيس هيئة الأركان الجديد

يبلغ غابي أشكنازي من العمر 53 عاما وكان والده هاجر لإسرائيل من أوروبا بعد أن تعرّض لملاحقات النازية فيما والدته هاجرت إلى إسرائيل من سورية في صباها.

درس أشكنازي المرحلة الثانوية في مدرسة عسكرية في تل أبيب والتحق في العام 1972 بالجيش الإسرائيلي وتجند للواء غولاني وشارك في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 وكان أحد أفراد الكوماندو الإسرائيلي الذي نفذ عملية عنتيبي في أوغندا على أثر خطف طائرة إسرائيلية واحتجاز ركابها.

وأصيب أشكنازي بجروح في يده ورجله خلال الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1978 والمعروف باسم "عملية الليطاني"، وعندما عاد إلى صفوف الجيش تم تعيينه قائدا للكتيبة 51 التابعة للواء غولاني.

وأصبح أشكنازي نائبا لقائد لواء غولاني أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982 وكان كابلينسكي تحت إمرته في حينه.

ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى أصبح أشكنازي قائدا للواء غولاني ودافع عن جنوده الذين اتهموا بالتنكيل بمواطنين فلسطينيين.

لكن معظم سنوات الخدمة العسكرية قضاها أشكنازي في لبنان أثناء الاحتلال الإسرائيلي حيث كان ضابطا في قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي، وفي العام 1998 بعدما حصل على رتبة لواء تم تعيينه قائدا للجبهة الشمالية وأشرف على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيار/مايو 2000.

وانتقد أشكنازي رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، إيهود باراك، بسبب قراره سحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بشكل أحادي الجانب، وحذر من عواقب انسحاب كهذا يتم من دون عقد أي اتفاق ما أثار توترا في العلاقات بينه وبين باراك.

واتهم أشكنازي بالمسؤولية عن أسر حزب الله ثلاثة جنود إسرائيليين في هجوم نفذه مقاتلو الحزب في منطقة مزارع شبعا في تشرين الأول/ أكتوبر 2000 لكن لجنة عسكرية برأته من هذه التهمة.

وفي العام 2002 تم تعيين اشكنازي نائبا لرئيس الأركان موشيه يعلون وتم إطلاق عدة ألقاب عليه بينها "مدير عام الجيش الإسرائيلي" و"البلدوزر"، وذلك على خلفية مساهمته في بناء قوة الجيش الإسرائيلي.

وخسر أشكنازي رئاسة هيئة الأركان في أيار/ مايو 2005 بعدما قرر رئيس الوزراء أريئيل شارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز عدم تمديد فترة ولاية يعلون بسنة رابعة إضافية على رأس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي كما هو متبع وتعيين قائد سلاح الجوّ، دان حالوتس، رئيسا للأركان على خلفية العلاقة الحميمة بين حالوتس وشارون.

وغادر أشكنازي صفوف الجيش في أعقاب ذلك.

وخلال حرب لبنان الثانية عيّن وزير الدفاع بيرتس اللواء في الاحتياط أشكنازي مديرا عاما لوزارة الدفاع. وراجت أنباء عندها مفادها أن هذا التعيين الذي بادر إليه بيرتس كانت غايته منع حالوتس من اتخاذ قرارات عسكرية مستغلا افتقار بيرتس للخبرة العسكرية. ولذلك فإن اختيار بيرتس لأشكنازي رئيسا للأركان لم يكن مفاجئا.

وبحسب تقارير صحافية إسرائيلية فإن أمام أشكنازي مهام صعبة في الفترة القادمة أهمها إعادة ترميم الجيش في أعقاب إخفاقات برزت بوضوح أثناء حرب لبنان الأخيرة.