نتنياهو: إسقاط حكومة حماس يجب أن يكون هدفا أول

حدّد رئيس المعارضة الإسرائيلية، زعيم حزب "الليكود" اليميني بنيامين نتنياهو، ثلاث مهمات رئيسة طالب الحكومة الإسرائيلية بمنحها الأولوية، أولاها العمل على فرملة المشروع النووي الإيراني من خلال قيادة حملة دولية لنزع الشرعية عن النظام في طهران ولمحاكمة الرئيس أحمدي نجاد، ثم إسقاط حكومة "حماس" قبل الشروع في اتصالات مع الجهات الفلسطينية المعتدلة، وترميم الردع الإسرائيلي من خلال بناء "القوة الضاربة".

وكرس نتنياهو، الذي تتوجه استطلاعات الرأي إلى اعتباره رئيسا للحكومة الإسرائيلية المقبلة، حيزا كبيرا من خطابه السنوي في "مؤتمر هرتسليا" السابع الذي ينظمه "المعهد المتعدد المجالات"، لـ "الخطر الإيراني"، طارحا رؤيته لفرملة المشروع النووي. ودعا المجتمع الدولي الى اتخاذ إجراءات فعلية لمواجهة "التهديد الإيراني"، وقال: "أدعو العالم الذي لم يوقف الكارثة التي حلت بالشعب اليهودي على يد ألمانيا النازية، لأن يوقف استثماراته في إيران للحيلولة دون إبادة الشعب (اليهودي)". وأضاف أنه ينبغي العمل على تشكيل أوسع جبهة دولية لمواجهة التهديد الإيراني "رغم ان أحدا لن يناصر اليهود إذا لم يناصروا هم أنفسهم".

وأشار نتنياهو الى أنه وعددا من رفاقه باشروا أخيرا اتصالاتهم مع جهات دولية مختلفة لتقديم الرئيس الإيراني الى القضاء الدولي "كمجرم حرب على خلفية دعواته لإبادة شعب". وأضاف انه يمكن تجنيد جهات دولية "تدعم هذا الجهد الصغير ذا المغزى الكبير الذي سيكشف للجميع النظام الإيراني بكامل قبحه ويهيئ القلوب لنبذه". وتابع انه يلمس أن مبادرته تلقى تجاوباً واسعاً انعكس، ضمن أشياء كثيرة، في لقاءاته أعضاء السلك الدبلوماسي في إسرائيل وعقد مؤتمر في نيويورك في هذا الصدد بمشاركة رجال قانون دوليين وآخرين، مضيفا انه سيحل ضيفا على البرلمان البريطاني للغرض ذاته. وزاد ان الجهد الآخر يجب أن ينصب في المستوى الاقتصادي من خلال قيام دول وجهات اقتصادية مؤثرة بفرض عقوبات "طوعية" من دون انتظار قرار لمجلس الأمن بهذا الشأن، "تماما كما تجندت منظمات وشركات دولية مختلفة ضد نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا".

ودعا نتنياهو الشركات الاقتصادية العالمية الرائدة، وعلى رأسها صناديق التقاعد الرائدة في الولايات المتحدة التي تهيمن على جزء كبير من الاقتصاد الكوني وتستثمر في 70 شركة لها علاقات تجارية مع إيران، الى سحب استثمارها في هذه الشركات، "ما سيشكل رافعة ضغط هائل على النظام الإيراني".

وأضاف انه ينبغي على إسرائيل إحداث زخم في هذه المسألة في الولايات المتحدة، وتحديدا من خلال دعم المرشحين للرئاسة الأميركية، وطرحها على الرأي العام اليهودي وغير اليهودي هناك وفي الإعلام ومجلسي النواب والشيوخ والبيت الأبيض وكل المؤسسات الاقتصادية الكبرى وعموم الشعب في أميركا. وأضاف انه عندما تبدأ العقوبات "تتدحرج ككرة الثلج" فسيكون لها مفعول كبير على الشعب في إيران، اذ سيشرع في محاسبة الذات ويسأل نفسه هل يجدر أن تكلفه "نزوات احمدي نجاد وأفكاره غريبة الأطوار" عقوبات اقتصادية لا تحتمل. ورأى ان "بوادر أولية" في هذا الاتجاه "نسمعها في إيران هذه الأيام"، في إشارة الى ما نشر عن خلاف في الرأي بين آية الله علي خامنئي والرئيس نجاد في شأن سياسة إيران النووية. وأضاف أن صعود قوى عقلانية للحكم في إيران، جراء حملة ضغوط دولية، قد يعيد إيران الى الأسرة الدولية، كما حصل مع جنوب أفريقيا وصربيا.

وتطرق نتنياهو إلى الموقف الإسرائيلي الرسمي القاضي بألا تظهر إسرائيل رأس حربة في مناهضة المشروع الإيراني، وقال إن هذا الموقف ينسحب "في بعض الأمور المتعلقة بوسائل الدفاع الذاتي"، لكنه أضاف ان ذلك لا ينفي قيام الحكومة في إسرائيل بقيادة حملة دبلوماسية دولية على إيران توجهها الى الجهات المؤثرة في الولايات المتحدة.

وزاد أنه خلافا للعام 1938 "حين لم يقف أحد مع اليهود في مواجهة النظام النازي، نقف اليوم بعد أن أصبحت لنا دولة، لنواجه اللاسامية الإيرانية، ولدينا القدرة لفرملة إيران". وتابع: "هذه هي المهمة الرئيسة لأن نجاحنا سيقلص تهديدات أخرى تلقائيا، فحزب الله وحماس التابعان لإيران، سيجدان نفسيهما في عزلة، ضعيفين ومحشورين في الزاوية لأن تجفيف الجذور يسقط الأوراق... و(الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله في مثل هذه الحال لن يصمد من دون الدعم الإيراني بالسلاح والمال... كذلك ستتضعضع حكومة حماس من دون الأموال الإيرانية ويصبح إسقاطها أسهل".

وتابع نتنياهو أن إسقاط حكومة "حماس" يجب ان يكون "هدفنا الأول في علاقاتنا مع الفلسطينيين، وليس إجراء مفاوضات... لأنه فقط من شأن إسقاط حكومة حماس أن يتيح صعود الفلسطينيين الأكثر اعتدالا إلى الحكم، وعندها يمكن إقامة علاقات سلام وحسن جوار معهم على أساس الأمن والتبادلية ونبذ هدف القضاء على الصهيونية". وزاد: "إننا نسمع اليوم عن مواصلة التحضيرات عندنا لخطة الانطواء التي ستقرب مدى سقوط القذائف الى قلب إسرائيل. وأنا اسأل هل يعقل أن يعاد الحديث عن انسحابات أحادية الجانب بعد أن تسبب فشلها في صعود قوى إسلامية راديكالية الى الحكم وتقريب مدى الصواريخ الفلسطينية من إسرائيل؟".

وتطرق نتنياهو باقتضاب الى تداعيات الحرب على لبنان، وقال إن الجنود "كانوا رائعين" وقاموا بواجبهم على أتم وجه، في انتقاد مبطن الى القيادتين العسكرية والسياسية. وأضاف أنه ينبغي العمل الآن على تقوية الجيش "وأنا واثق بأن الجيش سيعرف كيف سيصحح الأخطاء... والتحقيقات الجارية هي مؤشرات قوة لا ضعف... ثمة عبر يجب استخلاصها وثمة حاجة لاتخاذ قرارات صعبة وصحيحة وتطبيقها". وزاد ان ترميم قدرات الردع وبناء "القوة الضاربة" لإسرائيل لتواجه تحديات القرن الحادي والعشرين يحتاجان موازنات هائلة لا بد أن يوفرها النمو الاقتصادي المتسارع. وأضاف ان العظَمة العسكرية مرتبطة بقوة الاقتصاد، وقوة دولة تقاس أولا وقبل قوتها العسكرية بمتانة اقتصادها، وعليه فإن مواصلة دفع النمو الاقتصاد الإسرائيلي (بوتيرة 6 – 8 في المائة سنويا) شرط أساسي وضمانة لأمننا ولمناعتنا القومية".

من جانبه، قال الخبير الأميركي في العلاقات الدولية، مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون آسيا سابقا، ستانلي روث، ان لمواصلة النشاط النووي لكوريا الشمالية تأثيرا على الشرق الأوسط وتحديدا على أمن إسرائيل. وأضاف في محاضرة ألقاها في "مؤتمر هرتسليا" أن العقوبات الدولية التي فرضت على بيونغ يانغ لم تنجح في تغيير الوضع فيما يواصل الرئيس الكوري مخططه من دون عائق. وتوقع ان تنجح كوريا الشمالية في المستقبل في إنتاج مواد انشطارية "وقد تضطر الى بيعها نظرا الى أزمتها الاقتصادية، وستكون لذلك انعكاسات خطيرة على السلام في المنطقة"، مشيرا الى أن ثمانية كيلوغرامات كفيلة بإنتاج قنبلة نووية و"مثل هذه الكمية يمكن تهريبها بسهولة". وتابع ان كوريا الشمالية سبق ان باعت مواردها الأخرى "ولا أرى سببا يحول دون تصديرها مواردها النووية، وهذا خطر جدي على سلامة إسرائيل والعالم بأسره، اذ يكفي بيع كمية صغيرة للتسبب في كارثة".

وأكد روث أن لا حل عسكريا حاليا لوقف المشروع النووي الكوري لأن قوة الولايات المتحدة العسكرية مستغلة الى أقصى حد على جبهات أخرى، فضلا عن ان عملا عسكريا أميركيا لا يحظى بدعم دولي. وزاد ان الولايات المتحدة لا تملك الآن أدوات دبلوماسية لإقناع كوريا الشمالية بالتراجع عن مشروعها في غياب دعم روسي وصيني لهذا الموقف.

وزاد ان فشل المجتمع الدولي في وضع آلية تردع كوريا الشمالية يشجع إيران على مواصلة سياستها الحالية وتحديها رغم تهديدات مجلس الأمن ودول الغرب. وختم ان ليس أمام واشنطن الآن سوى إجراء حوار مباشر مع كوريا الشمالية في محاولة لإقناعها بالعدول عن طموحاتها النووية.