الجيش الإسرائيلي يواصل التنكيل بالفلسطينيين في قرى جنوب الخليل

استمرارًا لعدد من الرسائل التي وجهتها جمعية حقوق المواطن في إسرائيل إلى كل من المدعي العام العسكري والمستشار القانوني للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية والمستشار القضائي في الشاباك، قام الباحث فراس علمي من جمعية حقوق المواطن مؤخرًا بإرسال رسالة مستعجلة إضافية إلى هذه الجهات، وذلك في أعقاب تواصل الممارسات والانتهاكات الخطيرة بحق سكان قرى منطقة جنوب الخليل. وقد طلب فيها الباحث من المسؤولين اتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية من أجل توقيف عناصر الجيش عن التنكيل بالفلسطينيين في قرى الخليل الجنوبية.

ويستشهد الباحث في رسالته بما حدث مع المواطن خليل مسعف من قرية الكرمل، الذي اقتحم الجيش بيته في تاريخ 17.1.07 بعد منتصف الليل، إذ طوّقت قوات الجيش بيته الذي يسكنه 10 أشخاص، منهم 4 أطفال أكبرهم في السادسة. ومن ثم اقتحم عددٌ من عناصرهم بيت مسعف بعد أن ألقوا الحجارة باتجاه البيت بشكل مكثّف. ويقول خليل مسعف (60 عامًا) إن الجنود قاموا بضرب أفراد من العائلة بشكل عنيف وفظ، ومن بين المصابين أبناه الكبيران محمد (15 عامًا) ومحمود (14 عامًا).

هذا وقد رافق الجنود ممثلون عن الشاباك، عُرف أحدهم باسم "كابتن زوهر"، والذي قال لأفراد العائلة بشكل مهين: "جئت لأربيكم من جديد". ومن ثم أجبر الجنود جميع أفراد العائلة على الخروج من البيت والانتظار في البرد والمطر ساعتين ونصف الساعة.

ويذكر الباحث في رسالته أنّ الجنود تعاملوا مع هذه العائلة بصورة عنيفة كلاميًا وجسديًا وانتهكوا أبسط الحقوق الأساسية بالكرامة والعيش بأمان، مما أثار الخوف في قلوب الأطفال والنساء. وقبل خروجهم، أعطى الكابتن زوهر خليل مسعف دعوة خطية ليقابله هو وأولاده الكبار في مكتب التنسيق والارتباط للجيش الاسرائيلي.

يذكر أن أفراد العائلة، وعند رجوعهم إلى البيت، فوجئوا بأن الجنود ألحقوا ضررًا جسيمًا في البيت، فقد كسروا زجاج النوافذ والأثاث والتلفاز وغيرها. وفي تاريخ 18.1.07 استمر مسلسل التهديد والترهيب من قبل ممثل الشاباك هاتفيًا بعد أن هدد أفراد العائلة بتدمير حياتهم وقلبها رأسًا على عقب إذا لم يمتثلوا عنده في مكتبه. وفي تاريخ 22.1.07، نفذ ممثل الشاباك تهديده بحق العائلة بعد أن قام هو وأفراد الجيش الإسرائيلي بعملية اقتحام أخرى للمنزل بصورة عنيفة، متجاهلين جميع الأعراف الدولية والقوانين الإنسانية، ومنتهكين حرمة البيت وأصحابه بصورة وحشية. وفي نهاية الاقتحام تم القبض على الأب وثلاثة من أبنائه وكبلوهم وأخرجوهم في جيب عسكري، ومن ثم ألقوا بهم في الشارع بجانب مفرق الفوار في ساعة متأخرة من الليل. هذا وقد استمر ممثل المخابرات بتهديداته وترهيبه للعائلة بصورة يومية عبر الهاتف.

وفي نهاية رسالته طلب فراس علمي التوقف الفوري عن أعمال العنف الممارسة ضد العائلة والتحقيق في الأحداث التي واجهتها، والأشخاص الذين يقفون خلف هذه الأعمال واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة وفتح تحقيق جنائي في كل ما جرى. وأكد في نهاية رسالته أن هذه الممارسات تعتبر انتهاكًا فاضحًا لحق الإنسان في العيش بكرامة وبأمان داخل منزله، وأن هذه الممارسات تتعارض بشكل واضح مع القانون الدولي الانساني والأعراف الدولية التي يقوم الجيش الاسرائيلي مرة بعد الأخرى بضربها بعرض الحائط.