نزعات انغلاق وعداء حيال العرب والفلاشا في صفوف المهاجرين اليهود من دول الاتحاد السوفياتي السابق

* الشرطة الإسرائيلية تحتل المكان الأول في قائمة المؤسسات الإسرائيلية التي تمارس التمييز ضد المهاجرين اليهود *

أظهر بحث إسرائيلي جديد أجري بمبادرة من مؤسسة "جوينت إسرائيل" أن أكثر من 90 بالمائة من المهاجرين اليهود من دول الاتحاد السوفياتي السابق لا يزالون يتكلمون اللغة الروسية في منازلهم. وفيما قال 82 بالمائة من المهاجرين الشباب إنهم راضون عن عملية استيعابهم في إسرائيل انخفضت نسبة الراضين عن هذا الاستيعاب في صفوف الأكبر سنًّا إلى 64 بالمائة. وقال 74 بالمائة من المهاجرين الشبان إنهم ما كانوا يترددون الآن في الهجرة إلى إسرائيل، في حين بلغت نسبة الذين قالوا الأمر نفسه في صفوف الأكبر سنًّا 66 بالمائة.

من ناحية أخرى أظهر هذا البحث أن هناك عدم ثقة عالية لدى هؤلاء المهاجرين حيال الشرطة والمحاكم وأنّ هناك نزعات تقوقع ثقافي واجتماعي ونزعات عدائية حيال العرب واليهود الأثيوبيين (الفلاشا). وتزداد نزعات التقوقع والانغلاق في صفوف المهاجرين الشباب أكثر مما هي عليه في صفوف الأكبر سنًّا.

وقد استند البحث، الذي أجراه البروفيسور إليعيزر ليشم، من الجامعة العبرية في القدس، إلى مقابلات أجريت مع حوالي ألف مهاجر يهودي من دول الاتحاد السوفياتي السابق، يسكنون في مدن واقعة في الضواحي. وتم تقسيم المشاركين في البحث إلى مجموعتين بحسب السنّ: الأولى ضمّت أبناء 18-29 عامًا والثانية ضمّت أبناء 30 عامًا فما فوق. وقد برز الفارق الأكثر حدّة بين المجموعتين في موضوع معرفة اللغة العبرية. فقد قال حوالي 90 بالمائة من أعضاء المجموعة الأولى، الشباب، إنهم متمكنون بصورة تتراوح بين جيدة وممتازة في تكلم العبرية وقراءتها والكتابة بها، في حين هبطت النسبة بين الأكبر سنًّا في هذا الصدد إلى حوالي 40 بالمائة. ومع ذلك فقد قال أكثر من 90 بالمائة من أعضاء المجموعتين إن اللغة المستعملة في منازلهم هي اللغة الروسية، كما أشرنا سابقًا.

من ناحية أخرى احتلت الشرطة الإسرائيلية المكان الأول في قائمة المؤسسات الإسرائيلية التي تمارس التمييز ضد المهاجرين (51 بالمائة بين الشباب و69 بالمائة بين الأكبر سنًّا) وتليها المحاكم (36 بالمائة بين الشباب و56 بالمائة بين الأكبر سنًا) ووسائل الإعلام العبرية (43 بالمائة بين الشباب و52 بالمائة بين الأكبر سنًّا) ووزارة الاستيعاب (18 بالمائة بين الشباب و34 بالمائة بين الأكبر سنًّا). وحلّ الجيش الإسرائيلي في المكان الأخير في قائمة المؤسسات الإسرائيلية التي تمارس التمييز ضد المهاجرين (16 بالمائة بين الشباب و25 بالمائة بين الأكبر سنًّا). ورغم هذا الشعور بشأن التمييز ضدهم قال 82 بالمائة بين المهاجرين الشباب و83 بالمائة بين المهاجرين الأكبر سنًّا إنهم "يشعرون بأنهم جزء من دولة إسرائيل ومشاكلها".

كما بيّن البحث أن 90 بالمائة من المهاجرين الشباب يقطنون في أحياء خاصة بالمهاجرين الجدد مقابل 75 بالمائة من المهاجرين الأكبر سنًّا. وهناك تحفظ عال لدى أبناء المجموعتين من إقامة علاقات اجتماعية مع اليهود الأثيوبيين ومع السكان العرب.

أما بالنسبة لعلاقة هؤلاء المهاجرين مع الإسرائيليين القدامى فقد أظهر البحث أن نصف المهاجرين الشباب يلتقون مع إسرائيليين قدامى مقابل 15 بالمائة من المهاجرين الأكبر سنًّا. كما أظهر أن 13 بالمائة فقط من المهاجرين الشباب متزوجون من إسرائيليين أو إسرائيليات مقابل 40 بالمائة بين المهاجرين الأكبر سنًّا. وقال 59 بالمائة من المهاجرين الشباب إنه لا يوجد أي إسرائيلي ضمن قائمة أفضل خمسة أصدقاء لهم مقابل 81 بالمائة قالوا الأمر نفسه بين المهاجرين الأكبر سنًّا.

وقال مدير عام مؤسسة "جوينت إسرائيل"، أرنون منطبر، لصحيفة "هآرتس"، إن نتائج البحث توجب البحث عن طرق سريعة لمعالجة ظواهر العداء العرقي بين صفوف المهاجرين، كما توجب التمحور في تحسين معرفة اللغة العبرية داخل صفوفهم.

Terms used:

جوينت, هآرتس