سكان مركز إسرائيل يعيشون سنوات أطول من سكان الضواحي

يعيش سكان مناطق المركز في إسرائيل سنوات أطول مما يعيش سكان مناطق الضواحي- هذا ما يتضّح من معطيات تم عرضها على "مؤتمر سديروت الاجتماعي" الذي عقد مؤخرًا بمبادرة من كلية سابير الأكاديمية.

وقال البروفيسور دوف تشيرنيحوفسكي، الخبير في اقتصاد سياسة أجهزة الصحة في "جامعة بن غوريون" في بئر السبع، إن السبب الواقف خلف ذلك بسيط جدًا، وهو أن لدى سكان مناطق المركز أموال أكثر يستطيعون بواسطتها أن يؤمنوا حياة أطول لأنفسهم.

وبحسب المعطيات، التي عرضها البروفيسور تشيرنيحوفسكي، فإن سكان تل أبيب والقدس، مثلاً، يعيشون أكثر من سكان بئر السبع بحوالي ثلاث سنوات. ويبلغ متوسط سنوات العمر في منطقة تل أبيب 5ر79 سنة، وفي منطقة القدس 1ر80 سنة، بينما يبلغ في منطقة بئر السبع 77 سنة فقط. أما متوسط سنوات العمر في إسرائيل عمومًا فقد بلغ (بحسب معطيات العام 2005) 7ر79 سنة (6ر77 سنة للرجال و8ر81 سنة للنساء).

ويؤكد الخبير ذاته أن كل شيء يبدأ وينتهي بالمال. ولأنه يعيش في مناطق مركز البلاد، عمومًا، مواطنون من طبقة اجتماعية- اقتصادية أكثر ثراء من الذين يعيشون في مناطق الضواحي فإن لذلك تأثيرًا مباشرًا على متوسط سنوات عمرهم. ومضى في توضيح ذلك يقول: "الإنسان الذي وضعه الاقتصادي جيد يسمح لنفسه باقتناء أدوية جديدة وأفضل، ويحصل على خدمات علاجية باهظة الثمن وبذا فإنه يعيش سنوات أطول. أما الإنسان المنتمي إلى طبقات اجتماعية- اقتصادية متوسطة أو دنيا فإنه يحصل بشكل عام على أدوية ليست من الطراز الأول ولا يتلقى إلا الخدمات العلاجية الأساسية ولذا فإنه ينهي حياته قبل الإنسان الثريّ".

لكن هذا الخبير يتهم بذلك الجهاز الصحي أيضًا. وبحسب ما يقول فإن سكان المركز قريبون من مراكز طبية أفضل، في حين أن الخدمات الصحية العمومية التي يتلقاها سكان مناطق الضواحي هي في مستوى أدنى. وبرأيه فإن هناك ديناميكية من كرة الثلج بين الأوضاع الاقتصادية والأداء الجسماني والأوضاع الصحية، والفجوات آخذة في الاتساع لأن الذي يحصل على علاجات أكثر نوعية هو أكثر إنتاجًا وفعالية وأشد وعيًا للتغذية الصحية والرياضة وشعوره أفضل، وفي التحصيل الأخير فإنه يدرّ دخلاً أكبر. والذي على النقيض من كل ذلك يصبح أقل إنتاجًا. ولعل النموذج الأفضل لهذا الوضع هو معالجة مرض الإيدز. ويقول الخبير نفسه في هذا الشأن: "من المعروف أنه يمكن الآن قهر هذا المرض بواسطة شراء أدوية باهظة الثمن. ومن لا يملك المال لشراء هذه الأدوية يقهره المرض".

ويتوقع تشيرنيحوفسكي أن تتسع الفجوات في متوسط سنوات العمر في المستقبل، إذا لم يحصل تغيير جذري في المفهوم السائد. وهذا يشكل، برأيه، خطرًا على إسرائيل. وثمة دول، مثل بريطانيا والولايات المتحدة، باتت واعية لهذا الأمر وتتبع نهج التمييز التصحيحي. أما في إسرائيل فإن الأموال في الجهاز الصحي تصل إلى مناطق المركز والقدس وتبقى عالقة هناك.