أولمرت يعد الفلسطينيين بـ"إطلاق أسرى وقيام دولة" مقابل "التنازل عن حق العودة"

وعد رئيس الحكومة الإسرائيلي، إيهود أولمرت، الفلسطينيين خلال خطاب ألقاه بعد أقل من 48 ساعة على دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع الطرف الفلسطيني حيّز التنفيذ، بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط وتمكينهم من إقامة دولة فلسطينية "ذات تواصل جغرافي في الضفة" مقابل "تنازل الفلسطينيين عن حق العودة للاجئين".

جاء خطاب أولمرت خلال مراسم إحياء ذكرى رئيس حكومة إسرائيل الأول دافيد بن غوريون وزوجته بولا الذي أقيم يوم الاثنين 27/11/2006 عند قبرهما في كيبوتس "سديه بوكير" في النقب بجنوب إسرائيل.

وقال أولمرت مخاطبا الفلسطينيين إنه "إذا تشكلت عندكم حكومة جديدة تكون ملتزمة بتنفيذ مبادئ الرباعية الدولية" القاضية بالاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف "وتطبق خارطة الطريق وتعمل على إطلاق سراح شليط فإني سأقترح على (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن الالتقاء فورا بهدف إجراء حوار حقيقي ومفتوح وصادق وجدي بيننا وبينكم".

وأضاف أولمرت أنه "في إطار الحوار وبموجب خارطة الطريق ستتمكنون من إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة مع تواصل جغرافي في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) وستتمتع هذه الدولة بسيادة كاملة مع حدود محددة".

وتابع أولمرت أنه "في هذا الإطار سيتم ترسيم حدود دولة إسرائيل بموجب ما ذكره الرئيس بوش في رسالته لرئيس الحكومة (السابق) أريئيل شارون يوم 14 نيسان 2004".

وتقضي رسالة بوش التي عرفت باسم "رسالة الضمانات" بأن تأخذ أية مفاوضات مستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين حول الحل الدائم بالحسبان "التغييرات الديمغرافية" في الضفة الغربية وضم الكتل الاستيطانية الكبرى لإسرائيل.

وشدّد أولمرت على عدم نيته الانسحاب إلى حدود حزيران 1967 بموجب القرارات الدولية وقال إن "هذه الحدود ستكون مختلفة عن المناطق الخاضعة اليوم لسيطرة دولة إسرائيل" في إشارة إلى ضم الكتل الاستيطانية، التي أصبح جزء كبير من الجدار العازل يحيط بها.

وتطرق أولمرت إلى قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وقال للفلسطينيين "إنني أدرك الأهمية التي تولونها عندكم في المجتمع الفلسطيني لقضية الأسرى.

"وأنا أعلن أنه مع إطلاق سراح شليط سالما معافى وعودته إلى عائلته ستكون حكومة إسرائيل مستعدة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين كثيرين وبينهم هؤلاء الذين حكموا لفترات طويلة من أجل زيادة الثقة بيننا ومن أجل أن أثبت بأن يدنا فعلا ممدودة لسلام حقيقي".

واستطرد أولمرت "لقد قلت ذلك قبل اختطاف جلعاد شليط ولم أغيّر رأيي وأعلم أن عددا كبيرا من العائلات الفلسطينية تنتظر هذه اللحظة التي يعود فيها أقرباؤهم إلى البيت وهذا اليوم قد يكون قريبا جدا".

وقال أولمرت إن "وقف أعمال الإرهاب والعنف ستمكننا من أن نقترح عليكم سلسلة طويلة من الخطوات التي سيتم تنفيذها بالتنسيق بيننا من أجل التسهيل على الجمهور الفلسطيني وتحسين جودة حياته التي جرى المس بها كثيرا بسبب حاجتنا إلى اتخاذ خطوات دفاعية في وجه الإرهاب الذي تمارسونه".
ووعد أولمرت الفلسطينيين أيضا "بتقليص الحواجز (العسكرية) على الطرقات بشكل كبير وزيادة حرية التنقل في الأراضي الفلسطينية وسنسهل حركة الأفراد والبضائع في كلا الاتجاهين وسنحسن عمل المعابر الحدودية في قطاع غزة وسنحرر أموالكم المحتجزة بأيدينا من أجل تخفيف الضائقة الإنسانية التي تثقل على الكثيرين منكم".

وعرض أولمرت على الفلسطينيين مساعدتهم "في بلورة خطة لترميم اقتصادي في قطاع غزة والضفة الغربية وبإقامة مناطق صناعية بالاشتراك مع المجتمع الدولي لتوفير أماكن عمل لكسب الرزق والعيش بكرامة من دون أن يبقوا متعلقين بالعمل في دولة إسرائيل، وسنتلقى مساعدة من الدول العربية المجاورة التي تسعى لحل الصراع بيننا بطرق سلمية وهي المملكة الأردنية ومصر والمملكة العربية السعودية ودول الخليج من أجل دعم المفاوضات المباشرة بيننا ولتساهم بتجربتها".

وقال أولمرت إن "الأصوات التي سمعناها من هذه الدول حول ضرورة الاعتراف بدولة إسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها، مثل أجزاء في مبادرة السلام السعودية، هي ايجابية، وأعتزم بذل جهود من أجل دفع العلاقة مع هذه الدول وتعزيز دعمها للمفاوضات الثنائية والمباشرة بيننا وبين الفلسطينيين".

وأضاف "إنني أتابع بتقدير بالغ المحاولات الجادة من جانب هذه الدول لوقف العنف في المنطقة وأحترم رغبتها الصادقة في إنشاء أجواء جديدة بيننا وبينكم بهدف المساعدة في حل الصراع بيننا".

وفي مقابل كل ذلك طالب أولمرت الفلسطينيين بالتنازل عن حق العودة قائلا "إنكم ملزمون بوقف العنف والإرهاب والرغبة في المس بمواطني دولة في الجنوب والوسط والشمال والاعتراف بحقنا في السلام والأمن إلى جانبكم والتنازل عن المطلب بتطبيق حق العودة".