"على بيرتس أن يقيل حالوتس"

دعت صحيفة "هآرتس"، في مقالها الافتتاحي يوم الثلاثاء 14/11/2006، إلى إقالة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، دان حالوتس. وقالت إنه إذا كان حالوتس نفسه لا ينوي الاستقالة فعلى وزير الدفاع، عمير بيرتس، أن يوصي الحكومة بإقالته. في الوقت نفسه واصل المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" المطالبة باستقالة حالوتس وبيرتس معًا.

وجاء في مقال "هآرتس" الافتتاحي، الذي حمل عنوان "مع جيش كهذا لا يمكن التهديد"، أن نتائج التحقيق الذي أجراه الطاقم الخاص برئاسة الجنرال (احتياط) دورون ألموغ، والتي تمّ الكشف عن جزء منها فقط، هي شهادة إضافية على ما يتكشف منذ الحرب حول أوضاع الجيش الإسرائيلي. وهناك فجوة غير قابلة للجسر بين التصريحات التهديدية التي تطلقها الحكومة حيال إيران وبين الوهن الذي يبثه الجيش الإسرائيلي. دائمًا يمكن تفسير أخطاء وحوادث في إخفاقات محلية، لكن عندما تتراكم الأخطاء والحوادث فإن ذلك يخلق صورة مرعبة.

ومضت تقول: إذا كان نصف جنرالات هيئة الأركان العامة يعتقدون بأن رئيس هيئة الأركان العامة يجب أن يستقيل، فمن غير الواضح ما الذي ينتظره وزير الدفاع. إذا لم يستقل دان حالوتس بإرادته فعلى عمير بيرتس أن يوصي الحكومة بإقالته. مع جيش كهذا يستحيل "تخويف إيران"، حسبما قال إيهود أولمرت، عندما سافر لزيارة الولايات المتحدة.

وأكدت الصحيفة أن سياسة الجلد السميك التي يتبعها حالوتس ليست شأنه الشخصي. وإذا كان مفهوم المسؤولية لديه قد تشوّش وإذا لم يكن قد رأى سببًا لاستقالة قائد لواء الجليل، حتى بعد أن أوصى طاقم التحقيق بذلك، فإن في ذلك علامة على أنه لا يفهم وظيفته. وتساءلت: ما هي مسؤولية رئيس هيئة الأركان العامة إذا لم يكن مسؤولاً عن وصول الجنود إلى جيش الاحتياط غير مدربين وغير مؤهلين من ناحية عملياتية؟ ما هي مسؤوليته إذا لم يكن مسؤولاً عن القصف المدفعي لبيت حانون بعد أن تقرّر في تحقيق سابق أن قصفًا كهذا غير مناسب لطابع المنطقة؟ من المسؤول عن عدم وصول الأوامر التي أعدّها قائد "لواء الجليل" إلى الميدان، وعن أن الدوريات في الحدود الشمالية تمت كما لو أنها نزهة، وعن أنّ دروس عملية الاختطاف في العام 2000 لم تطبّق إلا في أوراق العمل لدى قائد اللواء؟ من المسؤول عن كون استخبارات حزب الله أفضل من استخباراتنا؟. هل يمكن التعامل بجدية مع اقتراحات رئيس هيئة أركان لا يعرف ماذا يجري في الميدان؟.

وختمت بالقول: "نتائج تحقيق طاقم ألموغ زلزلت الجهاز (العسكري) لكن ليس بالقدر الكافي. ومرّة أخرى بدأت الاتصالات لإيجاد تسوية حتى يكون التقرير النهائي أقل خطورة ولا يضطر أي مسؤول رفيع المستوى للاستقالة أو عدم الترقية. وفي أثناء ذلك فإن الجيش لا يخضع للترميم، لأن هذا الأمر منوط باستبدال قائد الجيش، لا بإيجاد تسويات أو بكتابة أوراق عمل جديدة".

من ناحيته رأى عمير ربابورت، المعلق العسكري لصحيفة "معاريف"، أنّ أي إنسان سويّ غير مستعد لانتعال حذاء رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال دان حالوتس، هذه الأيام. فالجدران في البناية التي هو عالق فيها آخذة في الانغلاق عليه. وحيّز المناورة يتقلص. جميع الحيل والأحابيل لن تجدي. ومن أجل إنقاذ البناية كلها، أي الجيش الإسرائيلي، من الانهيار لا بدّ من الاستقالة. لكن حتى عندما يبدو قرار الاستقالة حتميًا فإن من الصعب الإقدام عليه.

وقال هذا المعلق إن من الأفضل لحالوتس، حتى من الناحية الشخصية، أن يتحمّل المسؤولية بأسرع ما يمكن، قبل أن تذبحه مجموعة الضباط الكبيرة التي تتربّص به أمام لجنة فينوغراد. وهذه خطوة مؤلمة، تكاد تكون قاتلة، لكنها وحدها القادرة على أن تضع حدًا لرقصة الشياطين في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة طبعًا إلى استقالة وزير الدفاع، عمير بيرتس، الذي كان تعيينه بائسًا منذ البداية.