أولمرت عازم على تطبيق "خطة التجميع" قبل انتهاء ولاية بوش

أكدت تقارير صحافية إسرائيلية متطابقة أن زعيم حزب «كديما» المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ايهود أولمرت عاقد العزم على تنفيذ «خطة التجميع/ الانطواء» القاضية بترسيم حدود الدولة العبرية بشكل أحادي الجانب من خلال تجميع المستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية في الكتل الاستيطانية الكبرى المقامة على نحو ثلث أراضي الضفة، حتى موعد أقصاه تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، موعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش.

وذكرت كبرى الصحف العبرية أن الطاقم الذي شكله أولمرت لإجراء المفاوضات الائتلافية مع مختلف الأحزاب بلّغ طواقم هذه الأحزاب نية أولمرت تطبيق خطته في غضون العامين المقبلين، وأنه تم تحديد جدول زمني يتلاءم ونهاية ولاية بوش، لاعتقاده أن الرئيس الأميركي سيوفر دعماً دولياً واسعاً للخطة.

وحدا هذا الموقف الواضح لطاقم «كديما» بحزب «ليكود» اليميني الى الإعلان أن فرص التحاقه بتوليفة أولمرت الحكومية تكاد تكون معدومة، لمعارضته فكرة الانسحاب الأحادي، باعتبارها «مكافأة مجانية» للفلسطينيين.

وكانت الجولة الأولى من المفاوضات الائتلافية انتهت وسط توقعات بأن يضم الائتلاف الحكومي الجديد، إضافة الى «كديما» كلاً من «العمل» (19) وحركة «شاس» الدينية الشرقية المتشددة وحزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف وحزب «المتقاعدون» وحركة «يهدوت هتوراة» الدينية الإشكنازية.

ويطالب حزب «العمل» بأن تكون الخطوط العريضة لسياسة الحكومة الجديدة واضحة تقبل بها كل الأحزاب المشاركة في الائتلاف. ويحاول مفاوضو الحزب إقناع طاقم «كديما» بأن لا تقوم الخطوط العريضة للحكومة على «خطة الانطواء»، إنما على خطاب النصر الذي ألقاه أولمرت بعد فوز حزبه في الانتخابات ولم يأت فيه على ذكر الخطة بالاسم، إنما تحدث عن ان «إسرائيل ستأخذ مصيرها بيدها على أساس توافق قومي واسع وتفهم عميق من أصدقائنا في العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة والرئيس جورج بوش. سنعمل أيضاً في غياب اتفاق مع الفلسطينيين ولن ننتظرهم الى أجل غير مسمى. لقد حان الوقت لنعمل».

وكان اولمرت قال سابقاً إنه يعتزم إكمال تطبيق خطة الانطواء في حلول العام 2010.

ويؤيد «العمل» مبدئياً خطة تجميع المستوطنات في الكتل الاستيطانية الكبرى وضمها الى إسرائيل، لكنه يفضل أن يتم ذلك في حال قادت المفاوضات مع الفلسطينيين التي يحدد لها عام من الزمن، الى طريق مسدود.

إلى ذلك، يرى أقطاب حركة «شاس» أن الطريق الى الائتلاف ممهدة وأن الزعيم الروحي للحزب المعروف بمواقفه اليمينية سيعرف كيف يجد «فتوى» لتقبل الحركة بالخطوط العريضة للحكومة وبالانسحاب الأحادي، وهو القائل ذات مرة إنه يفضل السلام على الأرض.

ويبدو حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة المتطرف أفيغدور ليبرمان متحمساً جداً ليكون جزءاً من الحكومة الجديدة وهو أيضاً أخذ يستعد لتبرير موافقته على خطة اولمرت من خلال اعتبار «فك الارتباط» عن غزة انسحاباً أحادياً - يرفضه الحزب - فيما خطة أولمرت تضمن برأيه دولة يهودية ذات غالبية يهودية، كما يطرح الحزب في برنامجه السياسي. ويطالب الحزب لقاء تأييده الخطة، بأن تضمن الحكومة الجديدة تأييداً دولياً لخطة الانطواء واعتراف المجتمع الدولي بالحدود التي سترسمها إسرائيل لنفسها!

يشار أخيراً الى أنه مقابل «السهولة» في إقناع الأحزاب المرشحة للائتلاف بـ «البرنامج السياسي»، ينتظر أن يكون توزيع الحقائب الوزارية بين الأحزاب المختلفة المهمة الأصعب أمام طواقم المفاوضات التي ستخوض في هذه المسألة بجدية بعد عيد الفصح لدى اليهود الذي يبدأ الخميس ويستمر أسبوعاً.