أولمرت مصر على تنفيذ خطة الانطواء

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، إنه مصر على تنفيذ "خطة الانطواء/ التجميع" في الضفة الغربية على الرغم من التصعيد الحالي في قطاع غزة.

جاءت أقوال أولمرت خلال لقائه يوم 10/7/2006 مع المراسلين الأجانب في إسرائيل.

وشدد أولمرت على أنه "مصر على مواصلة طريق فكرة التجميع كونها الفكرة الأقوى التي من شأنها تحريك خطوات في الشرق الأوسط".

وأضاف: "لم أغير رأيي في أعقاب أحداث الأيام الأخيرة فيما يتعلق بالحاجة إلى (تنفيذ) خطة التجميع وأنا مصر على مواصلة طريق الانفصال عن الفلسطينيين والوصول إلى حدود آمنة يتم الاعتراف بها من جانب المجتمع الدولي".

وكان أولمرت قد طرح "خطة التجميع" عشية الانتخابات العامة التي جرت في إسرائيل في نهاية شهر آذار الماضي.

وتقضي الخطة، وفقا لأقوال أولمرت في مقابلات صحفية، بترسيم حدود جديدة لإسرائيل من جانب واحد بعد ضم الكتل الاستيطانية وغور الأردن والقدس الشرقية لإسرائيل مقابل إخلاء عدد من المستوطنات المعزولة في عمق الضفة الغربية.

وكانت "خطة التجميع" قد لقيت معارضة دولية واسعة لمسها اولمرت خلال زيارته لعدة دول بعد تشكيله الحكومة.

وطالبت الولايات المتحدة أولمرت بعدم التوجه لتنفيذ خطوات أحادية الجانب قبل محاولة الاتفاق مع الفلسطينيين وإجراء مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

كما عارضت الدول الأوروبية "خطة التجميع". وأعلن متحدثون رسميون باسم الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد لن يعترف بحدود جديدة لإسرائيل يتم ترسيمها من جانب واحد.

وأعرب الملك الأردني عبد الله الثاني عن قلقه الشديد من نية إسرائيل تنفيذ خطوات أحادية الجانب في الضفة الغربية.

من جهة أخرى تطرق أولمرت إلى العملية العسكرية الواسعة في شمال قطاع غزة وقال إن إسرائيل "ستواصل العمليات من دون تحديد جدول زمني وبقدر ما تقتضي الحاجة وذلك حتى تحرير الجندي المخطوف غلعاد شليط ووقف إطلاق صواريخ القسام".

وعرض أولمرت أمام المراسلين الأجانب رؤيته لحل الصراع وقال إن "سياق خطة التجميع غايته الفصل بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف إعطائهم دولة مستقلة. وإذا استمر إطلاق النار فإننا سنضطر إلى تنفيذ خطوات أحادية الجانب".

وادعى اولمرت أن الخطوات الأحادية الجانب هي "السبيل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق الحماية لمواطني إسرائيل من خلال حدود آمنة".

وأضاف أن "حلمي هو ذات حلم الرئيس الأميركي جورج بوش ويقضي بدولتين تعيشان جنبا إلى جنب من دون إرهاب ومن دون عنف".

يهود الولايات المتحدة منقسمون حول الموقف من الخطة

قال تقرير ظهر في جريدة "هآرتس"، في بداية الشهر، إن يهود الولايات المتحدة منقسمون في موقفهم من خطة الانطواء لرئيس الوزراء ايهود أولمرت. وإن "التعهد الذي قطعه أولمرت للرئيس الأميركي بإجراء مفاوضات ثنائية مع رئيس السلطة (الفلسطينية) محمود عباس من شأنه تأجيل الخطوات الأحادية الجانب للسنة المقبلة".

وأضاف التقرير أن هذه المرحلة الانتقالية، الى حين تنفيذ الخطوات الأحادية، مهمة جداً وعلى أولمرت أن يقوم خلالها بالتقرب من الجالية اليهودية الأرثوذكسية (التي غالبيتها صهيونية) من أجل الحؤول دون نشوء تباعد بينها وبين إسرائيل نتيجة الخلافات السياسية في الرأي.

وتابع: ورغم أن الجالية تشكل أقليـــــة بيـــن يهـــــــود الولايات المتحدة إلا ان أعضاءها من اكبر المؤيدين لإسرائيل. وقال قادتهم: نحن نزور إسرائيل أكثر بكثير من اخواننا الأقل تديناً، ونسبة اولاد الجالية الذين يتعلمون في إسرائيل كبيرة جداً ونحن نقدم مساعدات اكبر.

بالإضافة الى ذلك تشغل إسرائيل حيزاً مهماً في النشاطات السياسية للجالية وتأتي قبل أي موضوع آخر، في الوقت الذي تخصص المجموعات الأخرى من اليهود الأميركيين جل وقتها للاهتمام بموضوعات مثل حقوق المثليين والإجهاض وارتفاع حرارة الكرة الأرضية.

وأشار التقرير إلى أنه في فترة الانفصال عن قطاع غزة سادت الجالية الأرثوذكسية الأميركية خيبة أمل كبيرة وشعور بالخيانة مشابه لمشاعر الصهيونيين المتدينين في إسرائيل، ولكن رغم ذلك لم يكن معظم أعضاء الجالية مستعدين للتعبير عن احتجاجهم علناً احتراماً منهم للحكومة الإسرائيلية.

لكن مشروع "الانطواء" أخطر بكثير. فهنا الموضوع لا يقوم فقط على نقل أعداد كبيرة من الناس بكلفة اكبر بكثير، ولكن "بإعطاء قلب موطننا التوراتي الى شعب آخر. من هنا ليس من الأكيد ان غالبية اليهود الأرثوذكس الأميركيين سيرضخون لقرارات حكومة إسرائيل"، على ما جاء فيه.

ويتابع: عندما زار أولمرت واشنطن في شهر أيار (الماضي) جرى اعتصام احتجاجي ضد خطته للانسحاب لم يشارك عدد كبير فيه وعارضته جمعية اليهود الأرثوذكس. ولكن أحداً لم يخطر على باله القيام بمثل هذا الاعتصام عندما جاء اريئيل شارون الى واشنطن قبيل الانسحاب من غزة. ومجرد قيامه يدل على ما قد يحدث في المستقبل في حال لم ينجح أولمرت في إقناع الجالية في الولايات المتحدة دعم خطته.

ويختم التقرير بالقول: تحتاج إسرائيل من أجل تنفيذ خطة الانسحاب من الضفة إلى دعم الولايات المتحدة. وهذه مهمة صعبة من دون وجود خلافات بين يهود الولايات المتحدة من شأنها أن تشق أعضاء الكونغرس.

ومن أجل الحصول على تأييد اليهود الأرثوذكس في أميركا المطلوب إجراء لقاءات شخصية بين أولمرت ووزراء في حكومته من ناحية والحاخامين الأرثوذكس في الولايات المتحدة وشخصيات عامة والناس العاديين من ناحية أخرى. على رئيس الوزراء أن يتوجه مباشرة إلى الصهيونيين المتدينين في أميركا نظراً للالتزام العميق لهذه الجالية بإسرائيل.

في خطابه عن خطة الانطواء قال أولمرت من الضروري المحافظة على طابع إسرائيل "كدولة يهودية ديمقراطية". نحن نعرف الدولة الديمقراطية، ولكن هناك تعريفات عديدة "للدولة اليهودية"، فكيف يحدد أولمرت هذا المصطلح؟ هذه مسألة تهم جداً اليهود المتدينين في الولايات المتحدة بالدرجة عينها التي تهمهم قضية الحدود الجغرافية لإسرائيل، والجواب على ذلك من شأنه أن يؤدي الى الحصول على تأييدهم له. من وجهة النظر الدينية فإن إسرائيل "هي الأرض التي أراد الله دائماً" ان تكون مزدهرة. وبالنسبة للصهيوني المتدين يصل الزعماء السياسيون إلى السلطة لفترات معينة ولأسباب معينة. وحتى الآن لم نعرف بعد ما إذا كان أولمرت قادراً على خدمة الشعب والدولة بالصورة الأفضل. من هنا فطريقة تعامله مع اليهود الأميركيين الملتزمين بإسرائيل دينياً ستكون أحد اختباراته الصعبة.

Terms used:

هآرتس, اريئيل