مصدر في الخارجية الإسرائيلية: التفاوض مع سورية ليس مطروحا

قال مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن التفاوض مع سورية ليس مطروحا الآن على أجندة الحكومة الإسرائيلية وإنه حتى لو كان ذلك مطروحا وأرادت إسرائيل بدء اتصالات مع سورية فإن "الولايات المتحدة وفرنسا تمنعان ذلك في الوقت الراهن". رغم ذلك اعترف المصدر، مشترطا عدم ذكر اسمه، بأنه كان هناك "تفكير في إسرائيل"، مؤخرا، وخصوصا عندما بدأت حرب لبنان الثانية، لمحاولة عرض فكرة على سورية مفادها أن تؤدي "دورا ايجابيا" مثل تهدئة الوضع في لبنان مقابل العودة إلى مسار سياسي.

وأضاف أنه "في هذه الأثناء لم يرسل السوريون مؤشرات في هذا الاتجاه وإنما دعموا حزب الله ولذلك فقد تمت إزالة موضوع فتح مسار سياسي مع سورية عن أجندة الحكومة".

وقلل المصدر في وزارة الخارجية من أهمية تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، ووزير الأمن الداخلي، أفي ديختر، باتجاه تأييد فتح مسار سياسي بين إسرائيل وسورية بعد انتهاء الحرب في لبنان.

وقال المصدر إن "الأمر الواضح بالنسبة لنا الآن هو أن سورية لا تعتزم إجراء مفاوضات مع إسرائيل ولا تبحث عن إجراء مثل هذه المفاوضات".

واعتبر أن الحديث عن أن سورية ترغب بتجديد المفاوضات مع إسرائيل نابع من كون الرئيس السوري بشار الأسد يرزح تحت ضغوط في أعقاب مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

ونفى المصدر بشكل قاطع ما أفادت به صحيفة "هآرتس" قبل أسابيع عن أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، قد عينت "محرّك مشاريع" لإعداد ملف حول سورية تمهيدا لمفاوضات محتملة.

وأشار إلى أن الموظف في وزارة الخارجية الذي قيل إن ليفني عينته لإعداد هذا الملف وهو يعقوب ديان أصبح الآن يعمل كمستشار سياسي لرئيس الكنيست داليا ايتسيك.

وأوضح المصدر أن هناك عدة أسباب، بعضها يتعلق بالوضع الداخلي في إسرائيل وبعضها خارجي، تمنع الحكومة الإسرائيلية من التوجه إلى مفاوضات مع سورية.

وأول هذه الأسباب هو حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ضعيفة، خصوصا بعد حرب لبنان والانتقادات حول إخفاقها في إدارة الحرب، ولن تكون قادرة على الدخول في عملية سياسية كبيرة مثل مفاوضات مع سورية وأن هذه الحكومة تفضل الآن الاهتمام بقضايا داخلية نجمت عن الحرب.

كذلك فإن التفاهم بين أقطاب الحكومة الإسرائيلية، أولمرت وبيرتس وليفني والنائب الأول لرئيس الوزراء شمعون بيريس، هو إعطاء أولوية للمسار السياسي مع الفلسطينيين.

وقال المصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه حتى لو أرادت إسرائيل، نظريا، التوجه إلى مفاوضات مع سورية فإن الثمن الذي عليها دفعه مقابل التوصل إلى اتفاق سلام مع سورية معروف وهو الانسحاب من هضبة الجولان، لكن لا يوجد تأييد واسع في إسرائيل لتنفيذ خطوة كهذه وقد أشار استطلاع "مؤشر السلام" الأكاديمي الذي نشرته "هآرتس" هذا الأسبوع إلى أن 71% من الإسرائيليين يعارضون الانسحاب من الجولان.

واعتبر المصدر أن الرئيس بشار الأسد داعم بشكل كامل لحركة حماس ولحزب الله وهذا الدعم يضعه في خانة "محور الشر" إضافة إلى التحقيق الدولي في مقتل الحريري "وكل هذا جعل الأسد معزولا دوليا، فلماذا علينا إعطاؤه حبل النجاة الآن".

وتابع المصدر قائلا إنه إسرائيل لن تتلقى دعما دوليا لخطوة باتجاه سورية وسيعمل الرئيس الأميركي جورج بوش والرئيس الفرنسي جاك شيراك على منع إسرائيل من التفاوض وحتى من إجراء اتصالات مع سورية "والأمر بالنسبة لشيراك أصبح مسألة شخصية وموقفا شخصيا من سورية والأسد".

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد أفادت، الأسبوع الماضي، بأنه أثناء لقاءات عقدت في البيت الابيض بين مبعوثين من الحكومة الإسرائيلية ومسؤولين أميركيين، حظرت الإدارة الأميركية على إسرائيل إجراء اتصالات مع سورية.

وعقب المصدر الإسرائيلي على ذلك بالقول "هذا فعلا ما حدث في تلك المحادثات، وهذا يؤكد شيئا لم يلتفت إليه أحد وهو أن الرد الأميركي جاء بعد طرح الموضوع من جانب الوفد الإسرائيلي".

وفي مقابل ذلك قال المصدر إن هناك تحليلا سياسيا - استراتيجيا يرى أن على إسرائيل الآن التوجه نحو المسار الفلسطيني وليس نحو المسار السوري.

وتطرق المصدر إلى تصريحات الأسد المتعلقة بتحرير الجولان من خلال مقاومة شعبية على غرار حزب الله وتبين أن إسرائيل تأخذ الأمر على محمل الجد رغم عدم وجود أدلة قاطعة على ذلك بعد.

وقال إنه ثمة مؤشرات ميدانية "مقلقة" لوجود محاولات لتنظيم مقاومة كهذه "لكننا لا نفعل شيئا في هذه الأثناء، باستثناء اليقظة واتصالات مع دول أخرى، لأن الوضع ليس واضحا تماما".

واعتبر المصدر أنه "إذا إراد الأسد التوصل إلى سلام مع إسرائيل والخروج من عزلته فإن عليه أن يقوم بعدة خطوات خصوصا تجاه الولايات المتحدة، وأيضا تجاه المجتمع الدولي وعليه أن يتصرف بحكمة".