ليفني عن مجزرة بيت حانون: في الحرب تقع أحداث مؤسفة

أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، الجيش الإسرائيلي بوقف القصف المدفعي الثقيل على شمال القطاع بعد مقتل وجرح عشرات الفلسطينيين جراء ذلك. كما أمر بإجراء تحقيق سريع.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، دان حالوتس، أمر بدوره بوقف القصف المدفعي باتجاه قطاع غزة "حتى انتهاء التحقيق".

وأمر حالوتس الجيش "بفحص العلاقة بين عمليات الجيش الإسرائيلي وإصابة مدنيين فلسطينيين".

وقال قائد الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، اللواء يوآف غالانت، إن خللا في تصويب المدافع أدى إلى سقوط قذائف مدفعية أطلقتها دبابات إسرائيلية في بيت حانون بشمال القطاع ومقتل وجرح عشرات الفلسطينيين، أمس الأربعاء 8/11/2006.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غالانت قوله أثناء لقاء مع صحافيين إن التحقيق الذي يجريه الجيش الإسرائيلي يتمحور حول احتمال "تصويب مدفعي خاطئ".

وطالب وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس بتسليمه نتائج التحقيق بهذا الخصوص حتى مساء اليوم الخميس.

وقال غالانت إن "فحصا أجريناه أظهر أنه تم إطلاق قذائف مدفعية إلى منطقة تبعد 500 متر من الموقع الذي أصابته" وقتل فيه الفلسطينيون.

واضاف أنه "في ساعات الصباح كان متوقعا أن يتم إطلاق صواريخ قسام من هذا الموقع باتجاه أشكلون (عسقلان) أو لمنطقة أخرى.

"وعندما تطلق قذائف مدفعية قبل ساعة أو ساعتين قبل ذلك فإن هناك احتمالا كبيرا لأن تمنع إطلاق صواريخ القسام".

من ناحيتهما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت ووزير الدفاع، عمير بيرتس، عن أسفهما لمقتل وجرح عشرات الفلسطينيين في بلدة بيت حانون.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن أولمرت وبيرتس أعربا عن أسفهما "لموت مواطنين فلسطينيين في بيت حانون" في ختام مداولات أمنية ترأسها أولمرت.

وعرض أولمرت وبيرتس على السلطة الفلسطينية تقديم مساعدات إنسانية طارئة وعلاج طبي فوري للجرحى.

وأمر بيرتس منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية اللواء يوسف مشلب بتقديم مساعدات طبية فورا للجرحى في بيت حانون.

واعتبرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، أن "أحداثا مؤسفة مثل مقتل وجرح عشرات الفلسطينيين جراء القصف المدفعي الإسرائيلي تقع أثناء الحرب".

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن ليفني أعربت عن اعتذارها على مقتل وجرح عشرات الفلسطينيين في بلدة بيت حانون بشمال قطاع غزة جراء قصف مدفعي إسرائيلي.

وأضافت ليفني إنه "لا نية لدى إسرائيل في المس بالأبرياء وإنما العمل من أجل الدفاع عن مواطنيها".

ومضت ليفني أن "إسرائيل خرجت من غزة وذلك من أجل تمكين الفلسطينيين من السيطرة على الإرهاب ولتكون هناك حياة عادية، لكن إسرائيل أصبحت تحت هجمات إرهابية لا تتوقف وبضمن ذلك إطلاق صواريخ قسام بصورة متواصلة باتجاه تجمعات سكنية في إسرائيل".

وقال ليفني إنها أصدرت تعليمات للسفارات الإسرائيلية في أنحاء العالم بالعمل على شرح الموقف الإسرائيلي خصوصا لدى صناع القرار في الدول التي يتواجدون فيها.

شيف: إسرائيل تعزّز قوة المتطرفين!

وقال زئيف شيف، المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس 9/11/2006 إن "الحادثة الأليمة في بيت حانون بقطاع غزة تجرّ النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني مرّة أخرى إلى مفترق طرق خطير من ناحية تكتيكية وإستراتيجية على حدّ سواء... الادعاء بأنه من ناحية مبدئية لم تبدأ قضية بيت حانون في بيت حانون نفسها هو ادعاء صحيح، فقد سبق ذلك سقوط أربعة صواريخ قسّام في قلب أشكلون (عسقلان) قبل الحادثة بيوم واحد، دون الحديث عن سقوط صواريخ في بلدة سديروت. وأية دولة في العالم ما كانت لتمرّ مرّ الكرام على إطلاق صواريخ في اتجاه مدنها. المشكلة كامنة فقط في عدم التناسب بنتائج الردّ الإسرائيلي. وحتى إذا كان الحديث يدور عن دفاع واضح، فإن العقل السديد لا يتحمل قتل العديد من المواطنين الأبرياء وبالأساس أطفال. وإسرائيل لا تخوض حربًا شاملة ضد الفلسطينيين".

وأضاف شيف: من ناحية عسكرية ينبغي الاعتراف بأن الجيش الإسرائيلي فشل عمليًا في حربه على صواريخ القسّام. هذه الحرب بدأت قبل حرب لبنان الثانية بكثير، وحتى الآن لم تجد إسرائيل حلاً عسكريًا أو تكنولوجيًا مناسبًا غير منوط بتوسيع نطاق الحرب. ولشدّة الأسف فإن الجيش الإسرائيلي لا يزوّد حاليًا الأمن المطلوب لمواطني إسرائيل. وبعد الحرب في لبنان والفشل في مواجهة الصواريخ القصيرة المدى كان من الواضح أن إسرائيل ستفقد صبرها أمام الفلسطينيين المستمرين في إطلاق القسّام.

وفي رأي شيف فإن الوضع الإستراتيجي الذي آلت إليه إسرائيل سيء. وذلك لأنها آلت إلى فراغ سياسي- إستراتيجي خطير. إنها تقف الآن قبالة أربعة عناصر متطرفة هي إيران وسوريا وحزب الله وحماس. مع عنصرين من هؤلاء، إيران وحزب الله، لا يوجد حتى شق ضيق لإمكان مفاوضات وتسوية إيجابية. أمّا العنصران الآخران، سوريا وحماس، فإنّ إسرائيل هي التي أدخلت نفسها إلى فراغ سياسي- إستراتيجي إزاءهما... وبدل التحادث أصبحت إسرائيل مراقبة تفعّل سلاحًا صاروخيًا. وتتهرّب إسرائيل من أية مفاوضات مع محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية. وبذا فإنها تعزّز قوة المتطرفين بين الفلسطينيين. وما يحصل في غزة يصب الزيت على النار.