مظاهرة جماهيرية يوم الجمعة ضد الهجمة الجديدة على الأراضي العربية في النقب

أقدمت "الدوريات الخضراء" الإسرائيلية على تجريف نحو اربعة الاف من الدونمات المزروعة بالحنطة في منطقة النقب بحجة حماية اراضي الدولة من "الغزاة"، وذلك في حلقة جديدة لمسلسل اقتلاع عرب النقب من ارضهم وتدمير بلداتهم وانعاش حركة الاستيطان اليهودي في النقب. وكانت الجرافات التابعة لدائرة اراضي اسرائيل قد باشرت يوم الاثنين في حرث وتجريف حوالي أربعة الاف دونم من الأرض الزراعية المزروعة بالقمح والشعير، وذلك في تخوم قرية العراقيب، والتابعة بمجملها لعشيرتي الطوري والعقبي

أقدمت "الدوريات الخضراء" الإسرائيلية على تجريف نحو اربعة الاف من الدونمات المزروعة بالحنطة في منطقة النقب بحجة حماية اراضي الدولة من "الغزاة"، وذلك في حلقة جديدة لمسلسل اقتلاع عرب النقب من ارضهم وتدمير بلداتهم وانعاش حركة الاستيطان اليهودي في النقب. وكانت الجرافات التابعة لدائرة اراضي اسرائيل قد باشرت يوم الاثنين في حرث وتجريف حوالي أربعة الاف دونم من الأرض الزراعية المزروعة بالقمح والشعير، وذلك في تخوم قرية العراقيب، والتابعة بمجملها لعشيرتي الطوري والعقبي.

منذ ساعات الصباح الباكرة وضمن عملية شبه عسكرية قامت قوات من الشرطة والوحدات الخاصة للهدم وحتى جنود بالزي العسكري بالسيطرة على منطقة واسعة جدا واعلانها منطقة مغلقة، محضرة معها فرقة خاصة من قوات الامن الخيّالة مع أكثر من عشرين من الخيول المدربة وفرقة من المتخصصين بالكلاب الشرسة مع تغطية طائرات مروحية اضافة الى مدرعة راجمة حجارة.

وعلى الفور قامت هذه القوات بالقاء القبض على كل من وجدته يتجول ضمن المنطقة المذكورة، وتم احتجاز اكثر من خمسين من الاهالي في سيارة باص خصوصية وسيارة ركاب كبيرة تستخدم للمساجين، وذلك لثلاث ساعات الى حين انتهت من فعلتها.

كما منعت قوات الامن ايا من خارج المنطقة المعني من الدخول اليها او الاقتراب منها بما في ذلك استخدام العنف ضد الصحافيين حيث حرصت هذه القوات على منع التقاط اية صور في المنطقة وكان منهم الصحفي احمد ابو صويص الذي تعرض لعنف قوات الامن وتم احتجاز الكاميرا الخاصة به.

وقام ثلاثة عشر من التراكتورات الضخمة بحراثة الاف الدونمات بعد ان وفرت لها قوات الامن والوحدات الخاصة الحماية فيما تم القضاء على اربعة الاف دونم من القمح والشعير، جهد أصحابها أشهر طويلة من اجل جنيها متوخين موسما جيدا هذا العام. الا ان جرافات دائرة اراضي اسرائيل حرمتهم من كل الامل بالموسم القادم، الأمر الذي سيترك ابعاده على مستوى المعيشة وعلى امكانيات الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية وعلى تقلص المراعي للمواشي بعد الحصاد، كما أكد لـ"المشهد الإسرائيلي" رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، حسين الرفايعة.

يذكر ان هذه الاراضي تستخدم على مدى عشرات السنين للزراعة وقبل العام 1948 حيث لا تزال تتوسطها مقبرة قديمة تابعة لقرية العراقيب.

واضاف الرفايعة ان الخطة الحكومية الاقتلاعية تتحدث عن اربعة عشر الف دونم من الشعير والقمح المرشحة للابادة، تم القضاء على ستة الاف دونم منها خلال الشهر الاخير وحده.

هذا وقرر المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها تنظيم مظاهرة جماهيرية يوم الجمعة 4/2/2005 الساعة الثانية بعد الظهر تنطلق من مفترق "لهافيم" شمال بئر السبع وتسير الى قرية العراقيب حيث خيمة الاعتصام. كما قرر المجلس نصب خيمة اعتصام اضافية في قرية القطامات استعدادا للدفاع عن اراضيها في مواجهة مسلسل الاقتلاع.

من سيوقف الجرافات؟

في بيان اصدره اتحاد الجمعيات العربية (اتجاه) قال ان ما يجري في النقب "هو سياسة تطهير عرقي اسرائيلية لعرب النقب وتهدف الى التخلص من الوجود العربي في النقب وسيزداد نهمها العنصري الاستيطاني ما لم تقم هبة شعبية كفاحية لمواجهتها" لافتا الى ان التصدي للاقتلاع ليس "مهمة عرب النقب وحدهم بل كل جماهيرنا العربية الفلسطينية دفاعا عن وجودنا في وطننا".

وطالب "اتجاه" بعقد اجتماع طارئ للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وذلك في النقب تعزيزا لصمود الاهل فيه ومن اجل التصدي جماعيا لسياسة الاقتلاع.

هذا واصدر اتحاد الجمعيات العربية بالتنسيق مع المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها بيانات الى الرأي العام المحلي والعالمي تطالب بالتدخل لوقف العدوان الاقتلاعي على الوجود العربي في النقب ووقف سياسة التطهير العرقي الاسرائيلية المتصاعدة.

"القلع بدلا من الزرع"

من جهته اصدر النائب الصانع بيانا اتهم فيه الحكومه الاسرائيلية "باعلان حرب على المواطنين العرب في النقب" وانتهاجها سياسة الهدم بدلا عن سياسة البناء وسياسة القلع بدلا من سياسة الزرع.

واستنكر الصانع بشدة عملية ابادة المحاصيل الزراعية في منطقة العراقيب واعتبرها جريمة بشعة وجزءًا من مخطط عدائي يستهدف الارض العربية والانسان العربي ويتزامن مع اقرار قانون عنصري يمنح صلاحيات واسعة لدائرة اراضي اسرائيل من اجل ترحيل واقتلاع العرب البدو من اراضيهم كما يتزامن مع اقامة وحدة شرطة خاصة لهذه الغاية.

وقد حاول الصانع التصدي لعملية حرث المحاصيل الزراعية ومنعها الا ان الشرطة وقائد الشرطة في لواء الجنوب منعه من الوقوف في طريق المعدات والجرارات التي كانت تحرث المحاصيل كما اغلقت الشرطة كل الطرق المؤدية الى الاراضي وفرضت طوقا امنيا على المنطقة ومنعت جماهير المتضامنين من الوصول الى المكان.

واضاف الصانع "ان هذه الجريمة لن تزيدنا الا ايمانا بحقنا وتمسكا بارضنا وانه ليس بامكاننا ان نتراجع الى الوراء لأن في هذه الارض قبور الاباء وردنا هو بدعم اهلنا المتضررين من هذه الجريمة والمشاركة في المظاهرة الجماهيرية". كما دعا الصانع لجنة المتابعة لاخذ دورها وتحمل مسؤوليتها تجاه ما يحدث في النقب.

الى ذلك قام نائبا التجمع الوطني الديمقراطي عزمي بشارة وواصل طه يوم الثلاثاء بزيارة تضامنية الى العراقيب في النقب حيث زارا خيمة الاحتجاج، المقامة على أرض عشيرة الطوري، والتي منعت المحكمة العليا الاسرائيلية هدمها.

وقال النائب واصل طه: "لقد عرضت دائرة عقارات اسرائيل على اصحاب الاراضي استئجارها بمبلغ نصف شيكل للدونم هادفة من ذلك خداع الاهل وذلك لنزع ملكية الارض من اصحابها الشرعيين، الذين زرعوها وعاشوا عليها قبل قيام دولة اسرائيل، ولذا فإن رفض اهالي العراقيب لهذا العرض هو العمل الصواب والمطلوب".

وعبر النائب عزمي بشارة عن تضامنه مع أصحاب الأراضي وحثهم على مواصلة زراعتها وحمايتها في مواجهة خطط شارون للإستيلاء على الأراضي في النقب، كما حث النائب بشارة القوى الوطنية على تنظيم وتصعيد النضال ضد مصادرة الأراضي.