بيرتس: يجب مفاوضة لبنان وإعداد الظروف لمفاوضة سوريا

* زئيف شيف: الحرب على لبنان هي "جولة أخرى في حرب محدودة لا يوجد فيها حسم، ويجوز أنها ليست الجولة الأخيرة" * المراسل السياسي لـ"هآرتس" يطرح 20 سؤالاً للتحقيق تتعلق بأداء الحكومة والجيش في إسرائيل عشية وفي أثناء الحرب على لبنان وعملية اتخاذ القرارات*

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، إنه "يتوجب التفاوض مع لبنان ويتوجب إعداد الظروف للتفاوض مع سوريا".

وأضاف بيرتس، الذي كان يتحدث يوم الثلاثاء 15/8/2006 في مراسم بلوغ 65 فتاة اللاتي قتل أباؤهن في الحروب الإسرائيلية سن الـ13، أن "كل حرب تنشئ فرصة لعملية سياسية واسعة".

وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، قد ادعت في وقت سابق أن سوريا تؤدي دورا ينطوي على إشكالية في المنطقة "وعليها أن تقرر موقعها".

وقالت ليفني في جولة في مدينة كريات شمونة بشمال إسرائيل "لقد أوضحنا طوال الوقت أنه لا نية لنا بفتح جبهة مقابلهم وآمل أن يتغير وجه المنطقة مع الوقت".

ومضت ليفني أن "على سوريا أن تفهم أن لبنان يحلق باتجاه آخر ولا يمكنهم الحفاظ على جبهات مفتوحة مقابل إسرائيل".

من جانبه أعرب بيرتس عن أمله بأن يجعل الوضع الجديد الناشئ بعد حرب لبنان الثانية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 قابلا للتنفيذ.

وأضاف لدى تطرقه إلى الجنود الإسرائيليين المأسورين لدى حماس وحزب الله أنه "لن نهدأ ولن نسكت وسنبذل كل الجهود من أجل إعادتهم إلى الوطن ونعتبر ذلك مهمة بالغة الأهمية".

وتابع بيرتس "إنني واثق من أن أعداءنا يدركون أنهم لا يقدرون علينا وأعتزم القيام بكل شيء من أجل إعادة الدعم السياسي ويجب تجديد المفاوضات مع الفلسطينيين".

وقال بيرتس إن "دولة إسرائيل لم تعتزم أبدا الانجرار إلى الوحل اللبناني والآن أيضا ليست لديها نية كهذه".

وأضاف أن قوات الجيش الإسرائيلي منتشرة في جنوب لبنان وسيردون على كل محاولة للمس بهم "وسنعمل بكامل القوة في حال كانت هناك محاولات للتعرض لجنودنا في الميدان.

"وقف إطلاق النار مستقر حتى الآن ونحن مصرون على أن تقوم قوة يونيفيل بفرض النظام في جنوب لبنان وفي الأيام القريبة ستتم إعادة انتشار بشكل يسمح بعودة جنود الاحتياط إلى بيوتهم".

وأضاف أنه "بفضل الجنود الإسرائيليين أصبح حزب الله يعلم بأنه سيدفع ثمنا باهظا. وتفعيل القوة أدى إلى تحسين الاتفاق السياسي" معتبرا بذلك أن إصداره ورئيس الوزراء ايهود أولمرت أمرا للجيش بتنفيذ اجتياح واسع يوم الجمعة الماضي قبل ساعات من صدور قرار 1701 أدى إلى تحسين القرار لصالح إسرائيل.

الحرب على لبنان- جولة أخرى ليست الأخيرة

أكد زئيف شيف، المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، يوم الثلاثاء 15/8، أن الحرب على لبنان هي "جولة أخرى في حرب محدودة لا يوجد فيها حسم، ويجوز أنها ليست الجولة الأخيرة". لا شك أن هناك إنجازات لإسرائيل لكنها ليست كافية. يجب رؤية كيفية تطوّر الأمور لاحقًا.

وهذا ما أكده أيضًا المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، الذي قال إن "وقف إطلاق النار سيختبر كل يوم من جديد". وأضاف أن هناك "أفكارًا بتزويد قسم من قوات الاحتياط الذين سيتم تسريحهم بأوامر استدعاء خاصة فورية وقت الحاجة".

وادعى "شيف" أنه من الناحية العسكرية "حقّق الجيش الإسرائيلي انتصارًا بالنقاط". لكنه أكد أنه "قبل كل شيء من المهم التشديد على حقيقة أن الجيل الشاب من المقاتلين برز ببطولته وتضحيته. والوحدات المختارة لحزب الله قاتلت كما ينبغي وبجسارة وعرفت المنطقة جيدًا".

ورأى أن هذا "الانتصار بالتقاط" راجع على "تلقي حزب الله ضربة قاسية في جميع فروعه وقياداته". لكن مقابل ذلك لم ينجح الجيش الإسرائيلي في أن يضع حدًا لهطول الصواريخ ولا حتى في تقليص عدد الصواريخ، حتى نهاية الحرب. وطوال كل الحرب لم تفلح إسرائيل في المسّ بزعيم حزب الله وقيادة المنظمة. وبينما تفوّق سلاح الجو، على حدّ تعبيره، بالعمليات التي قام بها إلى الشمال من الليطاني، فإنه لم ينجح في حربه على الصواريخ القصيرة المدى إلى الجنوب من الليطاني.

وشدّد هذا المعلق العسكري على أن "الردع الإسرائيلي هو قبل أي شيء لدى سلاح الجو. ومن المهم أن ينتبهوا إلى ذلك في دمشق. ومن المشكوك فيه أن يكون للقوات البرّية نفس الردع الذي لسلاح الجو. يجوز أنه تآكل أمام صليات الصواريخ المضادة للدبابات التي أطلقها حزب الله وأمام الإخفاق الذي أطلّ برأسه في المجال اللوجيستي والإمدادي لدى الجيش الإسرائيلي. فالكثير من جنود الاحتياط وصلوا إلى ساحة المعركة بعد عدم تدربهم لعدة سنوات بسبب التقليصات في الميزانية".

أخيرًا اعتبر "شيف" أن أهم إنجاز حققته إسرائيل في الجانب السياسي يتمثل في نجاح رئيس الحكومة، إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، "في حفظ التأييد الكامل من جانب الولايات المتحدة لإسرائيل في أثناء القتال والمداولات في الأمم المتحدة".

ألوف بن في "هآرتس": 20 سؤالاً للتحقيق

قال ألوف بن، المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، يوم الثلاثاء 15/8، إن هناك الآن عشرين سؤالاً للتحقيق فيها، وذلك ارتباطًا بما أسفرت عنه الحرب على لبنان. وأجمل هذه الأسئلة على النحو التالي:

كيف ولماذا اتخذ قرار رئيس الحكومة بشنّ الحرب على لبنان؟ ومن كان شريكًا في هذا القرار قبيل عرضه على الحكومة، وأية اعتبارات تمّ أخذها في الحسبان؟
هل تم فحص إمكانية إجراء مفاوضات حول تبادل الأسرى كما اقترح (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله؟ وهل كان التقدير هو أن عملية الجيش ستضغط على حزب الله إلى درجة إطلاق سراح الجنديين المخطوفين دون مقابل؟
لماذا لم يتم قصف اللقاء الذي خطب فيه نصر الله في نفس اليوم، من الجو؟
لماذا تمت الإجابة باستهتار على سؤال نائب رئيس الحكومة، شمعون بيرس، عما سيحصل خلال المراحل المقبلة للعملية العسكرية؟
هل ترك رئيس هيئة أركان الجيش، الجنرال دان حالوتس، الانطباع أمام المستوى السياسي بأن عملية جوية تكفي لتحقيق الغايات المحدّدة للحرب؟ هل اعترض أحد على هذا المفهوم؟
ما الذي عرفه رئيس الحكومة، إيهود أولمرت ووزير الدفاع، عمير بيرتس، عن مستوى جهوزية الجيش للمواجهة مع حزب الله؟ هل اهتم الاثنان بفحص ذلك قبيل اتخاذهما القرار بشنّ الحرب؟
لماذا جرى التخلي عن الجهوزية في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية قبل خطف الجنديين؟
لماذا فشلت الاستخبارات في تحديد مخبأ قادة حزب اللهن وبالتالي فشلت كل محاولات المسّ بهم (خلال الحرب)؟ هل كان هؤلاء خاضعين للمراقبة الدائمة قبل الحرب؟
لماذا فوجئ الجيش الإسرائيلي بوجود صواريخ ضد السفن لدى حزب الله؟
ما الذي عرفته الاستخبارات عن الصواريخ المضادة للدبابات المتطورة التي في حوزة حزب الله؟
ماذا كانت تقديرات الاستخبارات حول منظومة حزب الله خلف الحدود؟
هل كان الإخفاق في منع إطلاق الصواريخ سببًا في إعطاء الأوامر لسلاح الجو بإبادة بيوت "قرب المكان الذي أطلقت منه صواريخ"، ونتيجة لذلك قصفت قانا في 30 تموز/ يوليو؟
هل الحالات الأخرى من قتل المدنيين في لبنان نجمت عن ميوعة الأوامر التي تسمح بقصف مناطق مأهولة بالسكان؟
كيف انجرّت إسرائيل إلى عملية برية مترددة؟ من بادر إليها ومن صادق عليها؟
هل كان من الصحة عزل أودي آدم، قائد المنطقة العسكرية الشمالية، عن إدارة القتال وتعيين نائب رئيس هيئة الأركان، موشيه كابلينسكي، قائدًا عليه؟
هل جرى، في النقاشات التي سبقت قرار شن الحرب وقرار توسيعها، إسماع تقدير أن في مقدور حزب الله إطلاق 100- 200 صاروخ كل يوم ولمدة شهر صوب البلدات الشمالية؟
لماذا لم تقرّر الجهات المختصة تسمية مسؤول عن الاعتناء بسكان الشمال؟
كيف جرى دفع وحدات الاحتياط إلى ساحة المعركة دون دعم لوجيستي كاف؟
ما الذي استند إليه رئيس الحكومة في زعمه، خلال الخطاب الذي ألقاه في "كلية الأمن القومي" يوم الأول من آب/ أغسطس، بأن إنجازات الحرب "غير مسبوقة"؟
لماذا قرر أولمرت وبيرتس توسيع العمليات البرية يوم الجمعة الأخير في حين أن مجلس الأمن أقرّ وقف إطلاق النار- وهو القرار الذي كانت تكلفته سقوط 33 قتيلاً بين صفوف الجنود؟