إسرائيل بدأت تتراجع عن أهداف الحرب ضد لبنان

بدأت تظهر في إسرائيل بوادر تراجع عن الأهداف التي حددتها وكررتها منذ يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي.

وأشار عدد من المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين في مقالات نشرتها الصحف الإسرائيلية اليوم الخميس 20/7/2006 الى أن القيادة السياسية والعسكرية تبحث الآن عن سبيل للخروج بهذه الحرب "من دون فقدان هيبتها أمام شعبها".

وكتب المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، الوف بن، ان "مؤشرات عديدة تراكمت أمس دلّت على ان اتجاه الرياح بدأ يتغير وان الحملة العسكرية عبرت ذروتها" على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء ايهود اولمرت امس بان الحملة ستتواصل "كل الوقت المطلوب".

وأضاف بن ان اولمرت يحتاج الآن لما وصفه بـ"استراتيجية خروج" من الحرب تمكنه من الاعلان عن تحقيق انجاز وفي الوقت ذاته يتجنب التورط في حرب استنزاف في لبنان.

ولاحظ الكاتب ان بيان الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الامنية والسياسية الصادر في ختام اجتماعها امس كان "أقل حزما" من التصريحات الإسرائيلية السابقة حيث خلا البيان من الاعلان عن استمرار الحملة حتى تحقيق اهدافها الاولية المعلنة، "وانما السعي اليها فحسب"، التي تتلخص باعادة الجنديين المأسورين وارساء نظام في لبنان يمنع اطلاق صواريخ حزب الله على اسرائيل في المستقبل.

وعزز بن وجود تراجع في الموقف الإسرائيلي بالاشارة الى تحذير رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس للوزراء بأن "حزب الله يحاول جر إسرائيل لحرب استنزاف سيتم فيها ارغامنا على الانسحاب بضغوط داخلية وخارجية".

وقال ان حزب الله "لم ينكسر" حتى بعد اسبوع من القصف الإسرائيلي المكثف بل ان اطلاق صواريخ الكاتيوشا تزايد كما ان المعركة التي دارت بين القوات الإسرائيلية "وجنود نصر الله الذين يدافعون عن الوطن" اشارت الى ان معنوياتهم ما زالت مرتفعة.

واشار بن الى ان وسائل الاعلام العالمية بدأت توجه انتقادات لإسرائيل مع تزايد عدد القتلى والجرحى اللبنانيين وخصوصا في اعقاب مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان قرى جنوب لبنان بالنزوح عن بيوتهم.

كذلك فان القصف الإسرائيلي الذي ادى الى مقتل 8 مواطنين كنديين في لبنان اضطر اولمرت الى تقديم اعتذار لكندا لكن هذا الحادث كان نقطة انعطاف في وسائل الاعلام العالمية في غير صالح إسرائيل.

وقال بن ان "اولمرت يواجه معضلة الآن، فإذا قرر وقف الحملة سيكون من الصعب عليه الشرح لسكان الشمال سبب انزالهم الى الملاجئ. لكن من الجهة الأخرى اذا قرر مواصلة الحملة وحتى تصعيدها فانه سيشكل خطرا على الدعم الدولي لإسرائيل وخسارة الانجاز المتمثل ببيان دول الثماني الذي أيد إسرائيل".

ورأى بن ان لدى اولمرت عدة خيارات تتراوح بين مواصلة الحملة العسكرية وخفض سقف الأهداف الإسرائيلية.

لكن هناك حلول اخرى بينها حضور وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الى المنطقة الاسبوع القادم "لكن أولمرت بحاجة الى انجاز عسكري قبل ذلك" شرط ألا يكون ذلك من خلال اجتياح بري لأنه مقرون بخسائر بشرية كثيرة وبفقدان تأييد الرأي العام الإسرائيلي.

من جانبه أكد المحلل العسكري في "هآرتس"، زئيف شيف، على ان مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان جنوب لبنان بالنزوح عن قراهم هي "خطأ استراتيجي".

واوضح شيف ان ترحيل سكان جنوب لبنان يؤكد على ان "الحرب تتزايد تعقيدا" بالنسبة لإسرائيل.

واشار شيف الى المعضلة التي تواجهها إسرائيل عسكريا هي ان قصف طيرانها الحربي لن يوقف اطلاق صواريخ الكاتيوشا فيما من الجهة الأخرى تعارض قيادة الجيش الإسرائيلي تنفيذ اجتياح بري في لبنان.

وانضم إلى هذه التقييمات الصحافي يارون لندن الذي كتب في افتتاحية "يديعوت احرونوت" ان "الحرب ستنتهي بشعور من الحموضة ويجدر الاعتياد على هذا المذاق".

وأضاف أن "أهدافنا الثلاثة المعلنة لن يتم تحقيقها بكاملها. وسندفع فدية مقابل جنودنا المخطوفين ولن يتم نزع كامل سلاح الميليشيا الشيعية وجيش لبنان سيكون ناجعا بصورة جزئية حتى لو انتشر في جنوب الدولة (اللبنانية) واقتراح وفد الأمم المتحدة باستخدام الأزمة كرافعة لتحقيق اتفاق اقليمي لن ينجح".