الرد الإسرائيلي سيكون سياسيا وعسكريا ضد لبنان وسورية

كتب بلال ضاهر:

توقع محلل عسكري إسرائيلي أن يكون رد إسرائيل على الهجوم الذي شنه حزب الله يوم الأربعاء 12/7/2006 وعلى اختطاف جنديين إسرائيليين "سياسيا وعسكريا ضد لبنان وسورية".

وقال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" والقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي عوفِر شيلَح إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة ايهود أولمرت أعادت الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة وجنوب لبنان "وإن كان ذلك من خلال عمليات عسكرية محدودة. لكن الحكومة الإسرائيلية تعتبر أنها تدفع ثمن أخطاء ارتكبتها حكومات إسرائيلية سابقة".

من جهة أخرى قارن شيلح بين اختطاف حزب الله للجنود الإسرائيليين الثلاثة في تشرين الأول/أكتوبر 2000 وعندها لم تتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان وبين اختطاف الجنديين الإسرائيليين صباح الأربعاء وتوغل القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية.

وقال إن الفارق بين عمليتي الاختطاف هو أنه في العام 2000 كانت قد بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية لتوها وكانت التقديرات في حينه أنه "لا يمكننا فتح جبهة ثانية (إضافة للجبهة مع الفلسطينية) وكان الشعور أنه إذا تم فتح جبهة في لبنان قد يقود ذلك إلى حرب إقليمية.

"لكن الوضع اليوم مختلف وإسرائيل تشعر بأن المسؤولية على جزء كبير مما يحدث في غزة ملقاة على عاتق حزب الله وسورية ولديها شعور أيضا بأن تعاملا عسكريا أو من نوع آخر مع ما يحدث في جنوب لبنان وسورية من شأنه أن يساعدها على حل مشاكلها في غزة ولذلك فإن استعداد إسرائيل لتنفيذ عمليات عسكرية في جنوب لبنان أكبر بكثير مما كان في العام 2000".

ورأى شيلح أن "الرد الإسرائيلي الآن سيكون مقابل لبنان وأيضا مقابل سورية وإن كان الرد الإسرائيلي مقابل سورية لن يكون بالضرورة بوسائل عسكرية وإنما دبلوماسية على شكل ضغوط سياسية ضد سورية".

وأضاف أن "إسرائيل تأمل من خلال ردودها العسكرية والدبلوماسية ضد سورية ولبنان أن تحل مشكلتها في قطاع غزة لأن أزمة الجندي الإسرائيلي المخطوف في غزة أصبحت الآن أزمة ثلاثة جنود إسرائيليين مخطوفين".

وأشار شيلح إلى أن إسرائيل تعتبر سورية مسؤولة عما يحدث في جنوب لبنان من ناحية النشاط العسكري لحزب الله.

وقال إن التقديرات في إسرائيل "لا تستبعد توجيه ضربات عسكرية لمنشآت مدنية في لبنان لجلب ثمن باهظ على هجوم حزب الله".

وقدّر شيلح أن "تُجري إسرائيل في نهاية المطاف مفاوضات بوساطة طرف ثالث حول مبادلة الجنود الإسرائيليين الثلاثة بأسرى لبنانيين وفلسطينيين وعرب".

ورأى أن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من استعادة الجنديين "لأنه لو كانت هناك قدرة لدى المخابرات الإسرائيلية على معرفة مكان احتجاز الجنديين لكان ذلك قد تم في الساعات الأولى بعد الهجوم وكلما مضى الوقت أصبح معرفة مكان احتجازهما أصعب".

من جهة أخرى قال شيلح إنه "لا توجد خطة لدى إسرائيل بالتوغل في الأراضي اللبنانية والبقاء فيها لوقت طويل لأن الجمهور الإسرائيلي سيتقبل ذلك بصورة سيئة للغاية. وفي القابل فإن العمليات ستكون من خلال توغل القوات الإسرائيلية لفترة محدودة جدا".

وتطرق شيلح إلى احتمال مقتل جنود إسرائيليين في عمليات توغل في جنوب لبنان خصوصا على أثر مقتل 8 جنود إسرائيليين لدى قصف حزب الله دبابة إسرائيلية توغلت لأمتار معدودة في جنوب لبنان.

وقال شيلح في هذا السياق إنه "يتوجب أن ندرك أن الحساسية لدى الجمهور الإسرائيلي حيال مقتل جنود هي ليست أمرا مطلقا وإنما هو أمر متعلق بالسياق.

"ففي حال اعتبر الجمهور أن العملية العسكرية مبررة فإن بإمكانه امتصاص مقتل جنود وهذا أمر لا يفهمه قياديون في حزب الله وحماس، لأنهم يعتبرون إسرائيل مجتمعا غربيا يحب الحياة ولذلك فإنه ليس مستعدا لسقوط جنود.

"لكن المجتمع الإسرائيلي، مثل كل المجتمعات بالمناسبة، عندما يرى مبررا لعملية عسكرية فإنه سيكون مستعدا لامتصاص سقوط ضحايا. وقد فهم الجيش الإسرائيلي خلال سنوات تواجده في لبنان أن المجتمع الإسرائيلي ليس مستعدا لقبول سقوط جنود قتلى عندما لا يرى أن الهدف من وراء عملية عسكرية مبررا".

وفي السياق السياسي قال شيلح إنه "لا يوجد أفق سياسي لهذه الحكومة (الإسرائيلية).

"وإذا كنا نتحدث عن خطة التجميع فإني أعتقد أن أولمرت أصبح يدرك الآن أنه ليست لديه أغلبية بين الإسرائيليين مؤيدة لهذه الخطة ولا يوجد ما يبرر تنفيذها.

"إن خطة التجميع لم تعد على جدول الأعمال السياسي في المدى المنظور بسبب الأحداث الأخيرة (في قطاع غزة وجنوب لبنان) ولأن الشعور لدى غالبية الجمهور الإسرائيلي الآن هو أنه تم إدارة خطة فك الارتباط بصورة سيئة ولذلك فإن نتائجها كما نراها في الأيام الأخيرة كانت أسوأ".

وخلص شيلح إلى القول إنه "إذا كانت أغلبية الجمهور تنظر إلى فك الارتباط على أنها خطة سيئة فإنهم لن يؤيدوا خطة التجميع".