خرطة "دوفرات"

تعليقا على الفضيحة المناوبة الجديدة لوزارة التربية والتعليم بالاعلان عن احتفاظها بمندوب الشاباك في مناقصاتها آمرا ناهيا في تعيين المديرين والمعلمين والمفتشين العرب لا نقول "من اول غزواته..." لانه لم تكن غزوة وبالطبع ليس "فتحا" للتعليم العربي في خطة دوفرات

تعليقا على الفضيحة المناوبة الجديدة لوزارة التربية والتعليم بالاعلان عن احتفاظها بمندوب الشاباك في مناقصاتها آمرا ناهيا في تعيين المديرين والمعلمين والمفتشين العرب لا نقول "من اول غزواته..." لانه لم تكن غزوة وبالطبع ليس "فتحا" للتعليم العربي في خطة دوفرات، "خرطة دوفرات" التي ستبقى كما تدل امكانيات التطبيق الراهنة وتجربتنا مع الاكاذيب والوعود الرسمية للمواطنين العرب. والدليل على "الخرطة" تصريح مديرتها العامة، تيروش، حول موضوع الشاباك ودعوتها الجمعيات العربية للضغط على المالية لتوفير الميزانيات لبناء البنى التحتية اللازمة لتطبيق "دوفرات".

في مجمل توصياتها اكدت لجنة دوفرات انتهاء دور تدخلات المخابرات في جهاز التعليم العربي وطنطنت وسائل الاعلام العربية والاسرائيلية حول هذه البشرى مطلع الشهر الجاري. وقبل ان تنتهي عملية توزيع حلوى التهاني بانتهاء عهد التدخلات المخابراتية غير الاخلاقية واللانسانية بتعيين المسؤولين عن بلورة الشخصية الثقافية لابنائنا كشفت المديرة العامة للوزارة رونيت تيروش في مؤتمر صحفي عقد في الكنيست قبل يومين ان مختار المخابرات باق بكل صلاحياته! المندوب العربي البروفسور اسماعيل ابو سعد المشارك في اللجنة وفي مؤتمر الصحفي اوحى بنظراته واهتزاز المقعد من تحته بمفاجأته بما سمعته اذناه. وان كنا نصدق ابو سعد الذي قال انه لم يعلم بالتغيير المنافي لتوصيات دوفرات فإننا ندعوه لتقديم استقالته منها دون تأجيل او تبرير سيما وانه سبق وقال انه فوجىء بتغيير مضامين خطة "المائة مصطلح" المعدة لصهينة طلاب المرحلة الاعدادية للعرب كاشفا انه لم ينجح حتى بادخال المطربة الراحلة ام كلثوم ضمن مصطلحات التراث العربي!

ومن اجل اعفاء نفسه من مسؤولية مضي الشاباك باختيار من هم مناسبين له لا لتعليم طلابنا على د. ابو سعد ان يعلن استقالته من عضوية "دوفرات" مثلما نتوقع ذلك ممن نصب مديرا للمعارف العربية عبد الله خطيب وسائر المربين العرب الذين لا تفسير لبقائهم فيها سوى مشاركتهم في اغتصاب المدرسة العربية بتدخلات فظة تخلصت منها اكثر دول العالم الثالث تخلفا. واذا كان المسؤولون العرب عاجزين عن تغيير حالة التعليم في الوسط العربي فعلى الاقل هم مدعوون لعدم التعاون مع الوزارة لتحاشي المساهمة في تبييض صفحتها ومنح اضطهادها لحقوق الطالب العربي غطاء الشرعية لان الابقاء على عملية اختيار المديرين والمربين العرب يعني استصدار بوليصة تأمين لاستمرار الجهل والتعليم لضيق الافق والعدمية ولابقاء المدرسة العربية جسدا بلا روح. ولذا نحن بانتظار صرخة لجنة متابعة التعليم العربي التي افرطت وتعجلت في كيل المديح للجنة دوفرات ولوزارة المعارف بدل من عقد مؤتمر لائق للخبراء العرب ولمن لهم صلة كلجان الاباء لبحث القضية بتعمق. كذلك نتوقع من رئيس لجنة المتابعة المهندس شوقي خطيب ان يولي القضية هذه حقها سيما وان المديرة العامة، تيروش، استخدمت اسمه خلال المؤتمر الصحفي في الكنيست لاسباغ الشرعية على "نعمة" دوفرات التي تتحدث عن "ثورة" في المدارس العربية وبعض هذه لا زالت غير مرتبطة لا بشبكة الانترنت بل ولا بالكهرباء. ولا شك ان هذه هي مهمة مقدسة لكافة النواب العرب تستحق العمل المشترك والتنسيق فيما بينهم لقلب كل حجر لالغاء تدخلات المخابرات بالتعيينات لان المدرسة العربية تختزل كافة قضايانا باعتبارها وكالة تغيير وماكنة لصناعة الانسان واذا فسد الرأس فيها فلا رجاء منها اما السكوت على هذا الاستهتار فيعني المزيد من تنصيب من "يعرفون للساعة" فقط قادة للصيرورة التربوية لاجيالنا والتتمة معروفة.

Terms used:

الكنيست, مختار