معلق الشؤون الحزبية في معاريف: دعم الإدارة الأميركية- أهم ما يحمي حكومة أولمرت

أقسمت الحكومة الإسرائيلية، بقيادة إيهود أولمرت، اليوم الخميس 4/5/2006، يمين الولاء لتباشر العمل. وعلى الرغم من الحديث عن ائتلاف مستقر وواسع بقيادة أولمرت إلا أنَّ هذا الائتلاف (سبقته الانتخابات أيضًا) أفرزا طاقمًا قياديًا يمتاز بقلة تجربته في الشؤون السياسية والأمنية وحتى المالية. وبطبيعة الحال، تؤثر هذه الصورة غير المكتملة والمشوشة على آراء المراقبين السياسيين الإسرائيليين الذين يحاولون التأقلم مع الوضع الجديد في ظل إدراكهم أنَّ ما يجري على الساحة السياسية الاسرائيلية اليوم لم يكن له مثيل تاريخيًا.

هنا لقاء مع معلق الشؤون الحزبية في صحيفة "معاريف"، شالوم يروشالمي، الذي توقع استقرارًا للحكومة مع الكثير الكثير من التساؤلات.

* "المشهد الإسرائيلي": هل تتوقع استقرارًا في حكومة أولمرت بعد هذه التحالفات الكثيرة؟

- نستطيع القول، على الأقل في هذه المرحلة، إنَّ الحكومة القادمة برئاسة أولمرت ستكون مستقرة نوعًا ما. ويعود هذا لسببين رئيسيين: يتمثل الأول في الائتلاف الواسع الذي يشكلَّه أولمرت، وقد يرتفع هذا الائتلاف في مرحلة معينة مع انضمام "يسرائيل بيتينو" بقيادة أفيغدور ليبرمان و"يهدوت هتوراة" إلى 84 عضوًا (الائتلاف حتى هذه الساعة يستند إلى تأييد 67 عضوًا- ف. خ) ويقترب العدد إلى 75 في المئة من أعضاء الكنيست الاسرائيلي، وهذه نسبة ليست سهلة.

ويعود السبب الثاني إلى علم المنضمين للحكومة بالخطة السياسية التي يقودها أولمرت قبل دخولهم. هم يعرفون تمامًا إلى أين هم ذاهبون وليس كما كان في عهد شارون.

لقد اتخذ شارون قرار "فك الإرتباط" عن غزة أثناء عمل الحكومة وليس قبل تشكيلها كما يفعل أولمرت. وانفجرت جراء هذا زعزعات داخل الحكومة وداخل حزبه وضمن الائتلاف الحكومي. لكنَّ خطة أولمرت واضحة ولن تكون مفاجآت.

مع هذا، ثمة إمكانية واردةٌ لعدم استقرار الحكومة خاصة في حال اتخذت خطوةً سياسيةً وسعت بشكل فعلي لتطبيق خطة "التجميع" وإخلاء ما يقارب الـ 70- 80 ألف مستوطن يهودي من أراضي الضفة الغربية. في هذه الحالة سيتزعزع استقرار الحكومة بشكل كبير خاصة وأنَّ أعضاء في الائتلاف مثل ليبرمان لن يقبلوا بالواقع وسينسحبون في أعقابها.

* "المشهد الإسرائيلي": هناك قيادة تعتلي السلطة لأول مرة وهي غير مجربة، نذكر منهم تسيبي ليفني وعمير بيرتس وحتى رئيس الوزراء ايهود اولمرت... كيف سيكون تأثيرهم؟

- سيكون تأثير عدم التجربة سلبيًا. وأنا أوافقك الرأي. لم يشغل أولمرت منصبًا وزاريًا من المناصب الهامة في إسرائيل. فلم يكن وزيرًا لا للدفاع ولا للخارجية وكان فترة قصيرة جدًا وزيرًا للمالية. كذلك تسيبي ليفني تشغل منصب وزيرة الخارجية لأول مرة. وأبراهام هيرشزون (كديما) يشغل منصب وزير المالية وكان وزيرًا لمرة واحدة فقط في حكومة شارون. وحتى عمير بيرتس لا تجربة له. وهذا سيؤثر على كيفية اتخاذ القرارات. لأنَّ اتخاذ القرارات من دون تجربة سابقة يؤثر بشكل سلبي على الحكومة وعلى إسرائيل.

لكن من الممكن القول من ناحية أخرى إنًَّ اولمرت ليس شخصًا جديدًا وهو شخصية قيادية بكل معنى الكلمة.

* "المشهد الإسرائيلي": كيف ستؤثر قلة التجربة في الخارجية والأمن على مكانة إسرائيل الدولية؟

- صحيح أنَّ تسيبي ليفني لا تملك التجربة الخارجية، لكن مهما كان تشكيل الحكومة والأعضاء فيها، فلن يتغير موقف الأميركيين منها وسيظل موقفهم داعمًا كما هو الآن. لأنَّ السياسة الأميركية في هذا الصدد هي استراتيجية. وموقف الولايات المتحدة هو المهم في هذه الحالة، وفي هذه الحالة لن يتغير.

* "المشهد الإسرائيلي": وتأثير ذلك على العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية؟

- أولاً ستعمل هذه الحكومة على تنفيذ خطة "التجميع" وهي عبارة عن خطة "فك ارتباط" موسعة. ويكون الفلسطينيون في مثل هذا التخطيط جزءًا من المشكلة لكنَّهم ليسوا جزءًا من الحل. وبالتالي فإنَّ الخطة إسرائيلية صرف. وفي هذا النوع من الخطط، تستتب الأمور لفترة معينة وليس للأبد ولن تؤدي إلى حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

علينا أن نشير إلى أنَّه لن تكون مفاوضات بين "حماس" والحكومة الإسرائيلية بقيادة أولمرت، حتى لو حاربت حماس "الإرهاب" واعتدل قادتها برؤيتهم السياسية. لن يكون أي تقدم سياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الوقت الذي تقود فيه "حماس" الحكومة الفلسطينية. وقد أصدر أولمرت مؤخرًا إلى كل الدبلوماسيين أوامر بعدم التحدث أو الاتصال بحماس.

* "المشهد الإسرائيلي": ما رأيك في تعيين بيرتس وزيرًا للدفاع؟

- وزارة الدفاع في إسرائيل بالغة الأهمية، في الوقت الذي وصل عمير بيرتس إليها لا يحمل لا التجربة السياسية ولا الأمنية. ونحن تعلمنا في إسرائيل أنَّ في السياسة الإسرائيلية لا توجد طرق مختصرة أبدًا. بمعنى أنَّ عمير بيرتس وصل إلى هذه المكانة بطريق مختصرة. نحن شاهدنا نهاية بنيامين نتنياهو الذي وصل رئاسة الوزراء في مثل هذه الحالة. كذلك عمرام متسناع الذي رشَّح نفسه لرئاسة الوزراء قبل ان يكون عضوًا في الكنيست. وإيهود باراك كذلك. وفي حالة عمير بيرتس أقول إنَّه جاء من الطريق الأكثر مختصرة. ورأيناه في مركز الحزب أول من أمس عندما هاجم الجنرالات في حزبه وقد بدأ يخطئ. وإذا استمر هكذا لن ينجح وزيرًا للدفاع.

* "المشهد الإسرائيلي": هل برأيك حزب "كديما" سيكون حزبًا مستقرًا، خلافًا لما تنبأ به المراقبون بعد غياب شارون؟

- حزب كديما سيصمد على عكس التوقعات، لأنَّه يختلف عن أحزاب الوسط الإسرائيلية التي ظهرت واختفت مثل "شينوي" و"حزب المركز" بقياد إسحق مردخاي. "كديما" يختلف لأنه حزب سلطة. وحال وصوله إلى السلطة تتغير المعايير كليًا. وإذا نظرنا إلى الأحزاب السابقة سنجد أنَّها كانت أحزابًا ممثلة في الحكومة ولم تكن أحزاب سلطة كما هو الوضع في "كديما". ثانيًا: لا توجد زعزعات داخلية في "كديما"، لا توجد صراعات بين مؤسساته التي لم تبن بعد. وهذا الهدوء وعدم الزعزعات يساعد في استقرار الحزب.

* "المشهد الإسرائيلي": وماذا عن "العمل" بقيادة بيرتس؟

- قيادة بيرتس لحزب العمل غير واضحة أبدًا. واذا لم يوضح سياسته من شأنه أنْ يخسر منصبه. لقد استطاع الحصول على سبعة حقائب وزارية في حكومة أولمرت لكنَّه ابتعد عن الهدف الذي دعا اليه. هذه الحقائب تبتعد عن خبرة بيرتس. فلو حصل على وزارة المالية مثلاً كان من الأفضل له. وهذا بالطبع يزيد الأمور صعوبة وعدم وضوح.