أولمرت: ستكون هناك ساعات من الخوف وانعدام الوضوح

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، إن الحرب التي تخوضها إسرائيل في لبنان "ستستمر في الجو والبحر والبر ولن يكون هناك وقف إطلاق نار في الأيام القادمة".

وجاءت أقوال أولمرت في "خطاب للأمة" ألقاه في مؤتمر مركز الحكم المحلي لرؤساء السلطات المحلية في إسرائيل مساء يوم الاثنين 31/7/2006 في تل أبيب.

وقال أولمرت إنه "في هذه اللحظات تتقدم قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان من أجل القضاء على قواعد الإرهاب هناك.

"وهذا هو الجواب على سؤال" ما إذا كانت إسرائيل قررت وقف إطلاق النار أم لا.

وكرر أولمرت أن "إسرائيل مستمرة في القتال بعد 20 يوما من مهاجمة منظمة الإرهاب حزب الله لجنود إسرائيليين داخل أراضي الدولة وقتل ثمانية واختطاف اثنين وبدئها بإمطار الصواريخ على بلدات الشمال.

"وعندما بدأت الحرب قلت إنها لن تكون سهلة، فقد أدركنا حينها أنا وزملائي في الحكومة بأن الوضع سيكون قاسيا وحتى مؤلما وقلنا إننا سندفع أغلى ثمن وهو حياة بشر وفقدان الأملاك وانعدام الراحة وفقدان سير الحياة بشكل طبيعي وأحيانا ولو لوقت قصير سندفع الثمن من خلال فقدان سعادة الحياة".

وأضاف "لقد أدركنا أنه ليس هناك من طريق سوى رد حاد وشامل ولا هوادة فيه، إذ كان يحظر السماح لدولة الإرهاب التي بناها حزب الله وراء حدودنا الشمالية أن تستمر قوتها في التزايد وكان يحظر السماح لهم بجمع المزيد من الصواريخ والقذائف الصاروخية وأسلحة أخرى".

وقال أولمرت "سننهي هذه الحرب عندما يزول الخطر من فوق رؤوس سكان إسرائيل ويعود الجنود المخطوفون ورفاقهم المقاتلون إلى الوطن بسلام ويتمكن سكان إسرائيل من السكن في بيوتهم آمنين".

وأشار أولمرت إلى أن عدد الإسرائيليين الذين قتلوا في الحرب ضد لبنان 33 جنديا و18 مواطنا.

واعتبر أولمرت أن إسرائيل تتلقى دعما كبير من دول العالم "وسأمرر رسالة من هنا وهي أننا عازمون على الانتصار في هذا الصراع ولسنا مستعدين للتنازل عن حقنا في العيش حياة بسيطة وحياة عادية خالية من الإرهاب وخالية من هزات لا تتوقف ومن تهديد وتعصّب وكراهية".

واستدرك أولمرت قائلا "ليس الجميع يتماثل معنا وهناك الكثيرون الذين ينتقدوننا ويتحفظون من حربنا لكننا لا نتطلع إلى المناكفات والخصومات لكن مسموح لنا القول للذين يهاجموننا إن أحدا من شعوبكم ما كان سيوافق أبدا على هجمات دموية كهذه ضد مواطنيكم".

وقال أولمرت "لا نلاحق مواطنين أبرياء ولا نحارب الشعب اللبناني ولا نسعى لإسقاط حكومته بل نحن نحارب إرهابيين ولن نوقف الحرب ضدهم حتى نبعدهم عن حدودنا".

وأضاف "أنا آسف من أعماق قلبي على المواطنين، كبارا وأولادا، الذين قتلوا في قرية قانا.

"لم نبحث عنهم ولم نرد موتهم فهم لم يكونوا أعداءنا ولم يكونوا هدفا لطائراتنا، وأرغب بالتوجه إلى مواطني لبنان لأقول إن إرهابيين قتلة يقودونكم إلى واقع من الدمار وعندما شبت رياح الديمقراطية والحرية على بلادكم أصبحتم رهائن لدى منظمة القتلة حزب الله.

"هذه المنظمة لا تخوض حرب الشعب اللبناني وليس بيننا وبين لبنان أي دافع للصراع ولا يوجد بيننا خلاف إقليمي ولا فجوة أيديولوجية وأنتم ونحن علينا أن نسعى للأمر ذاته وهو الحق في العيش حياة هادئة لكن حزب الله يخدم مصلحة شعوب أخرى، خصوصا سوريا وإيران، وهاتان الدولتان تنفثان سموما وتنميان الكراهية والتعصّب والتطرف".

وأضاف أولمرت "أنتم سكان لبنان وإن كنتم غاضبين علينا بسبب الضرر البالغ اللاحق بكم جراء هذه الحرب ولم تريدونها ولا علاقة لكم بها، تعرفون جيدا أن عدوكم ليست دولة إسرائيل وإنما الشيخ نصر الله وجماعته الذين كانوا مستعدين للتضحية بكم لخدمة مصالح دولة أجنبية.

"بل أكثر من ذلك، وانظروا بأنفسكم كيف أن دولا عربية مستقلة تتحفظ من حزب الله وتنضم إلى غالبية دول العالم التي تندد بهذه المنظمة الإرهابية وتبرر حق دولة إسرائيل في الدفاع عن النفس".

وتابع قائلا "مواطنو لبنان، نحن آسفون على الألم اللاحق بكثيرين منكم وعلى اضطراركم للهرب من بيوتكم وأيضا على المس بالأبرياء.

"لكننا لا نعتذر عن ذلك ولن نعتذر أمام من يجرؤ على وضع علامة سؤال حول وجود دولة إسرائيل".

وقال أولمرت إن "حزب الله تلقى ضربة قوية وسيستغرقهم وقتا طويلا حتى يرممونها إذا استطاعوا ذلك أصلا، وأبعدنا حزب الله عن مواقعه على طول الحدود مع إسرائيل وأزلنا هذا التهديد الآني ولن نوافق بعد الآن أن يعود حزب الله إلى هذه المواقع ويجدد التهديد على مواطني إسرائيل من خلال إطلاق النار المباشر على بلدات الشمال".

وأضاف "لقد نجحنا بتوجيه ضربة إلى منظومة الصواريخ الطويلة المدى للمنظمة في عمق لبنان وسنواصل بذلك، كما دمرنا مقراته وضربنا قواعده، ولم تعد قواعد حزب الله في الجنوب وبيروت وبعلبك تبدو كما كانت وتم توجيه ضربة كبيرة إلى منصات الصواريخ المنتشرة في جنوب لبنان كما تمكنا من ضرب عمليات تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله وتتواصل هذه الضربات في هذه اللحظات أيضا وسنواصل القيام بذلك".

ومضى أولمرت في تهديد مباشر لسوريا أنه "لن نتسامح أكثر مع مرور أسلحة إلى حزب الله ولن نسمح للمنظمة بتجديد قدراتها".

وتابع أن "قيادة المنظمة (حزب الله) تختبئ وتعمل في الظلام وتخشى على حياتها وسنواصل ملاحقتها في كل مكان وزمان".

واستطرد أن "المنظمة وزعيمها (حسن نصر الله) معزولون في الحلبة اللبنانية والحلبة العربية ولا يعتبر أكثر أنه يقود الكفاح المسلح ضد إسرائيل وحامي لبنان وإنما يعتبر كمن جلب الدمار على لبنان وسكانه وكمن يعمل دون منطق ودون مسؤولية".

وقال أولمرت إن "قوات دولية ستنتشر على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان وعند المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا وستعمل بصورة فعالة لتفكيك قدرات المنظمة".

واعتبر أن "هذه فرصة لن تتكرر لتغيير قواعد اللعبة في لبنان ولا يزال هناك عمل كثير أمامنا في المستوى العسكري والسياسي ولن نتوقف حتى نحقق النتائج المرجوة".

وأضاف "سوف نبذل كل الجهود لكي يصبح الواقع الذي ساد لبنان عشية الحملة العسكرية (الإسرائيلية) مختلفا".

وقال أولمرت موجها كلامه لمواطني إسرائيل إن "الحرب لم تنته وهناك أيام ليست قليلة من القتال بانتظارنا وسوف تسقط (في إسرائيل) صواريخ وستكون هناك ساعات من الخوف وانعدام الوضوح...

"ونعم، سيكون هناك أيضا دم ودموع لكننا لن نتنازل ولن نتوقف بل سنواصل القتال حتى تحقيق الأهداف والغايات التي حددناها لأنفسنا وحتى نجلب الهدوء والسلام والسكينة لبلادنا".

بيرتس: لا يتوجب الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار

من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، إنه "لا يتوجب الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار في لبنان لأننا سنجد أنفسنا خلال شهور في وضع مماثل" للوضع قبل الحرب.

وأضاف بيرتس في خطاب أمام الهيئة العامة للكنيست التي عقدت يوم الاثنين جلسة خاصة لبحث الحرب الإسرائيلية ضد لبنان أن "إسرائيل وافقت على تقييد عمليات سلاح الجو لمدة 48 ساعة، لكن الجيش الإسرائيلي سيوسع ويعمق عملياته ضد حزب الله".

وتابع أن "منح ممر إنساني لن يوقف الحملة العسكرية لتحقيق أهدافنا".

وادعى بيرتس أن "الجيش الإسرائيلي ألحق أضرارا كبيرة بقدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ".

وقال بيرتس إن "إسرائيل مصرّة على أن تكون بأيدي القوة المتعددة الجنسيات التي سيتم نشرها في جنوب لبنان صلاحيات لفرض النظام وأن تكون قادرة على العمل بحزم ضد الجهات الإرهابية التي ستحاول العودة إلى جنوب لبنان".

وأضاف أن "هذه القوة ستطالب بمراقبة المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان".

واعتبر بيرتس أن "القتال في لبنان وقطاع غزة تم فرضه علينا ونحن لم نختر الخيار العسكري وهذه حرب على الوطن وسوف ننتصر فيها.

"ولا يوجد لنا أي نزاع إقليمي ليس مع لبنان ولا عند الحدود الجنوبية مع السلطة الفلسطينية لكن لا يمكننا مواصلة سياسة إغماض العينين".

وقال بيرتس إن "الجيش الإسرائيلي يبذل كل جهد ممكن للامتناع عن المس بالمدنيين لكن أعداءنا يطلقون باتجاه تجمعات سكانية دون تفريق ويرسلون الإرهابيين للانتحار بين المواطنين".

وادعى أنه "عندما يصاب مواطنون بنيراننا فإن هذه تكون مأساة وفشل نقوم بالتحقيق فيه لكن بالنسبة لهم يعتبر الأمر نصرا".

الحكومة الإسرائيلية الأمنية تعقد اجتماعا لإقرار توسيع العمليات في لبنان

عقدت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية اجتماعا مساء الاثنين لإقرار توسيع العمليات العسكرية في لبنان.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين عسكريين وسياسيين إسرائيليين قولهم إن العمليات العسكرية ستكون بالأساس برية وقد تصل القوات الإسرائيلية خلالها إلى منطقة نهر الليطاني.

وازدادت حدة الضغوط على إسرائيل بعد وقوع مجزرة قانا وهو ما دفع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس إلى الإعلان أنه "حان الوقت لوقف إطلاق النار".

ويبدو أن أقوال أولمرت عن توجيه ضربات شديدة لقواعد حزب الله يأتي في إطار إظهار انجازات العمليات العسكرية الإسرائيلية لتبرير وقف إطلاق النار.

فقد أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية إن حزب الله ما زال يملك أكثر من عشرة آلاف صاروخ كاتيوشا قصير المدى وعددا غير معلوم من الصواريخ الطويلة والمتوسطة المدى فيما تحدثت مصادر في مكتب أولمرت عن تدمير الطيران الإسرائيلي لثلثي الصواريخ الطويلة المدى.

كما تحدثت مصادر عسكرية عن مقتل 200 مقاتل من حزب الله من أصل آلاف المقاتلين لدى الحزب.

لكن عددا من المحللين العسكريين بينهم المحلل العسكري في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، ألون بن دافيد، شكك حتى في مقتل 200 من مقاتلي حزب الله وأشار إلى أن هذا العدد تم التوصل إليه من خلال أقوال جنود "لا يتعرفون على من يصيبونهم بشكل دقيق".

وقال اللواء في الاحتياط داني روتشيلد للقناة العاشرة إنه "يستحيل القضاء على قوة حزب الله وربما تم إضعافه قليلا لكن كل حديث آخر لا ينطوي على جدية".

من جهة أخرى رأى سياسيون إسرائيليون أن مجلس الأمن الدولي سيتخذ قرارا بوقف إطلاق النار في لبنان يوم الجمعة القادم وأن توقف إسرائيل عملياتها العسكرية يوم السبت.

وأشار موقع "معاريف" الالكتروني إلى أن العمليات العسكرية البرية التي تنفذها القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان تهدف إلى إنشاء حزام أمني بعمق كيلومترين يكون خاليا من أي تواجد لحزب الله.

اليمين الإسرائيلي يحث الحكومة على عدم الخضوع لضغوط دولية لوقف الحرب

حثّ اليمين في إسرائيل الحكومة الإسرائيلية على عدم الخضوع لضغوط دولية لوقف الحرب التي تشنها إسرائيل ضد لبنان في أعقاب مجزرة قانا التي راح ضحيتها نحو 60 مواطنا لبنانيا معظمهم من الأطفال.

وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية عضو الكنيست بنيامين نتنياهو في خطاب أمام الهيئة العامة للكنيست يوم الاثنين إنه "أمام تهديد استراتيجي يتوجب أن يكون هناك حسم استراتيجي".

وطالب نتنياهو الحكومة الإسرائيلية بعدم الخضوع للضغوط الدولية لوقف الحرب ضد لبنان وقال إنه "عندنا، في إسرائيل، هناك أسف حقيقي على مقتل الأطفال" الذين قتلوا في قانا.

واعتبر نتنياهو أنه "في كل لحظة يمكن أن تأتي علينا هجمات حرب صاروخية" في إشارة إلى قصف حزب الله لشمال إسرائيل.

وتابع: "هذا هو التهديد الإستراتيجي الذي نواجهه حيث ثلث الدولة مشلول بسبب ذلك ومن يدري ما إذا كان سيشمل سكانا آخرين" في حال أطلق حزب الله صواريخ طويلة المدى.

وأضاف نتنياهو أن "هذا تهديد استراتيجي وأمام تهديد استراتيجي يجب أن يكون هناك حسم استراتيجي وهذا هو الهدف الذي وضعته الحكومة (الإسرائيلية) بحق وبذكاء وبجرأة في اجتماع الحكومة المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية في 13 من الشهر الجاري" غداة اختطاف الجنديين الإسرائيليين وبدء الحرب ضد لبنان.

وقال نتنياهو "إنني أعرف أن هناك تكتلا كبيرا لتحقيق الهدف والشعب موحد بشكل واسع وسكان الشمال يقولون إنهم مستعدون لأن يعانوا أكثر لكن أكملوا المهمة".

وادعى نتنياهو أن "هذه حرب مع هدف عادل".

وأضاف أن "الفارق بيننا وبين الإرهابيين هو أنه عندنا يمسون بالمدنيين خطأ وعندهم عن قصد وهذا هو الفارق بين حرب شرعية وجرائم حرب وهذا الفارق بيننا وبينهم".

وأثارت أقوال بيرتس ونتنياهو غضب أعضاء الكنيست العرب الذين قاطعوا الخطابين. وأخرجت رئيسة الكنيست، داليا ايتسيك، ثلاثة نواب هم إبراهيم صرصور وطلب الصانع اللذان قالا لبيرتس "أنت قاتل أطفال" وجمال زحالقة الذي قال لنتنياهو "أنت ملاك الموت".