شارون يعلن تشكيل حركة "المسؤولية الوطنية"

قال الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف في ختام اجتماعه برئيس الوزراء أريئيل شارون، صباح اليوم 21/11/2005 ، إنه سيمنح أعضاء الكنيست مهلة 21 يوما حسب القانون لمحاولة اقتراح أحدهم لتشكيل الحكومة الجديدة خلفا لأريئيل شارون الذي ابلغه، اليوم، قرار انسحابه من الليكود وتشكيل حركة سياسية جديدة (باسم "المسؤولية الوطنية")، طالبا منه حل الكنيست ليتسنى إجراء انتخابات جديدة.

وقال كتساف انه سيعمل حسب القانون الذي يخوله إجراء اتصالات مع ممثلي الكتل البرلمانية لفحص ما إذا كان يمكنه إلقاء مهمة تشكيل الحكومة على عضو كنيست آخر، واذا ما توصل الى عدم توفر هذه الإمكانية، يتم تبليغ ذلك الى رئيس الكنيست، ما يعني إجراء الانتخابات خلال 90 يوما من موعد التبليغ.

ويمكن لـ61 عضو كنيست أن يتوجهوا خلال 21 يوما الى الرئيس الإسرائيلي ليعرضوا عليه القاء مسؤولية تشكيل حكومة جديدة على عضو كنيست آخر، واذا لم يتم ذلك فهذا يعني، ان الانتخابات ستجري خلال 90 يوما. وفي المحصلة النهائية ستجري الانتخابات خلال 111 يوماً.

وسيتحتم على الراغبين بطرح مرشح لتشكيل الحكومة تجنيد 61 نائبا على الأقل يؤيدون المرشح، وهو ما يسعى اليه رئيس الائتلاف الحكومي جدعون ساعر. لكنه يتضح من لقاءات اجرتها الإذاعة الإسرائيلية العامة مع عدد من قادة الأحزاب الممثلة في الكنيست، صباح اليوم، يتضح ان هذه الإمكانية غير واردة.

وقال كتساف في مؤتمر صحفي مقتضب عقده في ختام استقباله لشارون، ان شارون أوضح له عدم مقدرته على إدارة الحكومة في غياب غالبية مؤيدة له. وأضاف انه سيفحص مع ممثلي الكتل ما اذا بمقدورهم ترشيح احدهم لرئاسة الحكومة. وأعرب كتساف عن اعتقاده بضرورة تقديم موعد الانتخابات.

ونشر مكتب شارون، اثر الاجتماع، بيانا اوضح فيه قرار رئيس الحكومة الانشقاق عن الليكود وتشكيل حركة سياسية جديدة. ومن المتوقع ان يعقد شارون اول اجتماع لحزبه ظهر اليوم، بمشاركة بين 12 و15 نائبا من نواب الليكود.

وكان شارون قد اتخذ قراره الليلة الماضية، بعد سلسلة من المشاورات التي اجراها مع العديد من اعضاء الكنيست ومستشاريه وابلغهم قراره الذي يأتي بعد 30 عاما من تأسيسه لحزب الليكود وشغله العديد من المناصب الوزارية. وحسب ما تناقله مقربون من شارون فان خمسة وزراء من الليكود هم ايهود اولمرت، وغدعون عزرا ومئير شطريت وتسيبي ليفني وابراهام هيرشيزون، والوزير حاييم رامون، من حزب العمل، اضافة الى العديد من نواب الليكود المناصرين لشارون سيرافقونه لدى توجهه الى الرئيس الاسرائيلي، صباح اليوم، لابلاغه قرار انشقاقه عن الليكود . وعلم أن من بين النواب الذين أعلنوا نيتهم الانشقاق مع شارون، مجلي وهبة، وروني بار- أون وايلي افلالو وروحاما ابراهام وعنبال غبرئيلي. كما يتوقع ان يرافق شارون الرئيس السابق لجهاز الشاباك الاسرائيلي آفي ديختر، ورئيس جامعة بن غوريون البروفيسور افيشاي بافرمان، والبروفيسور اوريئيل رايخمان من مؤسسي حركة شينوي.

واجرى شارون، صباح اليوم، اتصالا بوزير الامن شاؤول موفاز داعيا اياه الى الانضمام اليه. ووعده بالاحتفاظ له بمنصب وزير الامن اذا تم انتخابه لرئاسة الحكومة القادمة.

وعلم ان رئيس مركز حزب الليكود تساحي هنغبي سيتولى منصب الرئيس المؤقت للحزب خلفا لشارون الى أن يتم انتخاب الرئيس الجديد. وقال الوزير تساحي هنغبي للإذاعة الإسرائيلية العامة، صباح اليوم، انه سيعقد اجتماعا لمركز الحزب هذا الأسبوع لتحديد موعد للانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب الليكود.

وفي ضوء الغزل الرفيع الذي تبادله شارون مع نائبه شمعون بيريس من حزب العمل، امس، وما اوحاه ذلك من دعوة بيريس للانضمام اليه ، قال مقربون من بيريس، صباح اليوم، ان بيريس لا ينوي ترك حزب العمل والانضمام الى حزب شارون، لأنه يعتبر حزب العمل بيته الأبدي.

وتوجه رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين، صباح اليوم، الى رئيس الدولة طالبا منه عدم التسرع بالتجاوب مع طلب رئيس الحكومة واعلان تقديم موعد الانتخابات، مشيرا الى ان الكنيست سيناقش، بعد غد الاربعاء مشاريع قانون تدعو الى حل ذاته وتقديم موعد الانتخابات الى الثامن والعشرين من آذار، وهو الموعد الذي توصل اليه الليكود والعمل، خلال مفاوضات جرت يوم أمس الأحد.

في المقابل أعلن ستة من قادة الليكود نيتهم المنافسة على رئاسة الحزب بعد شارون، وهم بنيامين نتنياهو، عوزي لانداو، شاؤول موفاز، سيلفان شالوم، يسرائيل كاتس وليمور لفنات، إضافة إلى زعيم الجناح الاستيطاني موشيه فايغلين.