الصحف الإسرائيلية: لحود سيدفع ثمن مقتل الحريري

تناولت الصحف الإسرائيلية الصادرة يوم 23/10/2005 بتوسع تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري ورددت ان الرئيس اللبناني اميل لحود "سيدفع ثمن مقتل الحريري" وفي المقابل شككت في امكانية فرض عقوبات على سورية.

وافادت صحيفة "هآرتس" بأن وزارة الخارجية الاسرائيلية اصدرت تعليمات لممثليها في الخارج بعدم التعقيب على تقرير رئيس لجنة التحقيق في اغتيال الحريري، القاضي الالماني ديتليف ميليس.

وقالت الصحيفة ان هناك خلافًا في الآراء داخل الحكومة الاسرائيلية حول ما اذا كان "استمرار نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد جيدا لاسرائيل".

واضافت ان موقف وزارة الخارجية الاسرائيلية يؤيد غياب النظام السوري الحالي فيما نقلت الصحيفة عن مصدر امني "تحذيره من صعود نظام اخطر بكثير من النظام الحالي من جانب الاخوان المسلمين ومتطرفين اخرين قد يتعاونون مع تنظيم القاعدة ولذلك فان التطلع الى تغيير النظام في سورية ينطوي على خطورة".

وكتبت مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت" للشؤون العربية سمادار بيري تحليلا قالت فيه ان لحود "سيكون اول من يعود الى بيته بعد تقرير التحقيق في مقتل الحريري".

يشار الى أن بيري لا تعتبر من المحللين الاسرائيليين البارزين في الشؤون العربية لكنها مقربة جدا من اجهزة الامن الاسرائيلية.

وقالت في مقالها الذي جاء عدائيا للغاية تجاه الرئيس اللبناني وبشكل غير مبرر ان "امام لحود طريقين: إما ان يُقتل او ان يتم ايجاد طريق سياسية للإطاحة به".

واعتبرت بيري ان الرئيس العراقي السابق "صدام حسين يبدو ملاكا مقارنة مع الرئيس الذي فرض نفسه على لبنان وتعاون مع الاشخاص الذين قتلوا رئيس الحكومة السابق".

من جهة اخرى كتب محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي بارئيل ان "الحكومة والبرلمان في لبنان سيستخدمان تقرير ميليس للمطالبة باقالة لحود".

لكن بارئيل كتب ايضا ان "التفاصيل التي يتضمنها تقرير ميليس ليست ناضجة بعد لتقديم لائحة اتهام ضد سورية او ضد مسؤولين سوريين ولبنانيين لأن التقرير تضمن عددا مبالغا فيه من التلميحات والتقييمات والاستخلاصات والقليل من المعلومات".

وتساءل بارئيل حول السبب الذي دفع ميليس الى تقديم تقريره قبل استكمال التحقيق وقال ان الاجابة على ذلك موجودة في واشنطن وبيروت.

واضاف ان "واشنطن تحتاج الى مواد ادانة ضد سورية حتى لو كانت هذه المواد مؤقتة وغير كاملة وذلك على خلفية مساعدة سورية للارهاب في العراق".

ولفت بارئيل الى ان الولايات المتحدة تحتاج الى التقرير من اجل الدفع باتجاه فرض عقوبات على سورية من خلال مجلس الامن الدولي فيما تحتاجه الحكومة والبرلمان في لبنان لدفع لحود الى الاستقالة.

لكن بارئيل شكك في تمكن الولايات المتحدة من فرض عقوبات على سورية بسبب العلاقات المتينة التي تربطها بايران وعلاقات الاخيرة الوطيدة مع كل من روسيا والصين اضافة لعلاقات سورية مع مصر والسعودية والكويت والامارات مشيرا الى ان لهذه الدول مصالح اقتصادية في سورية وتؤثر في الوقت ذاته على القرار الاميركي.

واعتبر بارئيل ان الولايات المتحدة ستأخذ بالحسبان موقف جامعة الدول العربية وذلك على ضوء بدء اقتراب الجامعة من العراق في اشارة الى زيارة الأمين العام للجامعة عمرو موسى الى العراق "والاعتراف بالمبنى السياسي الذي بلورته واشنطن في العراق".

من جانبه رأى مراسل صحيفة "معاريف" للشؤون العربية جاكي حوغي ان "الولايات المتحدة تضع مطالب من المستحيل ان تنفذها سورية" ووصف المطالب الاميركية بـ"المنافقة" و"الحمقاء".

وكتب حوغي انه "اصبح مألوفا اليوم جلد النظام السوري والتكهن حيال مصيره في المستقبل القريب لكن في ظل الحماس الذي يرافق الهجوم على سورية يتم نسيان الجانب الاخر للصورة.

"ما فعلته سورية في لبنان طوال العقود الثلاثة الماضية لا يختلف من حيث الجوهر عما تفعله الدول العظمى في ساحات الاخرين".

واعتبر ان الوجود السوري في لبنان "لا يختلف من حيث الجوهر عن الاحتلال الاسرائيلي للبنان وعن المغامرة الاميركية في فيتنام لان ثلاثتهم احتلوا ارضا ليست لهم بسبب مصالح وطنية وقمعوا شعوبها وانسحبوا مدحورين".

وادعى حوغي ان "قتل الحريري ليس عملا استثنائيا في مشهد ضاحيتنا، فاسرائيل تنفذ عمليات اغتيال سياسية منذ عشرات السنين وتحظى بصمت اغلبية دول العالم.

"والولايات المتحدة ترتكب المذابح في العراق وافغانستان دون رحمة وسقط ابرياء جراء ذلك".

واضاف ان "احدا لم يكترث عندما تم الكشف قبل عشرين عاما عن ان نظام المرحوم حافظ الاسد يطور اسلحة كيماوية والان فقط يلوحون بهذه الورقة لان السوريين يرفضون مساعدة الجيش الاميركي في العراق".

وحول تقرير ميليس كتب حوغي "الجميع سعداء الان بعد ان سافر قاض الماني شجاع ونافذ الرؤية الى سورية ولبنان وعاد وبجعبته الدليل: الاسد مذنب.

"صحيح ان هناك جدالا حول ما اذا كان بامكان الادلة في التقرير الصمود امام محكمة لكن هذا ليس مهما لانه مع ادلة ضعيفة كهذه شنت اميركا الحرب على العراق واسقطت صدام".

وقال حوغي ان "الرئاسة في دمشق هي احد الأنظمة الأكثر استقرارا في المنطقة واستقرارها هو مصلحة اميركية وإسرائيلية ودولية والتهديدات الخارجية حيالها هي مشكلته الصغيرة".

واضاف ان "دمشق انضمت مؤخرا الى قائمة الانظمة التي تهددها التنظيمات الاسلامية المتطرفة.

"وقبل ان نقطع رأس الاسد علينا ان نتذكر ان الاشخاص الذي (اتهموا) باصدار امر لقتل الحريري يستخدمون كوابح لمنع انقلاب في دمشق.

"ان من شأن انقلاب كهذا ان يجلب نظاما اسلاميا الى سدة الحكم وهذا ليس كابوسا سوريا فحسب وانما هو خطر على اسرائيل ايضا".

وخلص حوغي الى ان "سورية واسرائيل موجودتان في حالة عداء لكن عدو اليوم سيكون الصديق في الغداة. ويفضل ان يكون هذا طبيب عيون متقلب على ان يكون شيخا يدرك جيدا ماذا يريد".