رئيس "أمان": "حزب الله" شريك في اغتيال الحريري

قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان")، أهارون زئيفي فركاش، إن "الخيوط" في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري "تقود إلى دمشق" وإن منظمة "حزب الله" كانت شريكة في عملية الاغتيال. وهذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها مسؤول إسرائيلي عسكري أو سياسي مثل هذا الاتهام إلى حزب الله.

لكن فركاش أضاف "إننا غير متأكدين من ذلك لكننا نشتبه من مجمل المعلومات التي بحوزتنا أن سورية هي التي تقف وراء الاغتيال ومن الجائز أيضا أن ذلك تم بمساعدة جهات في حزب الله والإيرانيين".

وزعم "على ما يبدو فإن من نفذ الاغتيال في نهاية الأمر هو شخص في سوريا وليس بعيدا عن الرئيس بشار الأسد لكن لا يمكنني التأكيد على أن ذلك تم بمعرفته رغم انه في أنظمة من هذا النوع لا تحدث الأمور صدفة".

وكرر فركاش أنه "ربما يكون تنفيذ الاغتيال نفسه قد استغل شبكة حزب الله".

وقال فركاش في مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" ونشرتها يوم الاثنين 17/10/2005 إن "هناك شخصيات في العائلة العلوية الحاكمة في دمشق تعارض خطوات الرئيس السوري بشار الأسد وتعرب عن تحسبها من أن تقود سياسته إلى فقدان الحكم".

لكن فركاش شدد على أن الرئيس السوري "لم يصل إلى وضع يقترب فيه من فقدان كرسيه".

وتابع فركاش أن الأسد يواجه مخاطر تتمثل "بالعلاقة بين الجهاد الإسلامي العالمي والسنة الذين يشكلون ما نسبته 70% من السكان في سورية وهذا وضع غير ايجابي بالنسبة لإسرائيل".

وقال إن "التحدي الأهم الماثل أمام الأسد ليس الأقلية الكردية وإنما حركة الإخوان المسلمين التي بدأت تأخذ طابعا وهابيا".

واعتبر فركاش أنه إذا أراد السوريون إحكام إغلاق الحدود مع العراق فانه بمقدورهم القيام بذلك.

واستطرد أن "الفخ الذي وقع فيه الأسد هو انه في حال بدأ بإثبات قدرته على إغلاق الحدود مع العراق نزولا عند طلب الأميركيين فانه عندها سيكون في مواجهة مع الإسلاميين (الذين تدعي أميركا أنهم يعبرون إلى العراق من الأراضي السورية). ويتوجب على الأسد أن يواجه الفخ ويحسم فيه واعتقد أنه لن يحسم في هذا الصدد".

وقال فركاش إن "الخيار الذي أراه هو بالتدخل العسكري الأميركي- البريطاني في نهاية الأمر وذلك إذا لم يغلق (الأسد) الحدود فإن الأميركيين لن يوافقوا على مواصلة التسلل عبر الحدود السورية العراقية".

وأردف أن الأسد يرفض الاستجابة للمطالب الأميركية بسبب اعتبارات أيديولوجية ويرغب في أن يغادر الأميركيون المنطقة.

واعتبر فركاش أن الرئيس السوري "لا يرى مصلحة الآن في التوصل إلى سلام مع إسرائيل بل يتركز اهتمامه على لبنان الذي خسره وليس على الجولان الذي خسره والده".

وفيما يتعلق بحزب الله قال فركاش إن "حزب الله يريد أن تقود أفكاره ومفاهيمه لبنان ونصر الله يرى في نفسه زعيم لبنان الشيعية".

واعتبر أن "حزب الله يقوده شخص واحد أهدافه جهادية وإذا رأى أن الأفكار الجهادية ستشكل خطرا على مستقبله في لبنان فإنه سيشد الخيوط باتجاه حزب (سياسي)".

ورأى فركاش أن حزب الله "هو منظمة ذات إدراك استخباراتي جيد أكثر من كثيرين في المنطقة حتى بالمقارنة مع السوريين وهي تفهمنا جيدا وتقرأنا بصورة ليست سيئة لكن بالإمكان اختراقها وتقوم بأعمال لإحباط ذلك".

من جهة أخرى كرر فركاش ما سبق أن قاله بأن قرابة عشرة ناشطين من تنظيم القاعدة تسللوا إلى قطاع غزة من سيناء "وهذا تهديد جدي".

لكن فركاش نفى أن يكون ذلك يشكل قاعدة للتنظيم الأصولي في قطاع غزة.

واعتبر فركاش أن البرنامج النووي الإيراني هو القضية الحارقة لكنه قال إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا نجحوا في تأجيل تنفيذ هذا المشروع لسنتين على الأقل.

رغم ذلك لم يستبعد فركاش قيام إسرائيل بمهاجمة المفاعلات النووية الإيرانية إذا لم يتم حل القضية بالطرق الدبلوماسية.