انتصار حماس في انتخابات التشريعي يلزم بتجميد الانفصال

ذكرت صحيفة "هآرتس" (9/5/2005)، في تحليل كتبه مراسلها العسكري عاموس هرئيل تعليقًا على نتائج الانتخابات البلدية المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أن أي إنجاز لحركة "حماس" في انتخابات المجلس التشريعي القريبة من شأنه أن يكوّم المصاعب أمام خطة الانفصال عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، التي يحاول دفعها رئيس الوزراء أريئيل شارون. وأضافت أن "النجاح النسبي لحماس في الانتخابات البلدية الأخيرة، الأسبوع الماضي، أدى إلى نشوء تماثل- يعتبر نادرًا في نوعه- في المصالح بين إسرائيل وقيادة السلطة الفلسطينية، إذ أصبحت الآن مصلحة كبيرة لدى الطرفين في تأجيل انتخابات المجلس التشريعي المقررة في 17 تموز/ يوليو".

وتابعت الصحيفة: "يخشى رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، من هزيمة فتح في هذه الانتخابات. بينما سيكون من الصعب على إسرائيل أن تنسحب من قطاع غزة وشمال الضفة، في إطار خطة الانفصال، بعد الانتخابات بثلاثة أيام أو ثلاثة أسابيع (وفقاً للموعد النهائي لتطبيق الخطة، الذي سيقره رئيس الوزراء أريئيل شارون) إذا ما اتضح أن الشريك العملي لهذا الإجراء هو حماس".

وتوقع مراسل الصحيفة أن "تستكمل حماس انتصارها النسبي في الانتخابات المحلية في الجولة الأخيرة المقررة في أيلول المقبل" حيث ينتظر، من وجهة نظره، أن تفوز في انتخابات مخيم جباليا، ومن غير المستبعد أن تفوز في انتخابات بلدية غزة. وهذا بحد ذاته "أمر سيء في نظر إسرائيل".

وبالنسبة لخطة الانفصال تكتب الصحيفة أنه سيكون من الصعب على شارون، رغم إصراره على كون الخطة المذكورة أحادية الجانب، أن يفسّر انسحاباً من مناطق (فلسطينية) في حين أن هذه المناطق ستقع لا محالة (بعد الانسحاب) في قبضة "حماس". ومنذ الآن بدأت في المستوى السياسي وأيضاً في قيادة هيئة أركان الجيش تسمع أصوات تقول إن انتصار حماس في انتخابات المجلس التشريعي يلزم بتجميد الانفصال حتى لو تم الأمر في اللحظة الأخيرة.

وتطرقت "هآرتس" إلى تصريحات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، الجنرال أهارون زئيفي فركش، الذي امتدح فيها أداء السلطة الفلسطينية ورئيسها منوهة بإبراز وسائل الإعلام الفلسطينية لها، فكتبت تقول إن هناك شكاً كبيراً في ما إذا كان رئيس الوزراء قد شعر بالارتياح حيال تصريحات زئيفي، خصوصاً وأن تشخيصات رئيس "أمان" هي موضع خلاف حتى داخل العاملين في الاستخبارات. ونوّهت إلى أن رئيس جهاز الأمن العام (شاباك) ومعه رئيس وحدة الأبحاث في "أمان"، الجنرال يوسي كوبرفاسر، ما زالا يوجهان النقد الشديد إلى أعمال (وحتى إلى نوايا) رئيس السلطة الفلسطينية.

من ناحية أخرى أبرزت جميع الصحف الإسرائيلية نبأ إصدار وزير الدفاع شاؤول موفاز، أمر اعتقال إداري ضد الناشط اليميني المتطرف نيريا أوفان، من مستوطنة يتسهار قرب نابلس. وقالت الصحف إن قيادة المنطقة العسكرية الوسطى أوصت مؤخراً باعتقال عشرات الناشطين المركزيين في اليمين المتطرف عشية تطبيق خطة الانفصال.

Terms used:

هآرتس, شاباك