أجواء انتخابات عامة تخيم على إسرائيل

كتب بلال ظاهر

خيمت صباح اليوم الثلاثاء (8/11/2005) أجواء الانقسام في حزب الليكود الحاكم في إسرائيل واقتراب الموعد الذي سيقرر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون حلّ الكنيست وتقديم موعد الانتخابات العامة غداة فشله في ضم وزيرين من حزبه الليكود إلى حكومته.

وكان الكنيست قد اسقط مساء أمس الاثنين (7/11/2005) اقتراح التعديل الوزاري الذي اقرته الحكومة الإسرائيلية مطلع الأسبوع الماضي والقاضي بتعيين عضوي الكنيست مردخاي بار أون وزئيف بويم وزيرين في حكومة شارون وتعيين القائم بأعمال رئيس الوزراء ايهود اولمرت وزيرا دائما للمالية بأغلبية 60 صوتا ضد التعديل مقابل 54 صوتا أيدوا التعديل.

وبرز بين معارضي التعديل ثمانية نواب من حزب الليكود فيما تغيب عن التصويت ثلاثة نواب من هذا الحزب جميعهم ينتمون لمجموعة "المتمردين" التي تشكلت على ضوء معارضة أعضائها لخطة فك الارتباط.

وفي أعقاب ذلك صادق الكنيست في ساعة متأخرة من ليلة امس على اقتراح تعيين اولمرت وزيرا دائما للمالية وتعيين الوزير بلا حقيبة متان فيلنائي من حزب العمل وزيرا للعلوم بأغلبية 71 صوتا ومعارضة 41 صوتا وتغيب ثمانية نواب.

ولم تكن المصادقة على تعيين اولمرت في تصويت منفرد مفاجئة اذ أعلن أعضاء مجموعة "المتمردين" ومعهم وزير المالية السابق بنيامين نتنياهو منذ أيام أنهم سيؤيدون تعيين اولمرت وزيرا للمالية.

وعلل "المتمردون" معارضتهم لتعيين بار أون وبويم وزيرين في حكومة شارون بأنهما يكافآن على تأييدهما لخطة فك الارتباط ولذلك فقد كان سقوط اقتراح تعيينهما معروفًا مسبقا خصوصا بعد تأجيل التصويت عليه يوم الاثنين من الأسبوع الماضي.

واعتبرت معلقة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت احرونوت"، سيما كدمون، اليوم ان شارون يرى بسقوط اقتراحه امس "انتصارا" له مقابل منافسه نتنياهو.

واضافت ان "شارون فضّل الكشف مرة أخرى عن حقيقة مجموعة المتمردين" لغايات انتخابية داخلية "لأن لا شيء يفرح شارون أكثر من رؤية، وبالأساس إظهار، نتنياهو ينضم مرة أخرى الى ما تبقى من المتمردين، تلك المجموعة الصغيرة والمتطرفة التي تحاول تخريب عمل الحكومة"، على حدّ قولها.

من جانبها كتبت معلقة الشؤون السياسية في صحيفة "معاريف"، مايا بنجل، ان التصويت في الكنيست امس كان خطوة بادر اليها شارون بهدف تمرير رسالة واضحة لمؤيديه مفادها "هذه سنة انتخابات واحتاجكم الى جانبي" في الانتخابات الداخلية في حزب الليكود مقابل خصمه الأبرز نتنياهو.

وأضافت ان فشل شارون في تمرير التعديل الوزاري في التصويت الأول أمس وبعد ذلك طرح تعيين اولمرت كان غايته إيصال رسالة الى أعضاء الكنيست وأعضاء مركز الليكود وحتى أعضاء الليكود بأنه يحارب من اجل كلّ من يدعمه.

من جهة ثانية نقل معلق الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، عن مقربين من شارون قولهم ان رئيس الوزراء الإسرائيلي كان راضيا جدا من التصويت وانه وعد بار أون وبويم امس بأنهما سيصبحان وزيرين في حكومته الحالية.

واضاف فيرتر ان شارون قصد بوعده للاثنين أنهما "على ما يبدو سيكونان وزيرين في حكومة انتقالية فقط بعد حلّ الكنيست وهذا أمر قد يستغرق أربعة أو خمسة شهور".

وتابع ان شارون ليس مسرعا لحلّ الكنيست "لأنه بينه وبين نفسه لم يقرر بعد فيما اذا كان سيخوض الانتخابات ضمن قائمة الليكود أم انه سيخوضها مستقلا".

ولفت فيرتر الى أن "نتائج التصويت امس (على تعيين بار أون وبويم) من شأنها أن تدفعه الى الانسحاب من الليكود وإقامة حزب لا يرزح تحت رحمة أعضاء مركز الليكود".

واعتبر المعلق في "هآرتس" انه على الرغم من فوز "المتمردين" امس إلا انه ثبت للجمهور في إسرائيل أن "الليكود ليس قادرا على إدارة الدولة".

ونقلت "يديعوت احرونوت" عن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي قولهم ان "شارون سيقدم موعد الانتخابات العامة لان الحكومة وصلت الى نهاية طريقها فيما يرقص المتمردون على (سفينة) التيتانيك ولم يتبق أمام شارون سوى اتخاذ قرار بخصوص توقيت اصطدامها بكتلة الجليد".

وأشارت معلقة الشؤون الحزبية في "يديعوت احرونوت" الى عامل آخر لإنهاء ولاية الحكومة الحالية وهو أن شارون ينتظر نتائج الانتخابات الداخلية في حزب العمل الشريك الوحيد في حكومة الليكود، والتي ستجري غدا الاربعاء.

وتشير استطلاعات الرأي الى ان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريس سيفوز على منافسه رئيس الهستدروت عضو الكنيست عمير بيرتس.

لكن في حال فاز بيرتس فان ذلك سيعتبر "المسمار الأخير في نعش حكومة شارون" لأن بيرتس يعارض بقاء العمل في الحكومة ويطالب بالانسحاب منها فورا.

أما في حال تحققت نتائج استطلاعات الرأي وفاز بيريس برئاسة حزب العمل فان شارون وبيريس سيضعان جدولا زمنيا حول موعد انسحاب العمل من الحكومة لكن موعد الانتخابات الدقيق سيقرره شارون.