منظمة حقوقية: الامتحان في التطبيق

كشفت حركة حقوقية إسرائيلية عن قيام جيش الاحتلال بخرق الأحكام التي تصدرها المحاكم عبر إعلان التزامه بها رسميا فيما يقوم بتطبيق عكسها على أرض الواقع. وكانت منظمة "جنود يكسرون الصمت" قد أكدت في بيان جديد لها أن الاحتلال يواصل استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية خلال عمليات الدهم والاعتقال رغم صدور قرار قضائي مؤقت عن محكمة العدل العليا الإسرائيلية بتحريم ذلك.

وقد أصدرت المنظمة بيانها هذا تعقيبا على إصدار المحكمة المذكورة يوم 6/10 حكما نهائيا يحظر استعمال "نظام الجار" الذي يعني تحويل الفلسطينيين الى دروع آدمية واقية، والذي تعهد قائد هيئة أركان الجيش، دان حالوتس، بتطبيقه. وكانت المحكمة قد أصدرت قبل نحو العامين قرارا احترازيا مؤقتا ألزمت فيه سلطات الاحتلال بوقف "نظام الجار" غير أن هذه ووفقا لمنظمة "يكسرون الصمت" واصلت اعتماده بعد ابتكار أسماء جديدة للنظام مثل "نظام المرافق" أو "نظام المتطوع".

وقد أوردت المنظمة الإسرائيلية شهادات جديدة وكثيرة حول ذلك تؤكد مواصلة الاحتلال استغلال المدنيين خلال العام ونصف العام الأخير رغم صدور أمر قضائي يمنع ذلك. وقد قللت "يكسرون الصمت" من اهمية قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية الأخير معربة عن املها بزوال الفجوة بين الأقوال وبين الأفعال على الأرض والتي يتم إخفاؤها عن أنظار الرأي العام داخل الكيان كمسألة لأنظمة الفتح بالنار.

وفي شهادة رقم واحد ضمن الشهادات التي اوردتها المنظمة المذكورة قال جندي يدعى "سامي": "قبيل دخولنا الى مدينة نابلس للقيام باعتقال مطلوبين وقف الجندي وقال: هذه معركة الكرامة الخاصة بكم اذ هناك نحو 20 ألف مسلح فلسطيني في المدينة ولذا عليكم استخدام دروع بشرية. عندما نصل الى الحي باشروا بمخاطبة السكان بمكبرات الصوت حتى يخرج أول رجل وعندها يتم تطبيق نظام الجار عليه. دعوه يسير أمامكم ليبدأ بطرق أبواب البيوت ولا تترددوا بإطلاق النار على من يهاجمكم".

وفي شهادة أخرى كشف جندي من فرقة المظليين وحدة رقم 202 عن قيامه وزملائه في ابريل/نيسان 2004 باقتحام بعض أحياء نابلس. وأضاف "أجبرنا شابا على مرافقتنا وقد صوبنا البندقية نحو رأسه فلم يكن له الى أين يهرب فصار يدخل المنازل أمامنا ويطرق أبوابها ويطلب الى الرجال فيها الخروج". وفي شهادة اخرى روى جندي من فيلق "جولاني" كيف قاموا بإجبار فتى (16 عاما) من مدينة بيت لحم مشيرا الى قيام الجنود بربطه بحبل وإلزامه على السير امامهم لحمايتهم من الحجارة التي كانوا يرمون بها من قبل فتيان فلسطينيين. وأضاف جندي آخر من وحدة "ناحل" رقم 931 عن إجبار سائق سيارة بالمرور خلف دورية الجيش في كل مرة تم فيها اجتياز مقطع من طريق معينة في بيت لحم بسبب كثرة العبوات الناسفة التي كانت تزرع فيها.

الى ذلك شككت منظمة إسرائيلية أخرى، هي "بتسيلم"، تعمل على رصد خروقات الاحتلال بقرار المحكمة بحظر "الدروع البشرية" بالقول "يبقى الامتحان في التطبيق".

يشار الى أن عدة مدنيين فلسطينيين قتلوا أو أصيبوا جراء استخدام أجسادهم دروعًا واقية في السنوات الأخيرة.

Terms used:

بتسيلم