"هآرتس": التبرعات اليهودية لمؤسسات عربية في إسرائيل ليست بريئة من الأهداف السياسية

"هآرتس": التبرعات اليهودية لمؤسسات عربية في إسرائيل ليست بريئة من الأهداف السياسية

"هآرتس": التبرعات اليهودية لمؤسسات عربية في إسرائيل ليست بريئة من الأهداف السياسية

كتب أسعد تلحمي:

ما الذي يدفع بمنظمات يهودية اميركية واثرياء يهود من أرجاء العالم الى التبرع بعشرة ملايين دولار سنوياً لجمعيات ومؤسسات عربية في اسرائيل؟ ليس حسنة لوجه الله بكل تأكيد "انما لأهمية الموضوع بالنسبة الى مستقبل الدولة العبرية" و"لجباية ثمن سياسي من المؤسسات العربية" التي تتلقى خيرات يهود اميركا، على ما يقول بعض المسؤولين عن صناديق التمويل.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" لمكاتبها يئير شيلغ، في 17/10، فإن هوية المتبرعين لم تعد حصراً على الأوساط اليهودية الليبرالية في الولايات المتحدة، انما تشمل ايضاً جهات تابعة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة "الفيدراليات اليهودية" التي تنضوي تحت لوائها جاليات يهودية من مختلف المدن الاميركية.

وجاء في التقرير ان أربعة مصادر تمويل رئيسية تقف وراء دعم مؤسسات فلسطينية داخل الخط الأخضر هي "الصندوق الجديد لاسرائيل" الذي اقيم مطلع تسعينيات القرن الماضي "لدعم الصورة الليبرالية للمجتمع الاسرائيلي وليس فقط خدمة مصالح الصهيونية من استيعاب مهاجرين واستيطان". والثاني "الجوينت"، مشروع الجباية اليهودية الموحدة لمساندة اسرائيل الذي أنشئ عام 1948 واخذ منذ سنوات قليلة يجمع التبرعات لـ"الوسط العربي" ايضاً و"دعم مشاريع في الوسطين الدرزي والبدوي". والثالث "صندوق ابراهام" الذي أقامه المليونير اليهودي الأميركي ألن سليبكا قبل 15 عاماً "لدعم التعايش بين اليهود والعرب في اسرائيل" وأحد أهم مشاريعه "تأهيل شبان عرب للتجند في الشرطة الجماهيرية"! والمصدر الرابع "فوروم الوفاق المدني" الذي أقامه قبل أربع سنوات النائب الحاخام ميخائيل مالكيئور ويشاركه في رئاسته النائب عن "الجبهة" عصام مخول.

ويؤكد التقرير ان المنظمات المذكورة رأت في الهبّة الشعبية لعرب الداخل في تشرين الأول (اكتوبر) 2000 تضامناً مع الانتفاضة حافزاً لزيادة التبرعات رغم مطالبة البعض بوقفها بعد تفجيرات ايلول (سبتمبر) 2001 .

ويقول المليونير ارفين غرين، الذي تبرع لبلدية الناصرة بـ750 ألف دولار لاقامة "مركز لرعاية الأطفال"، ان التبرعات ليست لدوافع انسانية فحسب انما "نتيجة ادراكنا ان دعم المساواة والحقوق ومكانة العرب مهمة جداً للدولة العبرية"، مضيفاً انه فضل التبرع لبلدة عربية، على رغم ضغوط بلدة يهودية مجاورة للاستثمار فيها، للدوافع ذاتها. ويؤكد ثري آخر هو بريان لوري ان دعم مؤسسات عربية في الداخل "أمر حيوي لمستقبل اسرائيل وأمنها".

ويعترف متبرعون فضلوا عدم كشف هويتهم بأن لهذه العلاقة "الغريبة" بين يهود الشتات وعرب اسرائيل ثمناً تدفعه الجهات التي تتلقى الدعم، خصوصاً بـ "لجم خطابها المتطرف". ويستذكرون ان منظمات وجمعيات عربية من اسرائيل رفضت إبان مؤتمر ديربن في جنوب افريقيا التوقيع على البيان الشديد اللهجة المناوئ لاسرائيل الذي اصدرته جمعيات "غير حكومية"، وذلك بعدما هددت بكل وضوح بأن التوقيع سيكلفها ثمناً باهظاً... وقف المعونات التي تتلقاها من الصناديق اليهودية!