تعليقات الصحف الإسرائيلية: ضبط النفس سيد الموقف

أجمعت الصحف الإسرائيلية، في تعليقاتها التي ظهرت يوم الأربعاء 8/6/2005 غداة إطلاق صواريخ القسّام باتجاه بلدة سديروت، على أن مصلحة إسرائيل الآن لا تزال "تكمن في التهدئة".

وكتب عمير راببورت، المعلق العسكري في "معاريف"، أنه على رغم تصريحات رئيس هيئة أركان الجيش، دان حالوتس، بأن إسرائيل "لن تحتمل إطلاق صواريخ القسّام وأن صبرها قد ينفذ" فإنه يمكن في المحصّلة إيجاز السياسة الإسرائيلية حالياً بكلمة واحدة: ضبط النفس. مقابل ذلك، أضاف، فإن فهم خلفية عملية إطلاق صواريخ القسّام الأخيرة هو شأن أكثر تعقيداً.

ومضى قائلاً: لقد كان الجنرال حالوتس على حقّ عندما قال إن الخلفية الفورية لهذا الهجوم هي صراعات القوى الفلسطينية الداخلية. وهو ما اتفقت عليه كذلك تعليقات سائر الصحف.

وفي رأي راببورت فإن أحداث أمس (الثلاثاء 7/6/2005) تطرح السؤال فيما إذا في الإمكان عموماً إطلاق توصيف تهدئة على الوضع الذي لا تلتزم فيه منظمات مثل الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية بوقف إطلاق النار، في حين أن حركة "حماس" الملتزمة تُطلق العنان لنيرانها في أي وقت تراه صحيحاً. والحقيقة، في قراءته، أنه لا توجد تهدئة فعلياً وأن إسرائيل وصلت إلى وضع يعتبر وقف إطلاق النار الجزئي فيه هو الأقل سوءًا، من ناحيتها. وفي اعتقاد راببورت فإن استمرار التهدئة بات في "يدي الحظّ" فقط.

أما أليكس فيشمان، المعلّق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فرأى أن إسرائيل تسير على رؤوس أصابعها أو تسير فوق البيض خشية اندثار "التهدئة". وأضاف أن ذلك يعني في الوقت الحالي "عدم المبادرة إلى عمليات عسكرية" من جانب إسرائيل، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى إسقاط التهدئة نهائياً.

وقال إنه في الأوضاع السائدة في غزة فإن البديل للتهدئة هو الفوضى، ومعنى الفوضى في غزة هو فك ارتباط تحت وابل النيران. وهذا هو السيناريو الأسوأ من ناحية إسرائيل، في حين أن فك ارتباط دون إطلاق نيران هو "المصلحة الإسرائيلية الأكثر حيوية الآن" في الجبهة مع الفلسطينيين.

وتوقع فيشمان أن "تستقبل" حركة "حماس" زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى غزة المزمع القيام بها اليوم الأربعاء بإطلاق نار صوب أهداف إسرائيلية.

من جانبه علّق المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، على تصريحات رئيس هيئة أركان الجيش، حالوتس، التي جاء في سياقها أن "العربدة ليست برنامج عمل" بقوله إن المعنى الكامل بين سطور تصريحاته هو أن إسرائيل "تواصل سياسة ضبط النفس في هذه الأثناء" وحتى إشعار آخر.