تهديدات بتجريد الموقعين على "رسالة الرفض" من رتبهم العسكرية

تواصلت تفاعلات رسالة الضباط في الاحتياط في الجيش الإسرائيلي الذين أعلنوا رفضهم الانصياع لأوامر باخلاء مستوطنات، ولم تفسح المجال لغيرها من القضايا للاستئثار باهتمامات وسائل الإعلام العبرية التي حملت تحذيرات وزير الدفاع شاؤول موفاز من "حرب أهلية"، وتهديدات رئيس أركان الجيش الجنرال موشيه يعالون بتجريد الموقعين على الرسالة من رتبهم العسكرية ودرس إمكان تقديمهم للمحاكمة وإلغاء تصاريحهم بحمل السلاح، وسط توقعات 75 في المئة من الإسرائيليين لمواجهات مسلحة بين المستوطنين والجنود أثناء عملية اخلاء مستوطنات قطاع غزة وأربع أخرى معزولة شمال الضفة الغربية، المتوقعة الصيف المقبل.

وأرجأت قيادة الجيش البت في العقوبة التي هدد يعالون الضباط الرافضين بعدما أبدى الاخيرون بعض التراجع حين سلموا قائد فرقتهم "رسالة توضيحية" قالوا فيها إنهم لم يدعوا إلى عصيان الأوامر إنما ارادوا التحذير من "كارثة نعتقد أنها ستقع أثناء اخلاء المستوطنات". وأضافوا انهم "يتحفظون مبدئياً" من رفض أوامر عسكرية وان رسالتهم الأولى عكست معضلة كبيرة يعيشونها، علماً أن جميعهم من المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.

وبدا أن "الرسالة التوضيحية" أحرجت قائد الفرقة ("لواء رام الله") الذي تلقى أمراً من يعالون بطرد جميع الضباط الموقعين (34) على رسالة الرفض الأولى إذا لم يتراجعوا عنها حتى صباح أمس. وبثت الإذاعة العبرية ان قائد الفرقة أرجأ قراره إلى حين الاجتماع بقائد المنطقة الوسطى واستيضاح موقف يعالون. ورأى مراقبون في الرسالة التوضيحية نزولاً عن السلم الذي تسلقه الضباط وأنها قد تحول دون تجريدهم من رتبهم العسكرية أو اقصائهم من الجيش.

إلى ذلك استنهضت رسالة الرفض همم مئات ضباط احتياط آخرين، جميعهم يرتعون في مستوطنات الضفة الغربية، ليوقعوا على رسالة مناهضة يؤكدون فيها التزامهم تنفيذ أوامر المستويين السياسي والعسكري "بغض النظر عن مواقفنا السياسية"، كما أعرب ضباط احتياط من الكيبوتسات عن استعدادهم لاستبدال كل ضابط يرفض تنفيذ الأوامر، متبنين موقف رئيس الحكومة اريئيل شارون القائل بأن ظاهرة الرفض تشكل خطراً وجودياً على اسرائيل وتنذر بانشقاق خطير في صفوف "جيش الشعب" الذي ينبغي ابقاءه خارج دائرة السجال السياسي.

في المقابل ادعى عدد من الضباط الرافضين ان آلاف الضباط والجنود في الاحتياط والجيش النظامي مستعدون للانضمام الى رسالتهم محذرين من ان ألوية اخرى قد تعلن عصيان الاوامر في حال تم اتخاذ اجراءات انضباطية بحق الموقعين على رسالة الرفض. وذكرت صحيفة "معاريف" ان قادة مستوطنين في الجولان السوري المحتل يعدّون العدّة لتقديم العون للمستوطنين في المناطق الفلسطينية المحتلة لمناهضة اخلاء مستوطنات.

ودعا "مجلس حاخامات المستوطنين" في الضفة والقطاع الجنود الى عدم التراجع امام تهديدات اركان الدولة العبرية وقادة الجيش والالتحاق بالرافضين معتبراً "اقتلاع" مستوطنات "منافياً لأحكام الشريعة اليهودية والاخلاق الانسانية وان من واجب كل مواطن وعســـكري التـــصدي لأوامر الاخــلاء والاجلاء".

في غضون ذلك أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "يديعوت احرونوت" ان 75 في المئة من الاسرائيليين يخشون وقوع مواجهات مسلحة بين المستوطنين والجنود اثناء تنفيذ اخلاء المستوطنات. واعتبر 47 في المئة من المستوطنين الناشطين ضد الاخلاء خطيرين، بينما قال 44 في المئة انهم يشعرون بروابط معهم. وتوقع 45 في المئة ان لا تؤثر احتجاجات المستوطنين على تنفيذ خطة فك الارتباط، بينما قال 42 في المئة انها سترجئها ورأى 6 في المئة انها ستلغيها. وقال 63 في المئة انه تحظر الدعوة الى عصيان الاوامر حتى في نطاق "حرية التعبير". ورأى 28 في المئة ان المستوطنين بسلوكهم يلحقون الأذى بالديمقراطية وقال 19 في المئة انهم يخافون المستوطنين و18 في المئة اعربوا عن مخاوفهم من ان يؤدي احتجاج المستوطنين الى حرب اهلية واعرب 25 في المئة عن تعاطفهم وتفهمهم للمستوطنين فيما ابدى 6 في المئة استعدادهم للانضمام الى صفوفهم.